أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - ضرورة رفع الالتباس عن وثيقة -جميعا من أجل الخلاص-(2).















المزيد.....

ضرورة رفع الالتباس عن وثيقة -جميعا من أجل الخلاص-(2).


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن من ثوابت الشيخ والمبادئ التي أسس عليها جماعته أن تكون القيادة لجماعة العدل والإحسان وتكون سلطة القرار لمرشدها . الأمر الذي يستلزم عرض الوثيقة ــ" جميعا من أجل الخلاص" ــ على الثوابت إياها حتى يزول الالتباس وتنكشف الدسيسة . فالشيخ ياسين يدعو القوى الحية للتحالف معه لإسقاط النظام الملكي بمبرر أنه ليس نظاما ديمقراطيا ولا يتيح الفرصة لهذه القوى لممارسة السلطة . فهل الشيخ يؤمن بالديمقراطية ويقبل بها أداة ونبتة في بلاد المسلمين ؟ 2 ـ الديمقراطية "الدسيسة الناعمة" : يجيب الشيخ بيقين قاطع مخاطبا من دعاهم إلى التحالف معه من القوى الحية (أنتم تركزون على نوعيَّة النظام، فوقع اختياركم على النظام الديمقراطي. فنقول: في هذا حوار ممكن معكم. لكننا لنا دين نظامُه في الحكم يسمى خلافة وشورى) . ويقصد الشيخ التمييز والفصل بين الديمقراطية والشورى ، بحيث لا يمكن الملاءمة بينهما . إذ كل ملاءمة بينهما إنما هي "تدسس ناعم" حذر منه سيد قطب وجعله الشيخ ياسين ثابتا لا يمكن نقضه كالتالي ( قلت: هنا وصل بنا سيد قطب رحمه الله إلى بيت القصيد، وهو الذي عرف الثقافة الجاهلية حق المعرفة، فلما نور الله قلبه بالإسلام أبصر قتامة ظلمة الجاهلية فحذر من "التدسس الناعم" .. وهو تحذير بالغ الأهمية في زماننا الذي يتكلم فيه الرائح والغادي، والمبتَلُّ والصادي، عن الشورى ليقدمها نوعا من الديمقراطية، أو هي هيّ مع لَمَسات خفيفة. قال سيد رحمه الله: "كلا! إن الأمر مختلف جدا، والانتقـالَ من هذه الجاهلية التي تعُم وجه الأرض إلى الإسلام نُقلةٌ واسعة بعيدة. وصورة الحياة الإسلامية مغايرة تماما لصور الحياة الجاهلية قديما وحديثا ) . ومن ثم فالشيخ ثابت على مبدئه الرافض للنظام الديمقراطي . لهذا فهو لا يجعل من أهدافه أبدا إقامة النظام الديمقراطي الذي تنشده القوى الحية . أليس هو القائل ( قضيتنا نحن مصيرية. نحن نطلب الإسلام لا الديمقـراطية. ليكن هذا واضحا ). والالتباس الذي قد يسقط فيه البعض هو ورود إشارات من الشيخ تفيد قبوله بالديمقراطية . لكن حقيقة الأمر أن الشيخ يريد الديمقراطية فقط لما تكون مجرد وسيلة للوصول إلى الحكم والسلطة . هكذا قرر الشيخ ( الديمقراطية في بلاد المسلمين قضيةُ نُخَبٍ معزولةٍ تَبْحث عن قاعدة شعبية. ونحن نبحث عن الوسائل لإيقاظ أمة فيها الاستعـداد الكامل الراقد لحمل الرسالة، فيها القدرة الكامنَة على تحمل المسؤولية، لا تثق بقيادة غير قيادة نابعة منها، نامية في أحضانها، ماسكة بأعزِّ ما في كيانها وهو دينها) . وباعتبار القوى الحية ـ في حكم الشيخ وتصوره ـ "نخب معزولة" و "مغرَّبة" ، فإنها لن تستحق قيادة الشعب . ومن ثم يقرر الشيخ أن يركب وسيلة الديمقراطية لتشكيل تكتل سياسي يوفر له القوة قصد قلب النظام الملكي ، لينفرد فيما بعد بالسلطة والقرار في إرساء نظامه الخاص تحت مسمى "النظام الإسلامي" . هكذا يجزم ( فإذا كانت الديمقراطية تضع حدا للتسلط على العباد فنحن، هَبَّةً واحدةً، مع كل ذي دين ومروءة لنقول نعم. لكنَّ الشطر الإيجابي، ما يأتي بعد سَلْب التسلط ونقض بنيانه، أمر لا تفي به الديمقراطية ولا تعرفه) . فالديمقراطية لا تخدم أهداف الشيخ في السيادة ولا تستجيب لثوابته التي يأتي في مقدمتها "الحكم بالحق الإلهي" الذي تجسده "الإمامة" و "الولاية" . بينما الديمقراطية تقتضي الاحتكام إلى إرادة الشعب والمساواة أمام القانون . ففي حوار مع الشيخ نشرته جريدة البايس نقرأ التالي سؤال : ( هل هناك شيء جيد بالنسبة للمغرب في الديمقراطية الغربية؟ *جواب الشيخ ( هي ممتازة/جيدة بالنسبة إليكم لكننا نرى أنها لا تصلح في المغرب إلا كوسيلة تمكن الشعب من التعبير عن اختياره رغم ذلك لا يمكن أن نستوردها كما هي. لا يمكن أن نقبل من الديمقراطية أن تحبس الدين في مكان قصي) . إذن مهما كانت أهمية الديمقراطية وجدواها فإن الشيخ يرفض "استنباتها" في بلاد الإسلام وكأن المسلمين بشر لا تسري عليهم سنن الله في باقي خلقه من العالمين الذين راكموا خبرات أهلتهم لوضع قواعد وأسس وقيم لإدارة أمور دنياهم بما يضمن أمنهم ويصون كرامتهم . لكن الشيخ يتنكر لكل هذه المكتسبات الحضارية ويسعى لفرض نظام قطعت معه البشرية قرونا عدة . وإذا كانت من بقية باقية من اللبس لدى القوى الحية في خلفيات الشيخ ومرامي دعوته إلى التحالف ، فإن الشيخ واضح وصريح في قوله (أمامنا يومئذ أنظمة في موقع اليأس ونُخَبٌ متطلعة إلى الديمقراطية لكنها معزولة عن الشعب تُعاني كمَدَها. فيكفيها ذلك عُنْفا على نفسها. حاولَتْ وستحاول استِنبات الديمقراطية في أرض الإسلام، لكنَّ أرض الإسلام لا تنبت إلا زرُوع الإسلام ) . فضلا عن هذا ، فإن التحالف مع القوى الحية يستوجب مراعاة مطالبها ، مما يستلزم الحوار والتنازل والقبول بالحلول الوسطى . فهل يمكن للشيخ أن يقبل بالحلول الوسطى في تحالفه مع القوى الحية ؟ أكيد أن ثوابت الشيخ لن تسمح له ولجماعته بالتنازل أو التوافق مع الأطراف التي يسعى إلى التحالف معها . فالشيخ يستمد ثوابته ـ في هذا الإطار ـ ليس من القرآن ولكن يستمدها من المودودي الذي نقل عنه قوله ( قال رحمه الله: "وأنها هوة فاصلة لا يُقام فوقَها معبر للالتقاء في منتصَف الطريق، ولكن ليَنتقل عليه أهل الجاهلية إلى الإسلام، سواءً كانوا ممن يعيشون فيما يُسمى الوطن الإسلامي ويزعمون أنهم مسلمون، أو كانوا يعيشون في غير "الوطن الإسلامي".قلتُ: رحمك الله من مفاصل مواصل.)(548 العدل ) . ليقرر الشيخ بدوره ( فكيف بالحل الوسط بين الزور ساعيا بخطى سريعة إلى الهاوية السياسية وبين حركة شابة فتحت عينيها على الصدق فهي أهل للثقة لا غيرها )( ص 78 ، 79 حوار مع الفضلاء الديمقراطيين) . إن الشيخ يضع نفسه وجماعته في تناقض سيكون حله على طريقة الخميني التي طبقها ضد القوى التي تحالفت معه من اليساريين والشيوعيين والديمقراطيين ، ألا وهي القتل . إذ كيف بالشيخ يقبل بالتحالف مع "الزور" و"الفسوق" و"الكفر" وهو يعلن ألا حلول وسطى بينه وبين هؤلاء الحلفاء ؟ إذن أية وضعية يعدّها الشيخ للقوى الحية في مشروعه ؟ وهل سترضى هذه القوى بالتبعية للشيخ وإسلاس القياد له ؟ قضية تعالجها المقالة القادمة بحول الله .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة رفع الالتباس عن وثيقة -جميعا من أجل الخلاص-(1)
- -هل تريدوننا أن نصبح سجناء إرهاب حتى نحصل على تلك الحقوق؟-
- وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس(2).
- تنظيم القاعدة وإستراتيجية أفغنة شمال إفريقيا
- وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس (1).
- هل ستنتقل جماعة العدل والإحسان من الأبواب المفتوحة إلى الموا ...
- حول مراجعات المتطرفين
- المسعى الانقلابي لجماعة العدل والإحسان .
- هل حقا الدولة تستهدف جماعة العدل والإحسان ؟
- الحوار المتمدن ساحة للحرية وضوء في آخر النفق .
- من يبيع المغرب بالملايين ومن يبيعه بالملاليم .
- محاربة الإرهاب تبدأ من عقائده .
- الإنتربول وشروط مكافحة الإرهاب .
- السعودية والمقاربة الشمولية لمواجهة الإرهاب .
- المنهجية الديمقراطية إستراتيجية لم تبلغ بعد مداها .
- الأحزاب السياسية ورهان الملكية الدستورية .
- أية ديمقراطية لأية ملكية ؟
- هل أحزاب الأغلبية تحترم -المنهجية الديمقراطية- ؟
- الأخ الحنفي : الشمس لا يحجبها الغربال .
- المنهجية الديمقراطية كل لا يتجزأ .


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - ضرورة رفع الالتباس عن وثيقة -جميعا من أجل الخلاص-(2).