أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نبيل يعقوب - رغم العولمة .. الاستقلال الوطني ممكن














المزيد.....

رغم العولمة .. الاستقلال الوطني ممكن


نبيل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:56
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وعود المروجين لفكرة العولمة الرأسمالية بانها ستنشر الرفاهية في كل ارجاء العالم عبر ادخال التكنولوجيات المتقدمة حتى ابعد اصقاع الكرة الارضية، بشرط ان تزيح كافة الدول كل ما يعوق مسيرة هذه "الحملة الحضارية" يتبخر مع كل يوم.
حتى في دافوس، نادي الاغنياء لادارة العالم، ارتفعت منذ ايام اصوات صادرة من ممثلي الدول الصناعية الكبرى تحذر من تردي الاوضاع الاجتماعية في البلدان الغنية ذاتها بسبب سياسات العولمة وبالتحديد بسبب ترك الاقتصاد لتحكم السوق وتقلص دور الدولة في توجيه الاقتصاد لصالح السكان.

وتتفاقم معضلة الفكر النيوليبرالي مع تزايد عجز الدول التي تتبع نهجه عن اصلاح اوضاعها الاقتصادية. بينت العشرية الفائتة كيف ان اقوى اقتصادات العالم بعد ان تركت مصائر الاقتصاد للسوق اصبحت عاجزة عن السيطرة على مشكلة البطالة، وغير قادرة على وقف التدهور الاجتماعي. واصبحنا الآن نقرأ تقارير حكومية سنوية عن انتشار الفقر في اغني بلدان المعمورة. واستطلاعات الرأي العام المتتالية تكشف مدى الاحباط الذي تعانيه اعداد متزايدة من السكان في الغرب بفعل التشكك في وجود آفاق تحسن في الاوضاع.

نوبرت بلوم وزير الشئون الاجتماعية المحافظ في عهد المستشار كول السابق والذي نشط في دعم حركة المعارضة البولندية ضد الحكم الاشتراكي والذي اشتهر بقوله "لقد مات ماركس" وبشر عمال بولندا بالرفاهية القادمة بعد ازاحة الاشتراكية افزعته عملية القضاء على الحقوق والمكتسبات في الغرب بعد انهيار النموذج الاشتراكي فقال: في زمن النزاع بين الشرق والغرب كانت الدولة الاجتماعية احد أاسس شرعيتنا. اذ كان علينا ان نثبت ان نظامنا يفوق الاشتراكية من الناحية الاجتماعية. والآن بعد ان ماتت الاشتراكية يظن بعض ارباب العمل في الغرب انهم قادرون على استعادة ما اضطروا للتنازل عنه للعمال سابقا.

ومنذ توالت انتصارات اليسار في انتخابات عدد من بلدان امريكا اللاتينية، الانتصارات التي مثلت تحديا لروح العصر، وبالتحديد لعقيدة النيو ليبرالية، سادت العديد من وسائل الاعلام الاطلنطية دهشة تصحبها ابتسامة ساخرة من محاولات العودة الي سياسات اعتبر انها ماضية الي فشل مؤكد.

وجوهر التغيرات الجارية في بلدان امريكا اللاتينية التي توصف باشتراكية القرن الحادي والعشرين تكمن في انتصار سياسة ترى ان تحرير الاقتصاد الوطني واشراك الشعب في القرار شرطا لا مفر منه لبناء الدول التي عاشت حقبا طويلة فناء خلفيا للولايات المتحدة والتي نظرت لهذه المنطقة من العالم كمصدر للمواد الخام وسوقا واصلت احتكاراتها نهبها لعشرات السنين. ولكن هذه التغييرات التي شككت وسائل الاعلام الامريكية وتصريحات اساتذة الاقتصاد من المحافظين والليبراليين اتت بالنفع على قطاعات واسعة من سكان البلدان التي بدأت بتحرير اقتصاداتها فنفذت اجراءات هامة للسيطرة على الموارد، ونجحت في تقليص الديون، وضاعفت اعتماداتها للانفاق الاجتماعي، وبدأت بنهضة في التعليم والرعاية الصحية. وكانت كلمات ايفو موراليس بعد اعتلاءه كرسي الرئاسة في بوليفيا معبرة تماما عن فهم القوى التحررية في امريكا اللاتينية للاستقلال الوطني.
" ايتها الاخوات والاخوة ... سننهي الطبيعة الاستعمارية للدولة وسنضع نهاية للنموذج النيوليبرالي".
الامل كبير في ان تشق امريكا اللاتينية هذا الطريق بنجاح اعتمادا على تراث تاريخي غني من النضالات الشعبية، وعلى جذور عميقة مدتها الافكار البوليفارية الوطنية والتقاليد الثورية الاشتراكية، ولاهوت التحرير الذي جعل من السعي لكرامة وحرية الانسان والعدالة الاجتماعية مكونا اخلاقيا اصيلا.

والقلق المتزايد لدى الاوساط السياسية المسؤولة في الغرب تعكسه الاسبوعية السياسية الالمانية "در شبيحل" في سلسلة مقالات بدأت مؤخرا بنشرها عن تطور الصين بعنوان: "صعود الصين الحمراء...". تقارن در شبيجل في مقالاتها بين عملية التنمية السريعة في الصين باعتماد اقتصاد يقوم في معظمه على التخطيط وملكية الدولة للمشاريع الكبرى من جهة و ازمة النهج النيوليبرالي في الغرب الذي يقدس حرية السوق من جهة اخرى.

وتكتب در شبيجل "لا يكاد يمر يوم دون ان يعلن عملاق آسيا الاحمر ارقام اقتصادية جديدة رائعة. وكلما ازداد عجز رؤساء الدول والحكومات الغربية من جورج بوش الي انجيلا ميركل في اصلاح اقتصاديات السوق التقليدية نظر العالم الراسمالي لنمو الصين السريع بحسد متزايد متسائلا: أتعمل الشيوعية بنجاح؟".
وذكر المقال بقول العالم الامريكي ماك فاركوهار "لم يحدث ان استطاع شعب بهذه الكثرة ان يحقق مثل هذا القدر من الرفاهية بهذه السرعة ".

النمو السريع لاقتصاد الصين ( 10,7% سنة 2006) يشغل الساسة وعلماء الاقتصاد خاصة بعد ان سبقت الصين فرنسا وبريطانيا في حجم الانتاج الكلي وهي في سبيل أن تسبق المانيا خلال السنتين القادمتين. ورغم ان تطور الصين ترافقه سلبيات خطيرة تتصل بالحالة البيئية، وبمثالب اجتماعية خاصة في الريف، وبأحوال حقوق الانسان، الا ان التحدي الاول الذي يمثل لغزا لانصار الخصخصة وحرية السوق هو ان النجاح في التنمية يتحقق بالضبط هنالك حيث تعتبر نظريتهم انه امر مستحيل. بينما تراوح معلات النمو في مستوى منخفض حيث تسود السياسات النيوليبرالية.

ان كان هناك مشترك بين عملية التطور الاقتصادي الاجتماعي في الصين وفي بلدان امريكا اللاتينية السائرة على طريق التحرر والتقدم بغض النظر عن العوامل الايديولوجية والتاريخية فهو يكمن في الاصرار على شق طريق تطور مستقل. ومفهوم الاستقلال الوطني والاقتصادي في زمن العولمة الرأسمالية لا يجنح لمحاولة مستحيلة للانعزال او للخروج من النظام الاقتصادي العالمي، ولكنه يعني النضال من اجل مكانة متكافئة في هذا النظام عن طريق البناء الذاتي والتقدم العلمي التكنولوجي، وتطبيق سياسة تكسب ثقة الشعب وتضمن واحترام قوي الحرية والتقدم في العالم اجمع.




#نبيل_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحافظون الالمان بين تعثر الاصلاح والحيرة امام مجتمع متعدد ...
- !كرة القدم.. الهوية والعداء للأجانب فى ألمانيا


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نبيل يعقوب - رغم العولمة .. الاستقلال الوطني ممكن