أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الانباري - سيارة ابي سموكن














المزيد.....

سيارة ابي سموكن


علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 08:01
المحور: كتابات ساخرة
    


هنالك شخصيات لا تنسى، تبقى في ذاكرة المدينة، يتداولها الناس جيلا بعد جيل، والذي يبقيها حية هو الطرافة، والغرابة في شخصية الفرد الذي يخلف وراءه حكاياته ذات الطابع المبتكر.
من هذه الشخصيات (ابو سموكن) الذي كان يمتلك سيارة فولكسواكن تعود الى الخمسينيات من القرن الماضي، كان يستخدمها في السبعينيات، ولكونها عتيقة، لا تلقى العناية من صاحبها، بدأت اوصالها تختفي جزءاَ بعد جزء، ولكنه يبادر الى الابتكار في التعويض، فإذا ما أصاب التلف المقعد الامامي الذي يجلس عليه، وضع (بلوكه) مكانه، واذا انكسر المقود او الكير عوضه بشيش حديد، وهكذا الامر مع بقية الاجزاء، فأصبحت سيارته تثير الضحك والسخرية لدى الناس، اما سرعتها فكانت لاتتجاوز 20كم في الساعة، مما دفع طلاب المدارس من اصحاب الدراجات الهوائية الى طلب المسابقة، حيث كان يرضخ لطلبهم فتكون النتيجة ان لا يبقي وراءه احدا، وكثيرا ما يلجأ الظرفاء من شرطة المرور الى ايقافه في الشارع امام الناس وعمل وصل غرامة وهمي هاتفين به: ابا سموكن، هذا وصل غرامة بخمسة دنانير، لانك تسير بسرعة 80كم في الساعة داخل المدينة مما يدفع الحاضرين الى الضحك المنبعث من القلب، يشاركهم في ذلك ابو سموكن دون ان يغضب من هذا المقلب.
وحين توقف محرك سيارة ابي سموكن عن العمل ابى صاحبها ان يذهب بها الى الميكانيكي او يلقي بها جانبا، بل ابتكر طريقة عجيبة لابقائها سائرة في الطريق، حيث اشترى حمارا لسحب عربته، فكثيرا ما يشق الشارع العام في المدينة وهو يجلس وراء المقود، والعلف بجانبه في كيس صغير يطعم منه حماره ليمده بالطاقة التي تساعده على السحب وكان يسمي هذا العلف (بنزين الحمار).
يذكرنا هذا المشهد بنقيضه الذي يحصل الآن، آلاف السيارات الانيقة يقودها رجال متهورون لا يقيمون لارواح الناس وزنا، متحدين القانون غير آبهين بشرطي المرور، يسيرون عكس الاتجاه واذا ما عاتبهم احد على التهور، هددوه بالقتل مما يدفع بالعقلاء من الناس الى ان يدمدموا مع انفسهم: لعن الله الزمان الذي اركب مثل هؤلاء الاوباش سيارات جميلة تليق بمن يستحقها من المتحضرين ذوي الاخلاق الحميدة، وكثيرا ما سمعت الشيوخ يتأسفون على ابي سموكن وسيارته، فقد كانا مبعث سعادة وبهجة للنفوس لا وسيلة للاستهتار والعدوان.



#علي_الانباري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة القدر_ 2_
- ليلة القدر_ 1_
- غدا تسقط الاقنعة
- سماء الياقوت
- قصائد اغفلها الرواة
- المرأة في العراق..حياة رخيصة وموت رخيص
- المنبوذ
- بلاد العجائب
- ماذا يحمله عام2008
- انا الصب الذي غنى
- حكاية خرافية
- لن اقول وداعا
- وطن الغنى..وطن المآسي
- عتاب الى اعضاء مجلس النواب
- من كالعراق؟
- رسالة حب الى امرأة
- السماء التي كنت ابغي
- انقذوا نساء البصرة ايها الشرفاء
- يا نديم خذ بيدي
- مرثية الملك- الى صاحب الشاهرشاهدا وشهيدا


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الانباري - سيارة ابي سموكن