أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم حبيب - في الذكرى الأربعينية لرحيل الأستاذ كامل الجادرجي














المزيد.....

في الذكرى الأربعينية لرحيل الأستاذ كامل الجادرجي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:46
المحور: سيرة ذاتية
    


على مدى أكثر من أربعة عقود احتل الشخصية الوطنية والديمقراطية اللامعة الأستاذ الفاضل والراحل كامل الجادرجي موقعاً بارزاً ومتميزاً في قلب الحركة الفكرية والسياسية والصحفية الوطنية العراقية مشاركاً بفعالية فيها ومؤثراً في مجرى حركتها وقائداً رئيسياً لواحدة من أبرز الحركات الديمقراطية العراقية التي برزت في جماعة الأهالي أولاً وفي الشعبية ثانياً ثم تبلورت في الحزب الوطني الديمقراطي في اعقاب الحرب العالمية الثانية وبالتحديد منذ العام 1946. لقد شارك الأستاذ الراحل الجادرجي في الحياة السياسية وزيراً ونائباً ومعارضاً , حراً طليقاً وسجيناً يعيش حريته الفكرية ومواقفه السياسية بالرغم من سجنه , كاتباً وصحفياً ومفكراً ومثقفاً رفيع المستوى. قاد الحزب الوطني الديمقراطي سنوات صعبة تميزت بالمقاومة الجادة لسياسات العهد الملكي غير الديمقراطية ومن أجل إقامة مجتمع مدني ديمقراطي حر. كان الراحل اشتراكياً إصلاحياً لم يهادن على مصالح الوطن والمجتمع , عرف الواقع العراقي ومستوى الوعي وطبيعة المرحلة وشخص المهمات والقدرة على التغيير وسخر صحيفة الحزب دفاعاً عن قضايا الشعب والديمقراطية والسلام العالمي ورفض الحروب والقواعد العسكرية. ساهم بوعي ومسئولية في تشكيل جبهة الاتحاد الوطني التي رافقت الحركة العسكرية لإسقاط الملكية , ولكنه رفض قيادة العسكر للمسيرة السياسية العراقية وأدرك مخاطرها والعواقب الوخيمة المحتملة. وكان الرجل واعياً لطبيعة العسكر وما يمكن أن يؤول إليه الوضع في العراق إن واصلوا قيادة البلاد في أعقاب ثورة تموز 1958 , رغم تقديره لوطنية عبد الكريم قاسم. طالب بتنحي العسكر عن السلطة ووضع الدستور الدائم وإجراء الانتخابات , ولكن لم يصغ له العسكر ولم يأخذ برأيه قاسم. وقف إلى جانب حقوق الإنسان وحقوق القوميات ورفض استخدام السلاح في مواجهة مطالب الشعب الكردي القومية العادلة وأدان الحرب التي بدأ بها قاسم ضد الشعب الكردي في العام 1961/1962 , رغم نداءات الديمقراطية للعراق والسلم لكُردستان التي رفعها الحزب الشيوعي ووجدت تأييداً لها في الأوساط الديمقراطية العراقية.
لقد وقف الراحل الجادرجي إلى جانب تغيير الاقتصاد العراقي وبناء الصناعة الوطنية والإصلاح الزراعي ودافع عن الطبقة الوسطى ودورها في الحياة الاقتصادية وشدد على ضرورة القطاع الخاص , ولكنه لم يهمل أهمية ودور قطاع الدولة في العملية الاقتصادية في بلد يملك ثروة وطنية كبيرة ينبغي لها أن تبقى في يد الدولة وتستخدم لمصلحة الشعب وتطور وازدهار البلاد.
تميز الراحل برفضه للنظم الديكتاتورية والسياسات الفردية بمختلف صرها وأشكال ظهورها في العراق ورفض التعاون مع جميع الحكام الذين مارسوا تلك السياسات , بما في ذلك وابتداءً من فردية عبد الكريم قاسم ومروراً بدكتاتورية وشوفينية البعثيين والقوميين الذين تربعوا على عرش السلطة بين 1963 إلى حين رحيله في العام 1968, وتعرض الجادرجي , بسبب مواقفه الفكرية والسياسية المبدئية الصارمة , إلى إرهاب واضطهاد حكم البعث والقوى القومية.
يفترض في ذكرى رحيله أن تذكر العراقيات والعراقيين جميعاً بالمبادئ الرصينة والقويمة التي تبناها ودافع عنها وناضل من أجلها الأستاذ الراحل كامل الجادرجي , وأن تكون هاديةً ودافعة لرفاق حزبه القدامى والجدد الذين أعادوا تأسيس الحزب مرة أخرى بعد سقوط نظام البعث الدكتاتوري برئاسة الأخ الفاضل والصديق الأستاذ نصير الجادرجي , ومعه مجموعة من خيرة قياديي وكوادر الحزب الذين شاركوا في النضال على امتداد الفترات المنصرمة , والمعروفين لنا جميعاً , في تنشيط الحزب وتحديثه وتطوير علاقاته بالشعب وبالقوى الوطنية ومهمات المرحلة.
إن مبادرة ومشاركة الحزب الوطني الديمقراطي بإصدار نداء "مدنيون" يشير إلى إدراك قيادة هذا الحزب للواقع العراقي , مع بقية القوى التي شاركت في هذه المبادرة , وأهمية إعادة تشكيل التيار الديمقراطي العراقي وتعبئة المزيد من الأوساط الشعبية والمثقفين والديمقراطيين العراقيين حول هذا النداء , ثم تطوير الفكرة لعقد مؤتمر موسع يمكن أن تشارك فيه قوى وشخصيات عراقية نسائية ورجالية لكي تدفع بالعملية السياسية في العراق صوب الديمقراطية ومن أجل وضع حد للإرهاب والطائفية والمحاصصة القائمة على هذا الأساس والخلاص من الفساد المالي والإداري ومن ثم الخلاص من وجود القوات الأجنبية في البلاد.
في الذكرى الراهنة لرحيل الجادرجي يتمنى الإنسان أن يجد الحزب , الذي شارك في بنائه وقاده سنوات طويلة , رغم كل المصاعب والانشقاقات والإرهاب , أن يستعيد ويأخذ دوره ومكانته في الحياة السياسية العراقية ويساهم في إغناء الحياة الديمقراطية وفي بناء الدولة العراقية المدنية والاتحادية الديمقراطية المنشودة.
31/1/2008 كاظم حبيب





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين تكمن أهمية نداء -مدنيون- في المرحلة الراهنة ؟
- لست أنا المقصود .. بل المقصود غيري ..!
- قتل الناس الأبرياء يعني النهاية القريبة التي تنتظر كل الإرها ...
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- في الذكرى الأربعينية لرحيل الصديق الشاعر مرتضى الشيخ حسين
- رسالة مفتوحة إلى كافة القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية ...
- ألا تنتهي معاناة الكُرد الفيلية رغم سقوط نظام السياسات الفاش ...
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- هل من حراك سياسي إيجابي في العراق؟
- تحية إكبار وتقدير للكاتبة والشاعرة بلقيس حميد حسن في دفاعها ...
- بعض الدول النفطية العربية تهيمن على أجهزة الإعلام العربية
- نحو تطبيق إنساني وعقلاني لقانون المساءلة والعدالة
- بين نقد الوعي النقدي والتجريح الشخصي
- ملف خاص في الذكرى العشرينية لمجازر الأنفال وحلبچة ضد الإنسان ...
- ماذا تمخض عن اجتماع قيادتي الحزبين , الحزب الديمقراطي الكردس ...
- ماذا تمخض عن اجتماع قيادتي الحزبين , الحزب الديمقراطي الكردس ...
- حصاد عام مضى وآمال بعام بدأ لتوه!
- العراق وعام جديد , فهل من أمل قريب بالأمن والاستقرار والسلام ...
- موضوعات للمناقشة : هل من صراعات فعلية حول مستقبل العراق الدي ...
- هل لمهزلة العلم البعثي الدموي من نهاية؟


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم حبيب - في الذكرى الأربعينية لرحيل الأستاذ كامل الجادرجي