أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال محمد تقي - متى يكون المثقف متبوعا ؟














المزيد.....

متى يكون المثقف متبوعا ؟


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 07:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين يكون طليقا من تحكم السياسي به ، حين يتجاوز ذاته محلقا في فضاء حرية ابداعه ، حين يكون قد اسس جسورا بين مملكته الداخلية وعوالم الناس العاديين المتدفقة يسرا وعسرا ، والمسكونة بهواجس البحث عن بحر ومركب وشواطيء دافئة ، عن مدينة فاضلة ، مدينة لا تسكنها الارواح الشريرة !

مثقف يضع السياسي بحدوده ، ويتجاوزه ، مثقف عصي على الاستخدام والتوظيف ، بل من المنطقي في حالته ان يكون الامر معكوسا !

عندما يكون مبدعا لا يستقيم حاله مع النمطية والتقليدية ، روحه قد تعتزل مهاجرة الى طرق غير مطروقة بحثا عن سر مفقود ، او خوضا لمغامرة في المجهول ، وهي عندما تعود فكائن كل الارواح العامرة كانت بانتظارها !

نعم مثقف متبوع لا تابع ، فالتابع متقزم نصا وروحا ، عبدا لا ينتج ابداعا حرا مهما اختلف ارباب عمله بعناوينهم او الوانهم الايديولوجية والسياسية ، اما المتبوع فليس له رب عمل اصلا انه هو وليس غيره رب لابداعه وانتاجه وافعاله واعماله !

غالبا ما يكمل انصاف المثقفين نصفهم الفارغ بثقافة التبعية للسياسي ، وهذا ما نجده جليا عند العديد من الاكاديميين و صحفيي وكتاب مؤسسات الدولة او الدوائر الدائرة بفلكها ، ومن ابرز علامات هذه الظاهرة هوطغيان التوفيقية والمسايرة والدبلجة على خطابها ، الذي يترجم الالتماس وتقديم الشكوى وتسليط الضوء على نواقص جزئية لا تغفل ذكر ايجابيات الحالة العامة هو النموذج الاقدر على تاثير المثقف بالسياسي وبعموم الحالة ، وتطبيقيا يمكننا التعرف ببساطة على هكذا نوع لانصاف المثقفين من خلال متابعة ما يكتب في الحوار المتمدن من رسائل مفتوحة للمسؤولين والحكام ومن شابههم !
لاشك ان هؤلاء ومن لف لفهم سيكونون في صميم التبعية للسياسي ، وهم في واد والناس العاديين في واد اخر ، تراهم يجترون ويعلسون ويكررون انفسهم لانهم ارتضوا بان يبقى نصفهم الاخر مجتاحا من سيادة السياسي تلبية لنداء الذاتية المادية المتوافقة مع قوانين السوق عرضا وطلبا !

اعتقد ان عدم تشخيص امثلة لحالات المثقف المتبوع المثقف المبدع الذي عنده ـ انا الروح هي الانا العليا ، هذه الانا المهووسة بالبحث عن الجسور والاسرار المفقودة قد يعطي انطباعا بان امثالهم لا يوجد الا على الاوراق ، لذلك اذكر هنا بعض ما يحضرني من اسماء متبوعة ، اي التي لابداعها صدى وتاثير بل ودور تعبوي جمالي ونضالي يقاوم كل قبح وقهر وتغريب واستلاب واحتلال ، نصير شمة ، سعدي يوسف ، عبد الرحمن مجيد الربيعي ، كاظم الساهر ، والراحل سركون بولص ، مدني صالح ، عبد العزيز الدوري ، والعشرات من رموز ثقافتنا العراقية الوطنية الانسانية الجميلة والمبدعة .

بهذه المناسبة اود تحية الفنان والمثقف المبدع المتبوع نصير شمة تحية الاصالة والوفاء لجهوده المخلصة في محاولة التخفيف من معانات الملايين المشردة من اهلنا في دول جوار العراق ، وتنظيم حملات التبرع والتضامن والاحتضان لهم ، في الوقت الذي يتنصل فية المحتلون ومعهم حكومات المنطقة الخضراء عن مسؤولياتهم في معالجة الموقف المتفاقم والمأساوي لاهلنا في دول الجوار ، وكأن الامر لا يعنيهم ، مليارات تهدر وتسرق ، وعوائل لاتجد قوت يومها ، نصير شمة فضح بموقفه هذا الدور المخزي لحكومة الدمى في بغداد ، وساهم بما يستطيع بتسليط الاضواء على معانات اطفال العراق حيث الحرمان من ابسط شروط الحياة السوية ، تسلم ويسلم عودك يا ابن العراق البار .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الديمقراطيون ارفعوا اصوات تضامنكم مع مجلة -الاداب -
- الشيوعية العدو اللدود للامبريالية
- حدود وسدود لا تصان الا بتحرير العراق وكسر قيود احتلاله !
- مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !
- حالة الامن والمرأة العراقية !
- المتاهات والبدايات الصحيحة
- التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !
- لماذا الحاجة الامريكية الى اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الع ...
- الغياب ممنوع والعذر مرفوع والرزق على أنا بوليس !
- مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !
- سلامة العراق سلامة لكل جيرانه !
- المثقف الاعور !
- وعد بلفور ووعيد هتلر!
- التطور اللاراسمالي بين الخرافة الفعلية والامكانية النظرية !
- وصفة مجربة :
- عفاريت السيد والباشا والاغا والخانم والخاتون!
- الناقص والزائد في ضرب العراق وتقسيمه !
- من حزازير المنطقة الخضراء في رمضان
- نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !
- الامارات العراقية غير المتحدة !


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال محمد تقي - متى يكون المثقف متبوعا ؟