أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - وديع العبيدي - غسل العار والعودة لوأد البنات















المزيد.....

غسل العار والعودة لوأد البنات


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 11:25
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


وديع العبيدي
غسل العار والعودة لوأد البنات
- عن المرأة والصراع الحضاري-

(المرأة عنوان الحضارة ونبض الانسانية)

عنيت القناة الرابعة من التلفزة البريتانية* بالاهتمام بكشف تفاصيل قتل فتاة باكستانية والقاء جثتها في نهر. وكانت قبل اشهر منه، قبل كشفت اللثام عن مقتل فتاة كردية ودفنها في حديقة الدار، بينما جرى تصفية امراة باكستانية أخرى خلال زيارة عائلية لبلدها. والغريب أن تأتي هذه الممارسات في نسق متكامل ومتسق في بقاع مختلفة من العالم وفي إطار زمني متقارب كما لو كانت جزء من برنامج مرسوم بدقة، أو موضة من الموضات التي تقتضي كل منها حقبة زمنية معينة حتى بلوغ حدّ الاشباع والغثيان، وتختفي لتفسح المجال أمام موضة أو صرعة أو جنون مختلف من جنون البشر. ويمكن رصد جملة قواسم مشتركة بين هاتيك الممارسات:
1- تدخل هذه الممارسات تحت باب الجريمة والسلوك الجنائي، بند الجرائم الجنسية.
2- الأنثى (feminine ) هي مادة وضحية مشترَكة (object, victim) لكل هذه الممارسات.
3- عمر الأنثى الضحية ينحصر في سن الزواج والانجاب، أي فئات (14- 45).
4- القائم بهذه الممارسات والجرائم هو الرجل.
5- شخص المنفذ هو من داخل العائلة أو دائرة القرابة – الدرجة أولى أو ثانية (أب/ أخ/ابن عم/ زوج).
6- وجود غطاء (عرفي) أو (شرعي) تجري هذه الممارسات في إطار مسوغاته ووصاياه.
7- ان الرغبة في التحرر أو تجاوز النمطية الاجتماعية السائدة والسعي لاجتراح تغيير وتجديد في المضمار الاجتماعي هو السبب الاساس لايقاع القصاص بمن يتجاوز (الناموس) الاجتماعي المقدس لتلك الجماعات.
*
العوامل والأطر المشجعة لاضطهاد الأنثى..
1- الأصول الفقهية الجنائية لهذا النوع من الجرائم يعود إلى حقبة العبودية واعتبار الأنثى جزء من (أملاك) الذكر التي يحق له التصرف بها وتوجيهها على هواه مثل الأموال والممتلكات الشخصية، وتحت حماية القانون والعرف العام. وهذا يجعل ظهور هذه الممارسات في الألفية الثالثة اعتداء على المدنية وكرامة الانسان.
2- كل هذه الممارسات والجرائم وقعت تحت بند (عقوبات) جراء محاولة الأنثى التعبير عن جزء من حقها الطبيعي وحريتها الشخصية في تقرير حياتها ومستقبلها.
3- يشتمل بند (عقوبات اجتماعية) مختلف ممارسات (رجم، جلد، حدّ، قتل، حرق، وأد) الموجهة في الأساس للمرأة أو أمور تتعلق بها، وتشترك فيها سطوة الاضطهاد الاجتماعي بإرهاب ديني.
4- التصاق هاتيك الممارسات بثقافات وعقائد معينة.
5- منشأ وموطن هذه الثقافات متحدد بالشرق القديم المحصور بين شبه جزيرة الهند والعرابيا.
6- رغم اختلاف أعراق وقوميات ومذاهب مرتكبي هذه الجرائم فأنها نابعة ومتفرعة من جذر ثقافي واحد.
7- حسب مسوغاتها ومبرراتها العرفية والشرعية، فأن هاتيك الممارسات ليست جديدة أو غريبة، وقد مورست على طول الزمن، لكنها لم تبلغ درجة التركز والتكرار التي شهدتها في العشر سنوات الأخيرة، وبالتالي فأنه لا بدّ من دراسة أثر عوامل ومعطيات نظام (العولمة) على تلك الثقافات القديمة وسيما الأوضاع الاجتماعية وفي صدارتها وضع المرأة أو الأنثى عموما.
8- تشترك الأنظمة والقوانين الاجتماعية الشرقية والغربية في مسؤولية حصول واستمرار هذه الجرائم (ضدّ الانسانية) من خلال تواطؤها و وإغضائها البصر عن تلك الجرائم تحت مظلة احترام المعتقدات الاجتماعية والدينية للأقوام والاقليات الختلفة، وفي هذه النقطة تحديداً، تخذ الميثاق الدولي لحقوق الانسان المقرّ من قبل الجمعية العامة للأم المتحدة والأنظمة والبلدان المختلفة، غطاء شرعيا وقانونيا معاصرا وتحت مظلة المجتمع المدني والحريات الاساسية للاضرار بحياة الانسان وحرياته الاساسية، وللأسف الشديد، فأن مبادئ عصرية متقدمة مثل حقوق الانسان والحرية والدمقراطية كانت المادة الأساسية لسوء الاستخدام من قبل ثقافات وجماعات متخلفة حضاريا، مما زاد شوّه صورة هذه المبادئ من جهة، وساهم بفعالية، في زيادة معدل الخراب والتهديد العالمي والتحلل الخلقي العام.
9- اشتراك بعض المعتقدات والأديان في تسويغ تلك الممارسات أو توفير الأطر الشرعية والقانونية للتقليل من تراتبية الأنثى في المجتمع وتقنين خضوعها وطاعتها للذكر والمؤسسة الاجتماعية والدينية، على اعتبار انها عامل أساس في زيادة النسل وتوسيع النفوذ الاجتماعي للدين أو العرق والقومية وزيادة القدرة القتالية و(الانتخابية) للأقوام والأعراق، جعل من الدين والتعليم الديني موجها رئيسا لايقاع تلك الجرائم ونشر رقعة الارهاب (الاجتماعي والديني).
10- استمرار وتكرار هاتيك الممارسات وفي إطار تينك الثقافات يضع تينك الثقافات أمام سؤال مدى المسؤولية الأخلاقية ومدى قدرتها على مسايرة تحديات العصرنة والقيم المدنية، أو مدى أهليتها ومشروعيتها الحضارية المعاصرة.
*
العجز الحضاري.. وتأكيد الهوية القبلية..
ان استمرار هذه الحوادث المخزية على قارعة القرن الحادي والعشرين وفي قلب الغرب والحضارة، يجعل من الضرورة العودة لدراسة ظاهرة بدائية من تراث الهمجية الأولى في زمن يعتقد كثيرون انهم بلغوا (العلى) سيما من استوطن الغرب وحصل على وثائق السفر والجنسية الغربية، بينما بقيت عقولها وضمائرها حبيسة (جاهلية أولى). ان استمرار هذه الجرائم (بحق المرأة) في بلدان غربية متعددة، سيما تلك المعروفة بارتفاع نسبة الآسيويين فيها مثل بريتانيا، السويد، هولنده، يكشف بشكل قطعي، ان معدل اضطهاد المرأة (الشرقية) في الغرب، أعلى منه في البلاد الأصلية حيث تتواصل وتائر الحياة العادية وأنماط السلوك التقليدية. وهنا يمكن الوقوف أمام عاملين:
- حالة الازدواجية الفكرية والنفسية بين نمطين متفاوتين من السلوك الاجتماعي (الحضارة والتخلف).
- مواجهة العولمة في قعر دارها وما تسفر عنه هذه المواجهة من وطأة احساس متزايد بالخواء والعجز في مواجهة الآخر.
موجات العنف المتزايد، وفي سياق واحد مع تقدم تطبيقات العولمة، انما هو تعبير ودالة أكيدة، عن مبلغ العجز الحضاري والفكري للثقافات المتوترة أو المضطربة والمصدرة للعنف والفساد، عن امكانية التكيف والانسجام مع وتائر المدنية والعصرنة. ولا تنفصل تلك الممارسات عن محاور الخطاب الأيديولوجي لتلك الجماعات في رفض (حضارة) الغرب ومواجتها بالاتهامات والمناوأة وتحميلها مسؤولية أوضاع بلدانها ومجتمعاتها الرازحة عموما بين أنياب التخلف والدكتاتورية وقصور الرؤية، رغم ما تتمتع به من امكانيات مادية وبشرية ومحفزات تاريخية.
في تحليل أحداث (7/7/2005) استغرب الرأي العام والحكومي الانجليزي، كيف يعقل أن شخصا يولد داخل بريتانيا ويتلقى تعليمها وينشأ في حضن مساعداتها ورعايتها المالية والصحية والاجتماعية، أن يقوم بعمل تخريبي ضد بريتانيا أي ضد بلده قانونا. ما هو أدهى من هذا الأمر، هو كيف يمكن لشخص يعيش في كنف قيم مدنية وحضارية تساهم في قوام شخصيته المادية والروحية والنفسية، أن يتصرف بطرق بدائية وهمجية لا تنسجم مع حدّ أدنى من الحضارة والمدنية. وهذا ينطبق على الانسان المعاصر في كل مكان وليس في داخل بريتانيا أو بلدان الغرب.
*
الغرب والمسؤولية الاخلاقية للمستقبل..
مهما بلغ العداء للغرب وحضارته ووضعه تحت طائلة الاتهامات ومسؤولية تخلف الجنوب، فأن أهل الجنوب، أكثر من أي فئة سكانية أخرى، يؤمنون بأن ألوية المستقبل معقودة ورهينة على نواصي الغرب، وأن برّ الأمان والطمأنينة لن يكون إلا في الغرب أو بين يديه. وتمثل معدلات الهجرة المتزايدة فوق مستوى المعقولية، أبرز وجوه ودلالات هذا الايمان. ولو كان أولئك على أدنى اعتقاد بمكنة معتقداتهم وهوياتهم الأصلية على تلبية متطلباتهم الانسانية وتحقيق مستوى لائق من الحياة والطموح لهم ما غادروا بلدانهم وحاولوا استغلال قدراتهم الفكرية والمادية والبشرية فيها، للمساهمة في تنميتها وتطورها، ولكنه العجز. العجز ليس من الذات، أو البلاد، وانما من الثقافات والمعايير الأيديولوجية التي حبست تلك الجماعات والسكان في أقفاصها وحكمت على من يفكر في التمرد والمغايرة بالزندقة والرجم والحد والقتل والخيانة والعمالة والتصفية. وانعدام ظواهر الاختلاف والتسامح الثقافي والحرية السياسية والفكرية والفردية تعابير دقيقة عن حدودية وشوفونية تلك الهويات القبلية البدائية التي تحكم على نفسها بنفسها. ولا تجد غير العنف وسيلة أو طريقا للتعبير عن منازعتها البقاء، في نوعها الأخير. ومن المشين حقا، أن يتوجه العنف، بعد فشل شعارات تهديد امبراطورية الغرب أو التأثير في الأنظمة المحلية، ان يتوجه العنف للمرأة. وهنا يجدر تأشير ثلاثة أمور:
1- ان الأنثى عموما، هي أول ضحية للرجل وأول من تعرض للاضطهاد والاستبداد والاغتصاب تاريخيا.
2- المرأة هي الأصل. هي الأم الخالقة والمنشئة والمربية. يولد الذكر في أحشائها، ويرضع من أثدائها، ويترترع في أحضانها، ولا يجد أمنا ودفئا مثل حضنها وصدرها، أما أو زوجة، اختا أو صديقة. أنها أول من يحتاجه، وأكثر من لا يتسطيع الاستغناء عنها، وأكبر معين له في الحياة.
3- بناء على الأمر السابق، يمثل اضطهاد الذكر للأنثى، وشروعه بقتلها، صورة استعارية لتعذيب نفسه والانتقام من ذاته ووجوده في حياة، عاجز عن التكيف مع أنساقها، أو ضمان متطلباته فيها. ومن الغباء والحمق، أنه، بدلا من احترامها ومشاورتها والتعاون معها على أمور الحياة، تتضخم الانانية الفردية لديه بفعل ضغوط هزيمة الذات، ويولغ في طغيانه وظلمه لذاته وأصله.
ان حوادث القتل والحرق والحبس والجلد وغيرها، مهما كان غطائها الشرعي والعرفي، انما هو في الجوهر لا ينفصل أو يتخالف مع فكرة (الوأد) القديمة لدى الجماعات البدائية، خشية من وقوعهن في الأسر أو التعريض بشرف القبيلة على يد العدو بواسطتهن. فوأد الأنثى، اقرار ضمني بالعجز عن توفير أسباب الحياة الأساسية لها من أمن وحماية وغذاء وظروف طبيعية وكريمة للعيش. واليوم كما بالأمس، العجز عن تحقق متطلبات الحياة الكريمة واللائقة، مبرر لقتل الأنثى ومسح صورتها من مشهد الحياة. فحوادث القتل والحرق والاغتصاب الموجهة للأنثى في ظل ثقافات الجنوب والشرق البدائية، مراوغة للذات، جراء عجزها عن حماية المرأة أو الارتفاع بها ومعها إلى مستويات مدنية وخلقية لائقة في المعاملة والحياة. وطلما كان البقاء للأفضل والأقوى والأجمل ، فأن الممارسات البدائية والمنافية للانسانية ستنقرض تحت سنابك المدنية والحضارة المتقدمة بقيادة العقلانية الغربية والضمير الخلقي العام للتاريخ الانساني.
*
بريتانيا وحقوق الاقليات
تحتل بريتانيا اليوم موقعا مميزا لا يرقى إليه الحسد في احتضان أكبر نسبة من مجموعات الشرق والجنوب الأثنية القديمة والبدائية إلى حد بعيد. وهو أمر يصعب مصادفته في أي بلد غربي آخر، وبما لايتفق مع الماضي والصيت العنصري لها.
أين هي المشكلة؟..
سمح قانون الجنسية البريتانية بمنح أغلبية الوافدين إليها وثائق الجنسية البريتانية التي تعني اعتبارهم وظهورهم بصفة (british) في البيانات الرسمية والعامة، هذا من جهة. ومن الجهة الثانية يتيح القانون البريتاني (أو غياب القانون بلغة أدق) حريات واسعة للهويات الأثنية والأقليات المستوطنة. وقد أسفر هذا العاملان عن ظهور صورة هجينة للحياة البرتيانية (Life in England) لا تمت بصلة للحياة الغربية (Western Style of Life). ورغم النفحة الخاصة التي تصادف السائح الأجنبي للندن جراء إشاعة نكهة شرقية في قلب الغرب (metropolitan)، إلا ان هيمنة، ليس النكهة الشرقية أو الاجنبية، وانما انتشار التقاليد والمعايير الشرقية في مضمار الاقتصاد والمعاملات اليومية ما يفتأ يصيب المرء بالغثيان على صورة التساؤل: أين هي المدنية الانجليزية العريقة، هل أنا في بلد غربي أم بلد شرقي يسوده التخلف والفساد وأساليب النصب وافتقاد الصدقية القيم المدنية الحديثة؟..
في ألمانيا طالبت الأحزاب الرئيسة باقرار أولوية الثقافة الوطنية (Leit Kultur) في مواجهة ما يدعى بالحقوق الثقافية للاقليات، وعدم تجاوز حدود السقف العام لتهديد الملامح الحياة الألمانية في النظام والمعاملات والمعيشة، وهو أضعف الايمان في مواجهة تضاعف معدلات الهجرة الأجنبية في البلاد وعدم القدرة عل الاستغناء عنها أو رفضها. ومع ذلك يشكل وجود الاتراك وأسواقهم ومطاعمهم ظاهرة ملموس في المدن الكبيرة في ألمانيا. أما في انجلترا فالأمر معاكس. ان الطابع السائد هو الحياة الشرقية ومعاملاتهم التجارية والاجتماعية والعامة، وبينما تتحدد أطر الأقليات في ألمانيا، فهي متعددة في بريتانيا لتشمل معظم الجماعات الآسيوية والأفريقية من بلاد تعاني تعاني الفساد السياسي والاقتصادي وعدم تنظيم السكان.
*
مضمون العولمة البريتانية..
التفسير الانجليزي للعولمة لا يتجاوز البعد الاقتصادي، في ظل استمرار عجز دائم في ميزان المدفوعات، وترقيع سياسي لم يترك للامبراطورية التي لا تغيب الشمس غير الالتصاق بالذيل الامريكي ومشاريعه العسكرية. غير ذلك لا توجد بيانات كاملة أو واضحة للعوائد الاقتصادية لتبعيتها السياسية والعسكرية للولايات المتحدة، أو لسياساتها الداخلية في الاقتصاد الوطني، وبينما تذكر ارقام عامة معدل الرأسمال الأجنبي أو الاسلامي في حدود مليارين فأن الرقم الحقيقي يتجاوز الضعف، في ظل سيادة اساليب الاتجار غير الرسمي والمبطن. بينما تمتص نسبة كبيرة من ميزانية المساعدات المالية المتعددة في جيوب غير المعوزين. الفساد الاداري والاقتصادي جعل الرقابة الرسمية شبه معدومة ومشلولة في جانب لو امكن تحقيقه، لتغيرت ملامح الحياة العامة.
بيد ان ما يهم موضوع هذه المداخلة هو مدى نجاح المدنية الغربية الانجليزية في تطوير أنماط السلوك والتفكير والتعامل لأبناء الاقليات المستوطنة فيها. ان ما يدعى بمشروع التنوير والاستشراق الغربي في عهود الاستعمار التقليدي، والتي كان لها أثر أساسي في نقل ملامح الحياة الحديثة الى كل العالم، يبدو مشلولا في التأثير على حياة الوافدين، ويجعل مناهجه التربوية والاجتماعية سلبية وعاجزة، بحيث تردت مستويات الحياة الداخلية، وصار النمط الشرقي (Eastern Style). وهذا يحمل البلدان الغربية المضيفة مسؤولية أساسية في شيوع واستمرار ممارسات بدائية وجرمية بحق الانسانية -(تضاف إلى قوائم تاريخ ممارساتها العسكرية في بلدان أخرى مثل العراق وافغانستان)-، على أراضيها ومن قبل اشخاص يحملون وثائقها الرسمية. ومن نافلة القول التأكيد أن الجاني والمجني عليه هما بريتانيون وربما كان أحدهما أو كلاهما مولودا في بريتانيا، ولا يجدي الاشارة او القول انهما باكستانيون أو هنود أو عرب أو غيرهم، طالما كان بلدهم الرسمي هو بريتانيا، والسبب هو فشل النظام الثقافي البريتاني في تمدين وتطوير نظم حياة وأساليب تعامل المقيمين على أراضيها. ناهيك عن اتساع رقعة وأعداد الانجليز المتردين في مستويات متدنية ومأساوية من الحياة والشحاذة اليومية. والنتيجة، ليست المستعمرات البريتانية السابقة في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، التي ما زالت تجتر عومال التخلف والفساد، وانما جاليات المستعمرات السابقة المقيمة في انجلترا وبمختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بحيث اصبح واقع الحياة البريتانية جزء من صورة حياة مستعمراتها السابقة*.
*

كلمة أخيرة أو توصية لا بدّ منها..
كل جماعة أو ثقافة أو بلد أو منظمة انسانية، مدعوة للتأكيد في نصوصها الدستورية وسياساتها العملية على تصحيح النظرة المنقوصة للأنثى والاقرار بمساواتها الكاملة مع الذكر تأكيد للنص الكتابي (خلق الله الانسان على صورته، على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم. وباركهم الله..) تك 1/27- 28. فهل ثمة مبرر ديني أو مدني يسمح بتدمير صنيعة الله (المبارَكة) غير الجريمة والعقوق.
دعوة للتأمل قليلا.. للتفكر.. للارتفاع عن الغريزة والطبع المتوحش والانانية وحبّ الذات السقيمة.. لرؤية الجمال وتجسيد الانسانية.. للعمل من أجل السلام والمحبة..
دعوة للمحاولة.. لنكون جديرين بالحياة والوجود.. وصورة (الله) التي شرّفنا بها.
وتحية للمرأة الأم والأصل.. التي تتعذب بولادة الانسان من قبل بسببه، وتتعذب على يده بعد أن يكبر.. وانحناءة احترام على مدى الزمن.
..
غربة لندن
الثاني عشر يناير 2008
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرة أخبار المساء ليومي الثامن والتاسع من يناير الجاري (2008) على التوالي.
* سجلت البصرة رقما قياسيا في عدد ممارسات تعرض النساء للاضطهاد والاغتصاب والخطف والقتل نسبة لبقية العراق، وهي الخاضعة لسيطرة القوات البريتانية منذ بدايات الغزو الامريكي (ابريل 2003)، ولا بد من استقصاء تشابكات تلك العوامل. وفي القسم الشمال من البلاد تسجل أربيل (عاصمة الاقليم الكردي) أكبر نسبة لاضطهادات ومقتل النساء.





#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد والعالم..
- الترجمة والهوية والمسؤولية الاخلاقية
- طُرُقٌ صَحْراويّة
- أطفال المهاجرين ضحايا مزدوجة
- (سيرة يوم غائم)*
- من القاموس العربي
- علّقيني في طرف مباهجك
- (الفارزة بين القاعدة والاستثناء)
- الوجودية والعولمة
- ظاهرة الاغتراب في نصوص مؤيد سامي
- بقية العمر
- ليلة ايزابيلا الأخيرة
- مستقبل المرأة الرافدينية وقراءة الواقع
- قاع النهر قصة: الفريد بيكر
- أبي / هيلكا شوبرت
- توازن القطاعي في النظام المعرفي العراقي..!!
- صورة جانبية لأدورد سعيد
- من الشعر النمساوي المعاصر- كلاوديا بتتر
- أوهام الضربة الأميركية لايران
- النوستالجيا.. الطمأنينة والاستقرار


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - وديع العبيدي - غسل العار والعودة لوأد البنات