أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال هاشم - الأصولي و-التجارة الحلال-














المزيد.....

الأصولي و-التجارة الحلال-


جمال هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 02:26
المحور: كتابات ساخرة
    


حين استنكر الزبون الثمن الذي طلبه منه البائع الملتحي ، استنجد هذا الأخير بفهمه التبسيطي للدين وقال> فرد عليه الزبون :> .هنا احتج الأصولي واستنجد بالقرآن مؤكدا على أن الله أحل البيع وحرم الربا ، وأن التجارة شطارة و"غفلة" بين البائع والمشتري . هكذا تحول هذا النقاش الذي جرى أمام عيني بـ(جوطية) درب غلف ، إلى نقاش فقهي حول مدلول التجارة ونسب الربح ، وفهمت لماذا يستغل الملتحون الدين ، ويؤولونه لفائدتهم كلما كان لهم فيه مصلحة ، فسرقة أموال الناس باسم الربح حلال ، لكن تحديد نسب الربح في الأبناك <ربا حرام> . ولابد من تعويضها بمعاملات بنكية <<إسلاميةحلال>> هذه هي أسس الإقتصاد الإسلاموي الإنتهازي ، الذي يترك السوق عشوائية دون تقنين كي تستغل تلك <<الغفلة>> بين البائع والمشتري لمراكمة الأرباح <<الحلال>> . تخيلوا معي لو تم تطبيق هذا المبدأ في بيع كل المواد الأساسية ، ولم تتدخل الدولة لتحديد الأسعار ، وتقنين هامش الربح في سلع الإستهلاك الأساسية . إن ما يميز الدول المتحضرة التي أخذنا عنها كل شيء تقريبا ، هو تقنين هامش الربح في التجارة ، وإشهار أسعار كل السلع ، وتقنين المعاملات البنكية ، كي تكون العقود شفافة واضحة بين الزبون والبنك . إن هذا الأمر هو الذي يفسر نجاح تجربة الأسواق الممتازة في المغرب ، فأسعار جميع المنتوجات معلنة ، بالإضافة إلى توفير شروط السلامة من تبريد وإعلان عن تاريخ الصلاحية ومصدر المنتوج ومكوناته ..هذه هي التجارة الحلال التي اتبعها المتحضرون ، تجارة الشفافية وليس <<الغفلة>> . فالإتحاد الأوروبي مثلا ، يفرض على رجال الصناعة والتجارة ، إخبار الزبون بصراحة بكل خصائص المنتوج ودرجة جودته ومكوناته ومصدر إنتاجه كما حدد معايير للجودة ، وتعامل بصرامة مع المخالفين لقوانينه . وفي مقابل أوروبا تشهد صناعتنا وتجارتنا <<الحلال>في عالمنا العربي الإسلامي ، كل أنواع الغش والتدليس والإستغفال والتحايل ... وهذا يفسر طبيعة توظيف الدين من طرف الأصوليين لتبرير كل شيء ، فالقتل والتدمير يصبحان جهادا والسرقة تتحول إلى غنيمة ، والزنى يتحول إلى زواج متعة ، واستغفال الناس في التجارة وسرقة أموالهم ، يتحول إلى ربح حلال ...هذا هو أبشع استغلال للدين ، خاصة إذا ترافق مع مظهر موحي بـ<<الإلتزام>> كاللحية والعباءة والسبحة والإكثار من ذكر الله والصلاة على رسوله (ص) ، لتصيد أكبر عدد من الزبناء السذج الذين يعتقدون أن صاحب هذا المظهر لابد أن يكون إنسانا مستقيما ورعا يخشى ربه ، لكنهم لايدركون أن تحت العباءة إنتهازي قرصن الدين لخدمة مصالحه وبرر كل أفعاله بالقرآن والسنة .



#جمال_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاب خطر على الأمن العام
- مقومات الأمن الوطني
- موريطانيا و((بشائر)) الإرهاب
- الدعارة الإلكترونية وزواج النفاق
- قناة الجزيرة وشرعنة الإرهاب
- ((الحجاب)) من التدين إلى التزين
- السينما المغربية في مواجهة الظلام
- حماس تغتال ياسر عرفات مرة أخرى
- الظلامية والعدمية : وجهان لعملة واحدة
- المغرب العربي في مواجهة الإرهاب
- تركيا تدافع عن علمانيتها
- العدل والإحسان واستراتيجيةالتشويش
- الإرهاب وتحديث الجهاز الأمني
- أحمدي نجاد و الديكتاتورية الإيرانية
- الحادي عشر من أيلول الذكرى والدروس
- إرهاب الإعلام أم إعلام الإرهاب ؟
- حماس وحكومة الوحدة الوطنية
- نصر الله والإعتراف بالخطأ
- الإرهاب ومهام الإعلام
- الإسلام يأكل بعضه - سنة#شيعة


المزيد.....




- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- الذكاء الاصطناعي يختار أفضل 10 نجوم في تاريخ الفنون القتالية ...
- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال هاشم - الأصولي و-التجارة الحلال-