أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الوندي - صراع المصالح الخاصة يعطل التنمية














المزيد.....

صراع المصالح الخاصة يعطل التنمية


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعرض حياة الإنسان في العراق الى خطر يداهم جميع العراقيين دون استثناء من اعمال عنف وقتل اليومي ، واصبح الموت المجاني يطول العراقيين يوميا دون تمييز بين ابناء هذه الطائفة او تلك في ظل قسوة تذكر باكثر الاساليب بطشا ووحشية واستخدام أخس اشد الوسائل لتحقيق المأرب والأغرض . ولا توجد ثمة رحمة او صحوة ضمير عندما تستباح حياة الانسان وتنتهك حرماته ، من الواضح ان هذا دليل على ان ليس للارهاب حدود ، مشعرا المواطن العراقي بالمعاناة والخوف لانعدام الامن والاستقرار ، وجراء العدوان المستمرعليه ، هذه الحقيقة المفضوحة ، بات الشارع العراقي يدركها ، بسبب تشنيع بعضها بالبعض وإصرار كل طرف من الأطراف المتنافسة على السلطة والثروة أن يكون له كل شيء ولمنافسيه لا شيء ، نعرف جيدا أن الصراع القائم بين الاحزاب السياسية والتيارات المتنفذة حصرا وتحديدا حول الكرسي والحكم والمال ، ومحاولة إقصاء إحدهم من أجل الهيمنة الانفرادية والمطلقة للاخرى ، بحجة حفاظ على إرادة الشعب العراقي ومصالحه ، مثلما يدعون زورا و يزعمون بهتانا وقد افرزت هذه الصراعات بين الاطراف المتنازعة تعصبا طائفيا شوفينيا وكراهية اخذت بالتصاعد بوتائر متساعرة بين أطياف الشعب العراقي ويوما بعد يوم . إضافة الى تقوية مراكزهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي بعد ان نحجت سياستهم الى حد ما في الاوساط المخدوعة والمستفيدة . ينعقد لسان الانسان فعلاً امام هذه حالات . لانعرف ماذا يقول العراقيين الشرفاء بعد كل ما شاهدوه من نكبات ومصائب!!! فمشاعر السخط ، الغضب والجزع في الوقت ذاته تنخر عظامهم .

لا شك أن القضية العراقية معقدة ومتشعبة ومثيرة للجدال والاختلاف والخلاف . المشاكل العراق بدلا من معالجتها بطريقة الحضارية ، يحاول البعض معالجتها بوسائل العنف والارهاب والاقصاء الاخرين ، بدل الوسائل السياسية السلمية الديمقراطية . وهذا الفرق الاساسي والجوهري بيننا وبين البلدان الديمقراطية هو اسلوب التعامل مع الاختلاف وطريقة معالجته ، من الواضح اننا امام ثقافة جديدة تنسل وبقوة الى مجتمع يتفسخ وينهار ، وتسخر الاجندة الدينية او العشائرية والحزبية لمقتضيات المصالحها المادية والمعنوية الضيقة المتمثلة بالمال والسلطة ، وطامة كبرى أن أصحاب القرار من سياسيين ومسؤولين في العراق ما زالوا يبتكرون ويشجعون على هذه الخلافات والاختلافات بين طوائف شعبنا بدلا ان يلتجأ احدهم الى حلها بطرق السلمية والحضارية لكن تحاول ان تعمقها لكي تكون احد عكازتها المهمة والاساسية في التحكم والهيمنة على العراقيين والسيطرة على السلطة ، حتى يرفض الاعتراف بوجودها وخاصة فيما يخص التمييز الطائفي داخل المؤسسات والهيئات الرسمية وغير الرسمية. كل هذه الامور ادخلت العراق وشعبه في مآزق خطير ينذر بكارثة كبرى تهدد وبشكل جدي مصيره ومستقبله .
وقد اكدت تقارير منظمات المجتمع المدني في مجملها بان ما جرى ويجري في العراق من الإرهاب الطائفي والعنصري ، وسفك الدماء والفساد الاداري والمالي لم يمر طيلة تاريخه القديم والحديث كما يمر به اليوم ، للأسف الشديد اصبحت الطائفية وقتل على الهوية لدى أغلب الاحزاب والتيارات وحتى الشخصيات الوطنية خيارا سياسيا بعدما سقط قناع الوطنية المزيفة التي كانوا يختفون بها ، وانا اعتقد هذه المجريات هي نتيجة تراكمات من القهر والاستلاب لعقود عديدة ، هوايضا الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب العراقي للتخلص من نظام البائد الفاشي والجهل والتخلف ،
ان ما يحدث في العراق تتحمله الاحزاب والتيارات المتنفذة. كما ان الفساد الاداري والمالي بابشع اشكاله واكثرها قذارة ينخر اليوم المؤسسات والهيئات ، انها سلطة الاثراء والنهب المستشري على حساب ابقاء الاغلبية تحت وطأة الجوع والفقر والعوز والبطالة . كما ان الحكومة لم تسن القوانين الصائبة التي تردع . والساحة السياسية في العراق في أيدي لاعبين متورطين في منافسة دموية على مصادر الثروة ، الأمر الذي يُضعف ما تبقى من مؤسسات حكومية .
أن الوضع الراهن يحتاج الى شرح تفصيلي لمفهوم الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية واقصد هنا الابتعاد عن كل مظاهر حمل السلاح ودعم المسلحين والابتعاد عن مظاهر القوة والتي وضعت أبناء شعبنا بين مطرقة الارهاب وسندان الفقر. إذن في هذا الوضع الراهن نحتاج الى بناء مرحلة لمشروع جديد متمثل بالنزاهة ومحاربة الفساد مبتعدا عن الطائفية والتحزبية هي عاملا حاسم في تعميق وتجذير المخاطر التي راحت تاكل الجسد العراقي حتى العظم ، وتبني النهج الديمقراطي الحقيقي لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وقبول حق الاختلاف ضمن معايير العدل والقانون الذي يتجه الى رفع المعاناة أهلنا في العراق . علينا ان نتخّلص من اللغة الثورية والحماسية والشعاراتية التي لم تعد تجدي نفعا ابدا في هذه المرحلة ، والقضاء على كل المفاهيم التي تشتت البلد وتصنع الحرب لنقتل بعضنا البعض ، والقضاء أيضا على الجهل والامية والخرافة في المجتمع التي تفشي بشكل بشع وتستغل من قبل الاحزاب السياسية لصالحها وعلى حساب المصلحة الوطنية والتقدم الاجتماعي . يجب ان يكون الزمن الكف عن اراقة الدماء وبناء العراق وتشخيص الجناة الحقيين .
ولعل ذلك لن يتحقق إلا القضاء على الطائفية والفساد الاداري والمالي ، وإنصاف ضحايا النظام البائد وتأمين حياة كريمة للطبقة المسحوقة من الفقراء وابناء الضحايا والمتضررين في عموم مدن المحافظة من التفجيرات والاغتيالات ، مما لحق بهم من أذى وتهجير وتهميش وإقصاء . واظفاء الشرعية والقانونية متساوياً على جميع مكونات الشعب العراقي وانهاء معاناتهم ، وايقاف حملة التطهير الطائفي اليومية بحقهم . كما يتعين على الحكومة توفير فرص العيش المناسبة لهؤلاء بل عليها الاستفادة منهم ومن إمكانياتهم ، وقابليتهم في إعمار البلد ، ويجب ان يشعروا ان النظام الجديد في العراق يبنى على العدل والقانون والإنصاف ، بعيدا عن الأحقاد والتصفيات والثأر. هو المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة من حياة بلادنا ومجتمعنا المتطلع للامن والسلم المدنيين .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب سلطة القانون الواحد
- من يتحالف مع اسرائيل ، الترك ام الكورد ؟
- الاعلام العربي ودوره في الظرف الراهن
- الفنان التشكيلي والشاعرحكيم نديم الداوودي
- مستقبل الشرق الأوسط
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 8 )
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 7 )
- الكورد الفياية بين ماضيها وحاضرها ( 6 )
- الكورد االفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 5 )
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 4 )
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 2 )
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 1 )
- المسيحيون في العراق .. من يحميهم ؟!
- أشاعة الوعي الديمقراطي في العراق
- ديمقراطية العراق أم ديمقراطية الاحزاب
- الدماء العراقية ضريبة لمصالح دول الجوار
- سووهه اسود الرافدين
- حوار مع الفنان التشكيلي العالمي جعفر كاكه ئي
- كركوك بين سندانة الحكومة ومطرقة الإرهابيين
- أهذا هوالعراق الذي كنا نصبوا اليه ! ؟


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الوندي - صراع المصالح الخاصة يعطل التنمية