غريب عسقلاني
الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 08:17
المحور:
الادب والفن
في شارع يهوشع بن نون, حيث كان يسكن باروخ جولد شتاين, كانت امرأة تدفع عربة طفلها الرضيع, ويمشي إلى جانبها طفل في العاشرة.. التقط المصور الصحفي لهم صورة موفقة, وسألها رأيها في جولدشتاين:
- كلنا باروخ جولدشتاين, وقد أسميت طفلي هذا على اسمه.
لعبط باروخ الصغير في العربة, وواصلت الأم:
- طبيبنا باروخ كان رجلا خارقا, أنقذ الكثير من اليهود, وأنني أدعو الله أن يسير ولدايَّ على خطاه في قتل العرب.
احتد رجل كان يتابع الحديث:
- كفى لقد سئمنا هذه الحماقات.
مضى الرجل غاضبا, فعقبت المرأة بتوتر:
- يا له من رجل عديم الثقافة! هل يوجد في إسرائيل من يكره جولد شتاين؟!
قال الصحفي:
- نحن في دولة ديمقراطية, دعيه يعبر رأيه..أنتِِ مع قتل العرب وهو ضد ذلك.
- ولكن الذي يقرر هو الجيل الجديد.
وسألت ابنها الكبير:ٍ
- يجب قتل من افشالومي؟
- العرب طبعا.
- لماذا يا حبيبي؟
-لأنهم برابرة وقتلة.
- أنتَ رائع يا حبيبي.
ومررت أصابعها في شعره الذهبي, وسكنت وجهها ابتسامة منتصرة .
***
مرت ثلاثة أعوام, غادر باروخ الصغير العربة إلى الروضة, وصار افشالومي فتى يافعا, وفي شارع يهوشع بن نون قابلهم الصحفي سألها:
- يقولون أن ناعوم فريدمان مخبول, وإلا لما أطلق النار على العرب في الخليل.
قهقه افشالومي ورقص باروخ, قالت الأم الحسناء:
- اطمئن يا سيدي, ناعوم يعرف ما يريد, ربما ارتبكَِ
وسألت افشالومي:
- هل سترتبك مثله يا عزيزي؟
- عند قتل العرب يجب الضغط على الزناد بأصابع ثابتة.
جاست بأصابعها في شعره الذهبي وأخذا يتغامزان على الصحفي الذي انشغل بالتقاط الصور, سأل الصبي:
- لماذا يلتقط الصور ؟
-دعه يفعل قد يتفقد ألبومه يوما ويغير رأيه..
--------------
*الحكاية تستند على شهادات جمعها آمنون كابليوك مؤلف كتاب الخليل مجزرة معلنة
*باروخ جولدشتاين, طبيب يهودي متعصب ارتكب مجزرة الخليل
*ناعوم فريدمان, أطلق النارعلى العرب في الضفة الغربية, وأتهم بالجنون
#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟