أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - قتل الناس الأبرياء يعني النهاية القريبة التي تنتظر كل الإرهابيين القتلة في العراق!














المزيد.....

قتل الناس الأبرياء يعني النهاية القريبة التي تنتظر كل الإرهابيين القتلة في العراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 11:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في إحدى أمسيات بغداد الهادئة والحزينة , حيث يعود الناس إلى بيوتهم للراحة من عناء العمل وضغط المعيشة وبعيداً عن الخشية من تفجير إرهابي هنا وانتحار إرهابي جاهل هناك يأخذ معه إلى عالم الأموات المزيد من البشر الأبرياء والمحرومين من نعيم السعادة والهناء والعيش الكريم , في إحدى هذه الأمسيات طرق مجهولون دار المهندس المتقاعد قبل أوانه السيد أحمد جواد هاشم الهاشمي. لم يكن الطرق شديداً , كان عادياً لم يدر بخلد من في الدار ومن فتح الباب أنهم يقتربون من نهايتهم في هذه الحياة. فتح لهم قريب لزوجة صاحب الدار الباب , فتلقى ضربة قاسية موجعة أسقطته أرضاً فسالت دماء الشاب على أرض الحوش وغاب عن الوعي لفترة. تصور القتلة أنهم أجهزوا عليه تماماً. دخل هؤلاء وهم يرتدون البزّات الرسمية للشرطة العراقية الجديدة ويحملون بنادقهم الرشاشة إلى الدار وأغلقوا الباب خلفهم.
وضعوا أسلحتهم الرشاشة في حوش الدار , لم يستخدمونها لإنجاز ما كلفوا به خشية سماع صوت إطلاق الرصاص. توجهوا إلى الغرف وهم يحملون السلاح الأبيض. طلبوا هويات العائلة , تسلموها. ثم بدأوا بالاعتداء على أفراد العائلة بدءاً بالوالد ومروراً بالسيدة نسرين كريمة السيد وهاب كاظم الصافي وانتهاء بابنتهما الصبية زينب ذات الخمسة عشر ربيعاً. قدم لهم الوالد كل ما لديهم من مصوغات ذهبية وفضية وكل ما لديه من نقود في الدار. لم يأبهوا بها ولم تكن غايتهم. لقد جاءوا لغاية واحدة هي القتل وإشاعة الرعب والفوضى في البلاد , محاولة تأكيد أن الوضع في بغداد في أيدي القتلة الإرهابيين من مختلف الأصناف وليس في أيدي الحكومة أو تحت سيطرتها. السؤال الذي يعذب الجميع هو : لماذا هذا القتل العشوائي والهمجي؟ ما ذنب هؤلاء الناس يقتلون يومياً على أيدي قتلة محترفين ومؤمنين جهلة لا يعرفون من دينهم غير القتل بأمل دخول الجنة؟ وأي جنة موعودة تلك التي تقبل قتلة مجرمين لا يملكون ذرة من ضمير أو إحساس بالإنسانية!
ذبحوا البنت أمام أعين الأبوين المقيدين , ثم ذبحوا الأم أمام أعين زوجها وبطريقة مريعة بشعة , ثم ذبحوا الوالد الذي لا بد وأنه قد مات أكثر من مرة وكذا الزوجة وهم يرون كيف تذبح ابنتهم الغالية والوحيدة , وكيف تذبح الزوجة وما ينتظر الزوج! إنها لمأساة مريعة هذه التي وقعت في بغداد في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني / يناير 2008 في حي الطالبية / أور حين انطفأت شمعات ثلاث لعائلة نبيلة وطيبة , وهي واحدة من الكثير من الحوادث المماثلة التي تقع في أنحاء مختلفة من العراق؟ إنه التعبير الصارخ للكراهية والحقد الأعمى , للطائفية الذميمة والقاتلة , للاستبداد الفكري والسياسي , للجهل وزيف الوعي الديني وغياب القيم والمعايير الإنسانية لدى القتلة أياً كانت هويتهم وجنسيتهم , فهم ليسوا من البشر , ولا حتى من الحيوانات.
ولكن لماذا ؟ لا أحد يدري من هم , ماذا كانوا يريدون من العائلة وهل هم المستهدفون , ولماذا ؟ لقد تركوا الضحايا تسبح في دمائها الزكية , رجل في الخمسين من عمره وزوجته في منتصف العقد الخامس من عمرها وابنتهما ذات الخمسة عشر ربيعاً.
إنها لجريمة مفزعة , حياة ثلاثة أفراد من هذا المجتمع يذبحون عبثاً ولا يعرفون سبباً لذلك؟ حين وصل رجال الشرطة إلى الدار لم يجدوا سوى الجريح والضحايا المذبوحة الغارقة في دمائها , إذ كان الشاب لا يزال على قيد الحياة. أما القتلة فقد كانوا قد تركوا الدار بكل اطمئنان وهدوء وكأنهم لم يرتكبوا هذه الجريمة البشعة لقد تعودا عليها ومارسوها باستمرار في زمن صدام حسين وما بعده , سواء أكانوا من أتباعه أم أتباع غيره من بعد أم من العرب القادمين من وراء الحدود , فهم كانوا يرتدون الزي الرسمي للشرطة العراقية وقادمون بسيارات الشرطة ويحملون أسلحة تستخدم من قبل الشرطة العراقية! فلماذا الخوف والحيطة والعجلة. لقد استقروا في الدار فترة غير قصيرة إذ كانوا مطمئنين! فمن هم هؤلاء القتلة ؟ من يستطيع أن يساعد التحقيق ويرشد القضاء العراقي إلى هؤلاء القتلة المجرمين الذين سيقتلون عائلات أخرى أن لم يتم الكشف عن هويتهم واعتقالهم واعتقال من كلفهم بذلك ؟ هل سيتم الكشف عنهم , أم سيضيع دمهم كما ضاعت دماء الآلاف المؤلفة من بنات وأبناء الشعب العراقي.
إن هذه الهمجية في قتل النساء الرجال والصبايا والصبيان والأطفال في أنحاء مختلفة من العراق , كما حصل في الموصل أخيراً , ليس سوى الدليل القاطع على الإحباط الذي يعيش فيه هؤلاء القتلة ومن يقف خلفهم , إنه الفشل بعينه في تحقيق ما كانوا يصبون إليه من تدمير لهذا العراق ومن إغراق الشعب كل الشعب بالدم والخراب. أن الجواب الرادع لهؤلاء القتلة هو التعاون والتحالف والتنسيق في ما بين جميع القوى الوطنية العراقية , وهو الكف عن الطائفية اللعينة وليست المذهبية السمحة , هو تشديد النضال ضد قوى الإرهاب وحل المليشيات الطائفية وتنظيف أجهزة الدول , وخاصة العسكرية , من المندسين الذي يمارسون دعم القتلة بصيغ شتى.
لجميع شهداء العراق الذكر الطيب . ولكل القتلة المجرمين بئس المصير وسوء العاقبة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- في الذكرى الأربعينية لرحيل الصديق الشاعر مرتضى الشيخ حسين
- رسالة مفتوحة إلى كافة القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية ...
- ألا تنتهي معاناة الكُرد الفيلية رغم سقوط نظام السياسات الفاش ...
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- هل من حراك سياسي إيجابي في العراق؟
- تحية إكبار وتقدير للكاتبة والشاعرة بلقيس حميد حسن في دفاعها ...
- بعض الدول النفطية العربية تهيمن على أجهزة الإعلام العربية
- نحو تطبيق إنساني وعقلاني لقانون المساءلة والعدالة
- بين نقد الوعي النقدي والتجريح الشخصي
- ملف خاص في الذكرى العشرينية لمجازر الأنفال وحلبچة ضد الإنسان ...
- ماذا تمخض عن اجتماع قيادتي الحزبين , الحزب الديمقراطي الكردس ...
- ماذا تمخض عن اجتماع قيادتي الحزبين , الحزب الديمقراطي الكردس ...
- حصاد عام مضى وآمال بعام بدأ لتوه!
- العراق وعام جديد , فهل من أمل قريب بالأمن والاستقرار والسلام ...
- موضوعات للمناقشة : هل من صراعات فعلية حول مستقبل العراق الدي ...
- هل لمهزلة العلم البعثي الدموي من نهاية؟
- تركيا والمسألة الكردية والعدوان على العراق!
- متابعة لأحداث سياسية ملتهبة تثير قلق العالم
- هل من مخاطر للتحالف الإيراني – السوري على شعوب المنطقة؟


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - قتل الناس الأبرياء يعني النهاية القريبة التي تنتظر كل الإرهابيين القتلة في العراق!