أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - كمال غبريال - الرفض العنتري الرث














المزيد.....

الرفض العنتري الرث


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:20
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من يطالع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لابد وسيلحظ أن أعباء جديدة قد أضيفت إلى المهام الثقيلة الموكلة لوزارة الخارجية المصرية، وسيسجل أنه قد ترتب على تلك المهام تصاعد ملحوظ لحجم الضوضاء والعنتريات في الوسط الإعلامي والسياسي، مصحوباً باستهلاك شره لمفردات لغوية مألوفة أصلاً، مثل: الشجب والرفض والتنديد والمقاطعة والتآمر على وحدة مصر الوطنية.
يحدث هذا مع توالي الانتقادات لسجل مصر في مجال حقوق الإنسان، انتقادات من منظمات دولية، وأخرى تابعة لتكتلات إقليمية مثل الاتحاد الأوروبي، وأخرى من دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والرد المصري دائماً جاهز، والمهمة التي يراها المسؤولون المصريون تقع على عاتقهم إزاء تلك التقارير أيضاً سهلة ويسيرة، فلا تتطلب منهم إلا ترديد الأكلاشيهات التي صارت محفوظة عن ظهر قلب، وتحوي أكبر قدر من ذات المفردات الأثيرة لدى مناضلينا الأشاوس، وما الجديد في الأمر إلا استخدامها من قبل المسؤولين الرسميين لوزارة خارجيتنا المجيدة.
آخر تلك المعارك النضالية للسيد وزير خارجيتنا هو ما طالعتنا به جريدة الأهرام اليوم 18 يناير 2008 تحت عنوان:
مصر ترفض قرار البرلمان الأوروبي حول حقوق الإنسان
أبو الغيط‏:‏ القرار يكشف جهلا معيبا بوضع مصر والتعامل معها
وفي متن الخبر: قرر مجلسا الشعب والشوري عدم مشاركة الوفود البرلمانية في اجتماعات اللجنتين السياسية والاقتصادية للبرلمان الأورو متوسطي يوم الأحد المقبل‏,‏ ردا علي القرار الذي أقره البرلمان الأوروبي‏.‏
هذا هو كل ما لدينا في مواجهة كل من يحدثنا عن غياب أو ضياع حقوق الإنسان في مصر المحروسة، رفض مبتذل وساذج، ومقاطعة أو أحاديث عن مقاطعة شعوب العالم الحر، التي يتجرأ ممثلوها على تذكر أن في مصر بشر لهم ذات الحقوق الإنسانية التي للبشر في كل مكان على سطح هذا الكوكب، ويتجاسرون على التدخل بين حكومتنا الرشيدة وشعبها، رغم أن سيادتنا الوطنية تقضي بأن حكومتنا حرة تفعل بشعبها ما تريد، كما أن قرار هؤلاء الأجانب الخواجات كما يقول ذات الخبر بالأهرام: يكشف عن جهل معيب من تلك المؤسسة بوضع مصر أو كيفية التعامل معها‏,‏ وكذلك بالتطورات والإصلاحات السياسية‏,‏ والاقتصادية‏,‏ والاجتماعية التي شهدتها مصر خلال الأعوام السابقة‏.‏
هؤلاء الخواجات يجهلون مجهودات حكومتنا الرشيدة في المحافظة على أمان البسطاء الأقباط في قرى مصر، وفي ردع كل من تسول له نفسه المريضة الاعتداء عليهم وقتلهم وتدمير مساكنهم وكنائسهم، ولا يعرفون شيئاً عن مواقف حكومتنا الرشيدة من مواطنيها البهائيين، والذين تحرص مؤسسات دولتنا على تمتعهم بمواطنتهم كاملة، دون بهدلة أو تعذيب وتلطيم، ولا يعرفون أننا أفرجنا أخيراً عن القبطية شادية ناجي السيسي، بعد أن أمضت أربعة أشهر في السجن دون أن تعرف ما جريمتها، رغم أن والدها وهي طفلة منذ أكثر من أربعين عاماً كان قد أعلن إسلامه ثم ارتد للمسيحية، ولا يعرفون أننا يمكن أن نتغاضى عن ملاحقة أختها بهية الهاربة من المحاكمة على ذات الجريمة التي ارتكبها والدها منذ نصف قرن!!
وزير خارجيتنا محق ولاشك فيما أورده الأهرام على لسانه: وأضاف أبو الغيط أن مصر لا تحتاج إلي تلقي دروس من أي طرف‏,‏ وبالذات إذا اتصف هذا الطرف بقدر عال من العنجهية المشوبة بالجهل‏.‏
نحن بالتأكيد لا نحتاج دروساً من أحد في حقوق الإنسان، بدليل أننا ندرس مادة حقوق الإنسان لأبنائنا في الجامعات، حتى ينشأوا على احترام حقوق بعضهم البعض، ورغم أن المذكرات المقررة في مادة حقوق الإنسان على السنة الأولى بكلية الآداب جامعة الإسكندرية تصلح لأن تكون مانيفستو لبن لادن، يغنيه ولو جزئياً عن تنظيرات الظواهري، فإن هذه هي حقوق الإنسان كما نفهمها نحن ولا شأن لأحد بنا، فدولتنا حرة مستقلة، وهذا كما قلنا هو شعبها وهي حرة فيه، وتستطيع كل يوم أن "تغسله وتكويه" كما تقول الأغنية الشعبية!!
السؤال المطروح علينا جميعاً: إلى متى يمكن أن يستمر حالنا هذا على ما هو عليه، فوضى وفاشية وانتهاك لحقوق الإنسان بالداخل، وإدانات عالمية متوالية، نقابلها بالرفض والمقاطعات؟
هل من مانع لدينا في إعادة النظر في أحوالنا التي لا تسر عدو ولا حبيب؟
أليس من الأفضل أن نعيد ترتيب بيتنا من الداخل، بدلاً من العناد الذي لن يؤدي إلا إلى انهيارنا من الداخل، وازدراء ومقاطعة العالم لنا من الخارج؟
هل ننتوي فعلاً التقوقع ومفارقة العالم، لنصل إلى دولة على النموذج الطالباني؟
هل يعني الاستقلال في نظر مسؤولينا وجوقة المطلبين والأشاوس أن نعتز بعيوبنا وبجرائمنا ونصر عليها، في ذات الوقت الذي يتدافع فيه شبابنا لمغادرة أرضه ووطنه، ويفضل الغرق في البحر، على الحياة في ظل رعاية حكومتنا ونظامنا الذي انتهى عمره الافتراضي؟!!
هل بيننا من يتأمل حوله ليتعظ من مصير أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، ومن المصير المنتظر لإيران، وينظر إلى وطننا بمصر نظرة حنو وإشفاق، من أن يلقى شعبها الطيب الصابر ذات المصير؟
هل يمكن أن نستيقظ قبل فوات الأوان؟!!



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسألة الصلح – تساؤلات بريئة
- في زمن الغيبوبة والجنون
- الحوار المتمدن قصة نجاح
- مصر مصرية يا د. أبو المجد
- الأقباط ومصيدة الفاشية
- المظلوم ينقذ ظالمه
- تهمة ازدراء الأديان
- هذا يحدث في مصر
- فسيولوجيا القيم المجتمعية
- يوم الحداد الوطني
- ثقافة الهيمنة
- العقل والميتافيزيقا والوجود
- الشرق وفلسفة التواطؤ
- وداعاً عمرو موسى
- البابا شنوده والانقلاب على الذات
- تساؤلات قبطي ساذج
- ومن العقل ما قتل
- خواطر عشوائية
- إلى المجمع المقدس: توسل ونداء
- يوميات علماني قبطي (3)


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - كمال غبريال - الرفض العنتري الرث