أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل يعقوب - -ماذا صنعتَ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَّ من الأرض-














المزيد.....

-ماذا صنعتَ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَّ من الأرض-


نبيل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 11:10
المحور: حقوق الانسان
    


هابيل وقايين .. قصة من بغداد

النص الانجيلي يأتي بقصة ابني آدم وحواء، هابيل وقايين، والتي تروي كيف قتل قايين اخيه، فسأله الرب "ماذا صنعتَ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَّ من الأرض". قصة عن اقدم جريمة قتل في التاريخ كما اتى بهاالانجيل، سفك الاخ لدم اخيه، ليصدر الرب ادانته للقاتل. النص الانجيلي ينطلق من ان الانسان اخ للانسان. ولكن واقع التاريخ لا يثبت صحة هذا التجريد الانساني الطوباوي، بل ينقضه. الحروب التي فشلت البشرية حتى الآن في التخلص منها، كل الحروب الاهلية والعالمية دفعت وبررت قتل الانسان لاخيه الانسان.

والمجرمون ليسوا فقط مرتكبو جريمة القتل ضد الافراد العزل وضد الجماعات المسالمة، بل ايضا الذين يخططون وينظرون ويبررون للعنف سواء باسم الدين، أو باسم الوطن، فهم هم الذين يسخرون الدين وكافة القيم السامية لتبرير اهدافهم الوضيعة. ولا يمكن غض النظر عن الذين يلتزمون الصمت ازاء الجرائم التي تغطي وجه الارض في العراق وفي غير العراق. من يلوذ بالصمت يدعم الجريمة والمجرمين وان لم يدري! اما الذين يشرعون قتل الابرياء باسم الدين او يبررون قتلهم باسم الامة فهم ضالعون في الجريمة ولن يرحمهم التاريخ.

هذه السطور هي كلمة عزاء لصديق كرس حياته منذ شبابه للنضال من اجل المساواة بين البشر ـ من حيث هم بشر، على اختلاف لون بشرتهم واعراقهم واللغة التي ينطقون بها. وقد ناضل بالكلمة، وبسلاح العلم، من اجل حياة افضل لشعبه، ولكنه لم يكتفي بسلاح النقد بل لجأ ايضا، عندما احتاج الامر، لنقد السلاح، عندما ذهب مع الانصار الشيوعيين العراقيين، وهو العربي، الي كردستان ليقاتل دفاعا عن الشعب الكردي المضطهد في ظل حكم البعث القومي المتطرف. ولم يعبأ صديقنا بانتقام حكم البعث من، مثلما جرى مع العديد من رفاقه، فصادروا بيته وحقوقه وحرموا عليه الحياة في وطنه. ولكنه بانكار ذات وتواضع آثر مواصلة النضال في ظل ظروف المهجر الصعبة وفضل العيش في زهد وكرامة على المناصب محافظا على استقلاليته وكبريائه. وبادراكه للتحولات التي جرت في العالم اولى جهده لتأسيس نشاط ومنظمات للدفاع عن حقوق الانسان. ولا زال صديقنا يقدم يوميا انتاجه الفكري مقارعا قوى الظلام والاستبداد والتضليل لا يصله الوهن ولا التعب.
وهو الآن في خضم الالم حيث امتدت يد الاجرام الدموي منذ ايام لتغتال اسرة من اقربائه. قتلوهم في بيتهم، قتلوا الام والاب والابنة، طفلة في الخامسة عشر من العمر، واصابوا ابنا للاسرة اصابة بالغة..
لماذا هذه الجريمة؟ من هم المجرمون؟ من ارادوا ان يصيبوا؟

اسئلة كثيرة تراود الذهن، اسئلة تعذب عشرات الآلاف من العراقيات والعراقيين والذين غيب الاجرام احبائهم.

ولكن المأساة التي اصبحت حدثا "عاديا" في بغداد والعراق المعذب منذ عشرات السنين تدين الاجرام سواء اجرام جاء به المحتل الغاصب، او اجرام القادمين من ظلمة التاريخ البائد ليطبقوا فتاوى لقتلة يرتدون مسوح الدين، او لفاشيين يواصلون باسم "الامة" تحويل الوطن لصحراء خالية من البشر.


عزيزي د. كاظم حبيب
العزاء القلبي لك ولاسرتك ولاقربائك ورفاقك في العراق وفي المهجر.
وانا على ثقة من استمرار عطائك الذي نحتاجه
مع تمنياتي



#نبيل_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة للعنصرية وللعداء لليسار في المانيا
- النبوءات الكاذبة للنيوليبرالية
- المانيا: سقوط النيوليبرالية شعبيا وصعود اليسار
- البحث عن مشروعية لنظم الرأسمالية بعد التخلي عن الدولة الاجتم ...
- جماعات الارهاب تغتال التضامن العالمي مع شعوب البلدان العربية
- ميلاد حزب اليسار في المانيا
- قمة الثمانية في المانيا بين الوعود والنتائج الفعلية تمخض الج ...
- قمة الثمانية في المانيا
- اين يقف اليسار الالماني من القضية الفلسطينية وكيف يرى اشتراك ...
- رؤية اليسار الالماني في حوار عن الشرق الاوسط وعن اشتراكية ال ...
- مؤتمر الامن الدولي في ميونيخ: عندما تتحدث روسيا بلغة الاستقل ...
- رغم العولمة .. الاستقلال الوطني ممكن
- المحافظون الالمان بين تعثر الاصلاح والحيرة امام مجتمع متعدد ...
- !كرة القدم.. الهوية والعداء للأجانب فى ألمانيا


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل يعقوب - -ماذا صنعتَ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَّ من الأرض-