أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نبيل يعقوب - قمة الثمانية في المانيا















المزيد.....

قمة الثمانية في المانيا


نبيل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في الاسبوع الاول من شهر يونيو تلتئم في منتجع هايليجندام بالمانيا قمة مجموعة الثمانية. ومن الآن تحول المنتجع واسمه بالعربية "سد القديسين" قلعة بنيت حولها اسوار مرتفعة يحرسها آلاف من رجال الشرطة وسط اجراءات امنية لم يحدث ان شهدها ذلك الخليج الحالم على نهر البلطيق شمال شرق المانيا.

وفي المقابل بدأت تتشكل من الآن حركات الاحتجاج الشعبية من معارضي العولمة الرأسمالية ومنها حركة أتاك العالمية، وجمعيات التضامن مع العالم الثالث، ومعارضي الحرب و العسكرة والتسلح، التي تداعت للسفر الي هايلجندام وعدم ترك المسؤولين عن ازمات العالم يقررون مصيره.

من هم الثمانية.. وماذا يريدون؟

مجموعة الثمانية التي يرمز اليها ب "جي 8" بدأت تنسيقها منذ عام 1975 وتوسعت لتضم اليوم الولايات المتحدة، فرنسا، المانيا، بريطانيا، اليابان، ايطاليا، كندا، ومنذ 1994 انضمت اليها روسيا. وتشكل المجموعة 13 بالمائة فقط من سكان العالم وتنتج 65 بالمائة من الدخل القومي الاجمالي في العالم، وهي مركز 79 بالمائة من الاحتكلرات العابرة للقارات وتحتكر معظم التقدم العلمي التكنولوجي (85 بالمائة من براءات الاختراع).
ومنذ تأسيسها تحولت لقاءات هذه المجموعة من مناسبات للتشاور والتنسيق الي مؤسسة تمارس رغم تناقضاتها الداخلية اعظم التأثير على اتجاهات التطور الاقتصادي والسياسي في العالم. وتصر المجموعة على رفض عضوية الهند والصين، اكبر دولتين سكانيا في العالم.

قمة الثمانية وافريقيا

تسرب فصل السياسة الاقتصادية من مشروع الوثيقة النهائية للقمة الي احدى صفحات الانترنت الامريكية وعنوانه "النمو والمسؤولية في الاقتصاد العالمي". ويبين مضمون هذا الفصل عزم مديري القمة على تشديد الضغط على البلدان النامية فيما يخص فتح ابوابها للاستثمارات وحماية الابتكارات بما يعني مواصلة سياسات النيوليبرالية التي لعبت مجموعة الثمانية دورا رئيسيا في فرضها منذ نهاية السبعينات. ولم يتضمن ما نشر شيئا عن افريقيا التي اعلنت رئاسة القمة سابقا انها ستحتل النقطة الثانية في جدول الاعمال بعد قضية المناخ. ولكن تصريحا للمستشارة الالمانية شددت فيه على ان القارة الافريقية "عليها ان تقوم بواجباتها" عزز شكوك معارضي القمة، وصرح احد قادة منظمة اتاك اكبر التجمعات المنتقدة لسياسات العولمة انه لا يمكن توقع أي شيئ ايجابي من اجتماع القمة.
في هذا السياق تأتي "مناشدة" كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة ورئيس "مجموعة تقدم افريقيا" للمستشارة الالمانية ان تخرج القمة بقرار واضح بمضاعفة المساعدات التنموية لافريقيا لتصل الي 25 مليار دولار وتحذيره من ان تخلف القمة والاتحاد الاوروبي وعدهما اللذان قطعاه في عام 2005. ولكن للتشكك في اهداف ونتائج القمة اسباب ابعد متعلقة بالواقع الافريقي الراهن وبالستراتيجية امريكا وحلفائها.

استراتيجية كولونيالية صريحة تجاه العالم الثالث

بعيد احداث الحادي عشر من سبتمبر باسابع قليلة نشر مقالان لافتان للنظر احدهما كتبه المؤرخ البريطاني باول جونسون في وول ستريت جورنال بعنوان (الرد على الارهاب: الاستعمار) والآخر كتبه ماكس بوت في صحيفة "استراليان" بعنوان (استعمروا الامم العاصية!). ويتفق المقالان اللذان كانا بمثابة "مانيفستو" اعلن بكل صراحة التهج الامبريالي الجديد في ان على الولايات المتحدة وحلفائها التصرف بتصميم لا يقف عند الحرب على الارهاب بل يمضي قدما نحو فرض نظام وصاية او انتداب علي الدول العاصية التي تفرخ او تشجع الارهاب. ووضعا تفاصيل مواكبة لتلك الحقبة بتسمية الدول المعنية وكان من بينها العراق وسوريا وليبيا والسودان. كما حددا الآليات المتمثلة في دور مجلس الامن الدولي الذي عليه ان يفرض باسم الامم المتحدة الخطة المقترحة.
ويبين تطور استراتيجية الولايات المتحدة ان اطار هذه الافكار/ الخطط التي لم تولد بعيدة عن مراكز التفكير الاستراتيجي في امريكا قد توسع ليشمل ما يسمى بالدول "الفاشلة" او "العاصية" التي وضعت كلها تقريبا قرب او ضمن الدول المفرخة للارهاب.
ويخطئ من يتصور ان هذه الافكار اتت فقط وليدة الهجوم الارهابي على الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001، اذ سبق ذلك وفي سنة 1999 بالتحديد نشر كتاب للمفكر الاستراتيجي الامريكي ستيفين كراسنر "السيادة: نفاق منظم" يروج فيه لمقولة ان الاستقلال الوطني اصبح موضوعا باليا بسبب العولمة. وواصل كراسنر شرح استرتيجيته في العديد من المقالات منها مقاله المنشور في سبتمبر 2005 (بدائل عن السيادة) في مجلة السياسة الدولية الالمانية والتي يقول فيها ان مقومات السيادة غير متوفرة في عدد كبير من بلدان العالم ويدعو فيها للاقرارالدولي بضرورة مواجهة هذا الواقع بتفعيل نظام للتدخل ويرى ان هذا من مصلحة الدول المعنية. ويمتدح اثنان من اساتذة جامعة ستانفورد الامريكية ادارة الرئيس بوش لانها تتجه نحو فرض "وصاية جديدة لبسط السيطرة الدولية". الحالة التي يسميانها "امبريالية ما بعد الحداثة"!
بنفس الصراحة كتب فرانسيس فوكوياما انه لا يرى حلا سوى اقامة علاقة "شبه دائمة وشبه استعمارية" بين الجماعة الدولية والبلدان المنعوتة بالبلدان الفاشلة. (فوكوياما: بناء الدول، التحدي الجديد امام السياسة الدولية، برلين 2006).
واوضح تعبير عن هذه الافكار الاستراتيجيه يقدمه ستيفين كراسنر استاذ العلوم السياسية ورئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الامريكية والذي كتب: "ان مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لم يعد يعمل.... فلا تستطيع الدول القوية تجاهل ظاهرة الدول الفاشلة (غير المؤتمنة) لأن مصالحها الامنية والاقتصادية تتعرض للتهديد من هذه الدول. ولذلك فان الحل الافضل هو اقامة امر واقع من الوصاية او جعل (هذه الدول) محميات".
خطط التدخل جاهزة
من الادوات الرئيسية التي تعتمد عليها مخططات الوصاية مطلب تحقيق الحكم الرشيد والذي يعني الديمقراطية ومشاركة الشعوب في القرارات واحترام حقوق الانسان. هذا المطلب الذي ترنو اليه وتناضل من اجله الشعوب والذي لا مناص منه ان اريد تحقيق تقدم في العديد من بلدان العالم الثالث، يخرج في هذه المخططات عن سياقة الوطني ويصبح في ظل سياسات الحرب والقهرالراهنة اداة للضغط لتحقيق شروط التبعية. والواقع يبين ان كافة الحكومات غير الرشيدة والتي تحكم ضد مصالح شعوبها تتمتع بالحماية والمساعدة والدعم من الولايات المتحدة وحلفائها طالما ظلت مخلصة للعم الامريكي.
مجلة شبيجل التي بدأت سلسلة مقالات عن افريقيا تؤكد وجود خطط فرض الوصاية وتكتب " في البيت البيض تشكلت مؤخرا قيادة "لاعادة البناء واشاعة الاستقرار" تحتفظ في ملفاتها بخطط عمل كاملة للاصلاح في 25 دولة متعثرة". وتذكر ان المستشارة الالمانية ستجعل من موضوع الحكم الرشيد قضية مركزية في قمة الثمانية. والمقصود هو افريقيا.

التشكك القاطع الذي يقابل به معارضو القمة له مبرراته القوية ايضا بسبب اوضاع القوى الراهنة والمصالح المتمايزة للدول المشاركة. الادارة الامريكية لا تبدي استعدادا للتراجع عن استراتيجيتها والاتحاد الاوروبي الذي يبدي رغبة في انتهاج سياسة عالمية اكثر مرونة وان لم يعد متمسكا بنهجه الذي كان يستشرف حلولا تدريجية بعيدة المدى بالتعاون مع دول الجنوب غير قادر على التصدي للنهج الامريكي. وروسيا المنزعجة من الاستراتيجية العسكرية والسياسية الامريكية في وسط آسيا وشرق اوروبا بل والسياسة الامريكية لتشجيع النزعات الانقسامية في روسيا ذاتها معنية اولا واساسا بدرء الخطر الاكبر على امنها ووحدتها.



#نبيل_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين يقف اليسار الالماني من القضية الفلسطينية وكيف يرى اشتراك ...
- رؤية اليسار الالماني في حوار عن الشرق الاوسط وعن اشتراكية ال ...
- مؤتمر الامن الدولي في ميونيخ: عندما تتحدث روسيا بلغة الاستقل ...
- رغم العولمة .. الاستقلال الوطني ممكن
- المحافظون الالمان بين تعثر الاصلاح والحيرة امام مجتمع متعدد ...
- !كرة القدم.. الهوية والعداء للأجانب فى ألمانيا


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نبيل يعقوب - قمة الثمانية في المانيا