أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - عاصمة الثقافة العربية : وفي القلب غصة يا شام وفي المقلة دمعة يا دمشق














المزيد.....

عاصمة الثقافة العربية : وفي القلب غصة يا شام وفي المقلة دمعة يا دمشق


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل يمكننا أن نتحمل عبء الحقيقة المرة التي نعيشها اليوم في وطننا ؟
كيف يمكننا أن نبقى منفتحين على جميع المآسي ومدركين واقع بحر آلام المواطنين ، من دون أن يصيبنا الإحباط والشلل الفكري ؟ من دون ان نكفر بالملكوت والناسوت وسورة العنكبوت؟
كيف يمكننا أن نعيش حياة صحيحة وخلاقة ، وهنا ما يذكرنا ببؤس الملايين من مواطنينا الفقراء والجياع والمرضى والمضطهدين والمنفيين والمعتقلين ؟
كيف يمكننا أن نشعل السماء ، والأرض مطفأة عطشى جائعة خائفة ؟
كيف يمكننا أن نبتسم ونحن نواجه دائماً بصور الاعتقال والطرد من الوظيفة وقطع الأرزاق ؟

أنا شخصيا ً لا أعرف الإجابة عن كل هذا . ولكن قد أجدها عند أناس من وطني ، قبلوا أن يدخل ألم الكون عميقاً في قلوبهم .
عند معتقلين ، يشكرون ربهم ، على وجودهم في داخل السجن ، بينما الملايين ، في الخارج ، يرتجفون من البرد القارس ، في غياب المازوت والغاز وغلاء الكهرباء .

ماذا يعني العرس ، والعريس معتقل ؟
ماذا تعني حفلة العرس وأهل العريس في الزنازين ؟
ماذا يعني دمشق عاصمة للثقافة ، والمثقفين معتقلين ، والمواقع محجوبة ؟.
فرق كبير جداً ، بين أن نقيم العرس بحضور العريس ، أو بغيابه !
فرق كبير بين ادعاء الثقافة والثقافة !
بين المعرفة وعدم المعرفة !
بين النظر وعدم النظر!
بين الشعور وعدم الشعور!
بين الأيام التي تبدو فيها سوريا للمواطن حديقة غناء والأيام التي يشعر فيها بأن قلبه معتصر نازف مدمى .
فرق كبير بين لحظات الابتهاج والفرح والسعادة وبين لحظات الكآبة القاتمة والحالكة السواد.
فرق كبير بين العمى وبين أن نفتح عيوننا ونبصر بدون أن نتحطم .

تعبنا مع الأيام تعبنا نفسياً ، أنهكتنا الظروف والحكومات والخطط الخمسية والأكاذيب والسرقات والمحسوبيات والشعارات والخطابات النارية والمخططات الوهمية .
عملنا الكثير وكافحنا كثيرا في سبيل الحقوق المدنية والانسانية .
ولكن عندما اكتشفنا أن الوضع ليس تحت تصرقنا ، وأن كل الأمور خرجت من يدنا ، ولم نستطع أن نقوم بأي تغيير ملموس في وضع الوطن ، فقدنا حماستنا ، وانكببنا على أنفسنا الجريحة .
أحبابنا ومثقفينا في المعتقلات .
هربنا الى عالم الأحلام والأوهام .
انضممنا بسخط الى الجماعة التي سبق واحتجينا عليها .

لا تتعجبوا اذا رأيتمونا نعاني من الإحباط ، ونرتاد المصحات النفسية ، ونعالج على يد أطباء المجانين ، أو نعاقر الخمرة ، أو نتناول حبوب الهلوسة ، أو نلتجئ الى الجماعات الدينية المتطرفة .
لا تستغربوا كل شيئ جائز .

قد نصاب بالشلل إذا أعلنا للوطن أننا أفراد مسؤولون عن كل آلام الوطن ، لكن اذا قلنا أننا مدعوون الى الاستجابة لهذه الآلام فتلك هي رسالة محررة . إذ من خلال تضامننا الأعمق ، مع كل أبناء الوطن الشرفاء ، مع رئيسنا الشاب ، يمكن أن تنطلق محاولاتنا الأولى للتخفيف من آلام الشعب السوري اليوم .
عندما نفكر في هؤلاء الأشخاص المعتقلين في عاصمة الثقافة العربية ، الذين أعطونا الأمل ونموا فينا قوتنا ، قد نكتشف أنهم القلة الذين استطاعوا أن يُعبروا بالحقيقة وبالفعل وبالمعاناة عن الوضع المأساوي الذي نشترك فيه ، والذين شجعونا على مواجهة حقائق الأيام الصعبة التي تمر فيها سوريا اليوم .
أنوار في السماء وظلام في القلوب.
ألعاب نارية في السماء وأجساد ترتجف من صقيع الفقر وفقدان المازوت والغاز.
عرس بلا عريس.
وطن بلا مواطنين.

دمشق
12-8-2008
احتفالات دمشق عاصمة للثقافة العربية



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب السوري أقوى من قمعكم وحجبكم
- حزب البعث بوصفه وباءً سياسياً 2-2
- البعث هل هو وباء حقاً؟
- فبربكم كيف تُدار هذه البلاد ؟
- وأهله لا زالوا يبحثون عنه
- حرام سوريا في خطر وحليمة عادت لعادتها القديمة
- السيدة فلورنس غزلان ؟ نشكرك ولكن لسنا من أهل البيت
- ننعي لكم الطبقة المتوسطة السورية
- معاناة مواطن سوري
- عندما تتحول النزوة الى قانون في سوريا
- لماذا الفكر المسيحي؟ الأصولية السورية المتمثلة في بعض القياد ...
- نشودة حجب المواقع السورية على يد أبو حجاب للشاعر العربي احمد ...
- أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل
- في انتظار غودو (رفعت الأسد ) .
- معرم بالطقم الطلياني فوق الشروال العثماني : لُحى العلمانية ف ...
- سوريا على خطى مصر في التضييق على المسيحيين
- السيدة فلافل وحكومة العطري
- منظمات حقوق الإنسان في سوريا، دفاع عن قضيتين احداهما باطلة .
- طبخة كبسة بلا أرز
- بماذا كافأ مجلس الشعب السوري ناخبيه ؟


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - عاصمة الثقافة العربية : وفي القلب غصة يا شام وفي المقلة دمعة يا دمشق