أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - إيران واللعب والمراهنة على كسب الوقت!














المزيد.....

إيران واللعب والمراهنة على كسب الوقت!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الذين كانوا يراهنون ويصرون على الرأي القائل بأن إيران لا تهدف إلى تعزيز قدراتها العسكرية بامتلاك السلاح النووي والصواريخ ذات المدى المتوسط والبعيد , وأن إيران لا تريد أن تكون دولة عظمى في الشرق الأوسط وتفرض سياساتها على المنطقة وتصدر ثورتها الدينية ودولتها الثيوقراطية المتخلفة إلى الدول الأخرى , برهنوا على أنهم كانوا حسني النية وعجزوا عن الإمساك بالخيط الأساسي وما يسمى في العراق مجازاً بـ (رأس الشليلة) الذي يوجه إيران وسياستها في المنطقة وعلى صعيد العالم الإسلامي. فمنذ سقوط نظام الشاه في إيران وهيمنة قوى الإسلام السياسي الطائفية على السلطة برزت نزعتان إضافيتان للدولة الإيرانية الإسلامية بالمقارنة مع دولة الشاه , إضافة إلى التعصب القومي الفارسي , وهما: التعصب الديني والقناعة بأنهم يمثلون الدين الإسلامي الصحيح أولاً , والسعي لتصدير الثورة الإيرانية إلى الدول الإسلامية , ومنها الدول العربية, ثانياً. ومن هذه العناصر الثلاثة : الذهنية القومية الشوفينية , التي كانت لدى الشاه أيضاً , والذهنية الدينية الطائفية المتعصبة وتصدير الثورة الإسلامية , نشأ تطلعها غير المحدود نحو تحويل إيران إلى دولة عظمى في منطقة الشرق الأوسط وفي إطار الدول الإسلامية بحيث تلعب دوراً مميزاً في السياسة الدولية. وتوقعت بأنها ستكون عاجزة عن تحقيق ذلك بالقدرات العسكرية التي كانت لديها والتي برز ضعفها في الحرب ضد العراق , ولهذا توجهت مصحوبة بذهنية مركبة بالعناصر التي أشرت إليها صوب التسلح النووي وامتلاك أحدث الأسلحة والصواريخ ذات المدى المتوسط والبعيد التي يمكن أن تصل إلى أهداف محددة ترى فيها عدواً يهدد مصالحها ومشاريعها وأهدافها. ولم تعلن عن عودتها إلى ذلك رغم وجودها في عضوية لجنة الطاقة الدولة التي تفرض رفض قيام دول جديدة بامتلاك السلاح النووي.
واليوم نلاحظ أن إيران تلعب بالنار حقاً وتراهن على الصراع الدولي بين روسيا الاتحادية والصين الشعبية من جهة , والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى , لتكسب الوقت المناسب لإنتاج السلاح النووي , الذي كما تعتقد سيعرقل قدرة العالم على التحرش بها , إذ أنها ستهدد إسرائيل بسلاحها النووي. ولكن إيران تنسى بأن السلاح النووي موجود لدى إسرائيل أيضاً وبكمية اكبر مما تستطيع إنتاجه إيران خلال الفترة القادمة , إضافة إلى وجوده بيد حلفاء إسرائيل الدوليين.
إن ممثل الحرس الثوري , الرئيس الإيراني الراهن , مصاب بجنون العظمة والرغبة الجامحة بامتلاك إيران للسلاح النووي , ولا يختلف كثيراً عن جنون صدام حسين الذي دفع العراق لخوض مغامرات قاتلة كانت عاقبتها فرض الاحتلال رسمياً على العراق من جانب مجلس الأمن الدولي , وسلم هذا الدكتاتور ما يقرب من مليون ونصف المليون إنسان عراقي إلى ملك الموت خلال حكمه الشائن. ولكن ما سوف يترتب على السياسة الإيرانية , إن سارت بهذه الوجهة الراهنة وإذا ما وصل رئيس جمهوريتها والقوى المحافظة الأكثر يمينية بدفع إيران إلى حافة الحرب مع الغرب , , سيكون أسوأ من ذلك بكثير. لا يمكن لإيران أن تراهن على الصراع الراهن في داخل الولايات المتحدة بشأن الانتخابات إذ أن تلك الأحزاب كلها سوف تقف ضد التسلح النووي الإيراني وستقابله بتدمير كامل لهذا السلاح وتعيد إيران إلى ما قبل الفترة الصناعية , كما حصل مع العراق. كما على حكام إيران القوميين والطائفيين والمستبدين أن لا يراهنوا على الصراع الروسي الأمريكي , إذ أن روسيا بدأت تدرك المخاطر التي وراء نهج التسلح والعسكرة الإيرانيين والذي يهدد مصالحها وأمن منطقة الشرق الأوسط أيضاً.
ولكن المخاطر في حالة نشوب حرب لن تكون على إيران وحدها , بل ستشمل جميع دول المنطقة , وبالتالي يمكن أن تتسبب في موت عدد كبير جداً من الشر وتحمل خسائر مادية وحضارية بالغة. ولهذا لا بد للعالم أن يتحرك وأن يتضامن في هذه المرحلة الحرجة بالذات وقبل فوات الأوان من أجل وقف التسلح النووي الإيراني ومنع انتصار جنون العظمة وجنون الدولة العظمى التي يسعى الحكام الإيرانيون إلى بلوغها , إذ أنها ستكلف البشرية غالياً. ولا بد من وقف تدخل إيران في شئون دول المنطقة , سواء أكان ذلك في العراق أم في لبنان أم في فلسطين , إذ أن لذلك عواقب وخيمة على الشعوب العربية بشكل خاص , في حين تبقى إيران في مثل هذا الصراع بعيدة عن الأحداث ولكنها تلعب دور الموجه والمشرف والمعبئ إعلامياً وفكرياً وسياسياً والممول بالمال والسلاح والعتاد والرجال. لنواجه المخاطر الإيرانية الآن وقبل فوات الأوان.
7/2/2008 كاظم حبيب





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 شباط المشئوم وكوارث العراق المتواصلة!
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- رحل عنا بهدوء الشخصية الوطنية والديمقراطية العراقية والشاعر ...
- أين ألتقي وأين أختلف مع الأستاذ الدكتور سيَّار الجميل ؟لتتسع ...
- في الذكرى الأربعينية لرحيل الأستاذ كامل الجادرجي
- أين تكمن أهمية نداء -مدنيون- في المرحلة الراهنة ؟
- لست أنا المقصود .. بل المقصود غيري ..!
- قتل الناس الأبرياء يعني النهاية القريبة التي تنتظر كل الإرها ...
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- في الذكرى الأربعينية لرحيل الصديق الشاعر مرتضى الشيخ حسين
- رسالة مفتوحة إلى كافة القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية ...
- ألا تنتهي معاناة الكُرد الفيلية رغم سقوط نظام السياسات الفاش ...
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- هل من حراك سياسي إيجابي في العراق؟
- تحية إكبار وتقدير للكاتبة والشاعرة بلقيس حميد حسن في دفاعها ...
- بعض الدول النفطية العربية تهيمن على أجهزة الإعلام العربية
- نحو تطبيق إنساني وعقلاني لقانون المساءلة والعدالة
- بين نقد الوعي النقدي والتجريح الشخصي
- ملف خاص في الذكرى العشرينية لمجازر الأنفال وحلبچة ضد الإنسان ...


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوض ...
- لماذا يعد تغيير النظام في إيران أمرًا صعبًا؟ أستاذ في جامعة ...
- لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها ل ...
- المستشار الألماني: -الوقت حان- لوقف إطلاق النار في غزة
- مقتل 4 أشخاص بصواريخ إيرانية أصابت مبنى سكنيا في بئر السبع ج ...
- إيران: هل من بديل سياسي؟
- دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية ...
- غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم ...
- إسرائيل: لن نهاجم إيران مجددا بعد مكالمة ترامب ونتنياهو
- ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - إيران واللعب والمراهنة على كسب الوقت!