أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - لماذا الفكر المسيحي؟ الأصولية السورية المتمثلة في بعض القيادات التي تُخفي رأسها العفن















المزيد.....

لماذا الفكر المسيحي؟ الأصولية السورية المتمثلة في بعض القيادات التي تُخفي رأسها العفن


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مطلع أغنية مشهورة للمغني الأسباني ( أنريكه ماسياس ) يقول فيها : يا صديقي يا أخي قل لي كيف نعمل حتى نكون مرغوبين في هذه الأرض ؟ . مع العلم أن المغني المذكور يهودي الديانة ، ويُلمح في أغنيته الى معاناة تلك الطائفة في الأرض .
وكان السؤال بعد حجب موقع صباح الخير يا شام وموقع كلنا شركاء ، العائدة ملكيتهما الى مواطنين مسيحيين ، دون أي سبب مقنع أو غير مقنع ، مع ما يتمتع به الموقعين من رؤية وطنية صافية ، تجعل حجبهما يحمل عشرات الإشارات الاستفهامية ، عن الأصولية السورية المتغلغلة في كل مفاصل الدولة ، وخاصة في مؤسسة الاتصالات السورية التي تبت الحجب والقمع .
في البداية دعونا نتحدث عن ماهية الفكر المسيحي ، ولماذا يخاف الأصوليون من هؤلاء الكتاب ؟ ومن هذه المواقع ، العلمانية ؟ والتي يقودها مسيحيون وطنيون ؟
الكاتب المسيحي ، أو الموقع الذي يقوده مسيحي : بالمؤكد ، ليس له أجندة مخفية ، يعمل هذا الكاتب أو الموقع ، بالخفاء على تحقيقها ، على العكس ، هو شفاف ، صادق ، أمين . ما يكتبه يمثل حقيقة قناعته ، يحمل فكراً متحرراً ، لا تقيده أو توجهه غايات مصلحية . الكاتب والموقع المسيحي ، وطني بالمطلق ، غيورا على بلده ، لا يؤمن بأي خيار آخر ، غير خيار الوطن .
لا يكتب ولا ينشر شيء لا يعنيه ، ويعني كل ما ينشره ، نظيف اليد والقلب والقكر ، ليس فيه جرأة الوقاحة ، ولا وقاحة الجرأة .
لا يخاف ، لأنه لا يُخبئ شيء ، لا يخاف لأنه واضح المعالم ، وطني حتى العظم .
كل ذلك من يتأذى منه ؟
ليس هناك سوى جهة واحدة تتأذى من الفكر المسيحي ، وهي ، الأصولية السورية المتمثلة في بعض القيادات التي تُخفي رأسها العفن ، وتلسع بحقد ولؤم ، كل ما يُخالف أجندتها الأصولية ، وكل ما يُمكن أن يُساعد على إبراز الوجه الحضاري العلماني الوطني لسوريا .
كنا نتمنى ولا زلنا ، أن يجري تحقيق ، حول حجب موقع صباح الخير يا شام ، حتى نستطيع أن نتعرف على أعداء الوطن الذين حجبوا هذا الموقع الوطني ، والذين لم يعجبهم الخط الوطني العلماني المتسامح في هذا الموقع ، فقاموا وبصفاقة وحقد بحجبه دون أن يُكلفوا أنفسهم شرح السبب ، عدة أسئلة تراود الجميع ، هل أصبح المواطن السوري المسيحي ، عرضة لحذفه وشطبه والتطاول على كرامته ، بكل هذه السهولة والوقاحة ، ومن يحميه ، فيما لو تطورت الأمور الى الأسوأ ، فيما لو استلمت هذه القيادات الأصولية ، مواقع أكثر حساسسية في سوريا .
نعود الى الأغنية (( يا صديقي يا أخي لا نعرف المصير الذي ينتظرنا----)) .

عندما يشك علماء الأخلاق في القيمة الأخلاقية الكامنة في فعل أو سلوك ما ، فإنهم يبحثون عن مؤثرات في نتائج هذا الفعل أو هذا السلوك . فإذا اتضح أن نتائج هذا الفعل سيئة ، فهناك احتمال كبير أن يكون المبدأ الأخلاقي نفسه سيئاً . اننا في موقع صباح الخير يا شام ، نرفض وبشدة المبدأ القائل : (( إن الغاية تبرر الوسيلة )) .، خاصة إذا كانت الغاية هي الكرسي أو الوزارة والوسيلة هي القمع. كما نؤكد ايماننا أن لا يكون تكميم الأفواه وقمع الألأفكار وسيلة للوصول الى هذه الغاية مهما كانت .
في الواقع ، بالإضافة إلى انتهاك الكرامة الإنسانية ، وتكبيل حرية الرأي ، والاستخفاف برأي الآخر ، وبعمله، وجهده ، والتي تسببها مهزلة حجب المواقع في سوريا ، بسبب إهانتها لكرامة المواطن السوري ، تسعى هذه ال مهزلة ومن يقف وراءها بكل وقاحة وغباء ، إلى تحويل المواطنين إلى غرباء في بلدهم ، وتشجع على فتح مواقع مخفية ، وميلات مجهولة ، تعمل على رد الصاع الصاعين ، لهؤلاء الأغبياء القامعين لحرية الرأي ، ويُصبح الوطن هو الضحية .
ولأن سياسة الحجب مرفوضة وغير مقبولة إطلاقاً من أغلبية الشعب السوري ، فقد تعرضنا في سوريا الى حالات يندى لها الجبين ولا يُمكن أن تطبق في أكثر الدول شمولية وبشاعة ، وانتُهكت القوانين ، التي تحمي المواطنين ، وتمادى قامعوا الرأي والفكر ، وأخذوا يُقفلون الموقع تلو الموقع ، ولا حسيب ولا رقيب ، أحقاد شخصية ، وانتقامات بالجملة ، وتدخلات واتصالات من رجال فاسدين طالتهم بعض المواقع ، فبدأووا بالدفع والطلب، وما بعد الدفع والطلب الاالسمع والحجب . وقد أدى كل ذلك ، الى سمعة عطرة لسوريا في الخارج ، كأكبر دولة قامعة للمواقع الإلكترونية .
ان مهزلة حجب المواقع هي شر مطلق لا يجوز تبريره ولا السكوت عنه، وخاصة ، المواقع الوطنية العلمانية ، وحتى جميعها ، فقد أصبحنا اليوم ، وبكل شفافية ، نشعر بما اكتوى به غيرنا من قمع واغلاق وحجب . وأن قمعها للفكر وحجبها للرأي الآخر واستهتارها بإبداع وعمل المواطن ، ليست هي السبب الوحيد الذي يجعلها شراً ، بل أيضا قدرتها على التشكيك في أن للمواطن السوري كرامة ، حيث يصمت على كل ما يتعرض له من ضغوط وحرمانات وانتهاكات وقمع . يجب على الجميع أن يدينوا هذا الحجب القمعي . ولهذا لن يتقدم الوطن ولن يتطور ولن يتحضر إلا بتفكيك هذه العقول القمعية التي تتحكم ، بمرفق هام ، ولعله الأهم في هذا العصر . وليس لدينا شك في أن هذا اليوم آتِ لا ريب فيه ، لأنه إذاأراد الشعب يوماً أراد الحياة والحرية والكرامة فلابد أن يستجيب القدر ، ولابد لجيوش الظلام والقمع أن تندحر .

منذ فترة طويلة ، كنت أفكر بكتابة مقال ، عن بشاعة الحجب ، ومدى لا أخلاقيته ، ولو أني كتبت ذلك منذ زمن لربما فعلت ذلك بروح مجردة وأكاديمية . أما الآن في ظل ظروف القمع الأنترنيتية التي نعيشها في ظل مؤسسة الاتصالات السورية ، فقد أصبح مستحيلا أن أكتب الآن بتجرد ، وذلك لأكون صادقا مع نفسي لا أقل . إنني أكتب الآن ، بعد حجب موقع كلنا شركاء وموقع النزاهة وموقع داماس ولا أعرف أيضا كم من المواقع طالتهم آلة التخريب والحجب السورية .( ولا أحد ينسى بالطبع الصرح الحضاري العلماني المسمى موقع الحوار المتمدن ، الهدف الدائم والأبدي لكل الأصوليات الإرهابية العربية ) . والمريب في الأمر أن كل هذه المواقع وطنية وبجدارة ، ومن يُتابع مسيرتها ، لا بد أن يرتاب ، بوجود عامل شخصي أو تدخل ما من قبل مواقع ليس من مصلحتها تواجد هذه المواقع الوطنية ، وبالتالي تقوم بالدس أولاً ثم الدفع ثانياً .
أكتب الآن ، ولا أعرف الى من أوجه خطابي ، لأنني لا أعرف لماذا تم قمع موقعي وحجبه ، ومن هي الجهة التي ستأخذ حقنا ، في وجود هذا الظلام الدامس ، وفي غياب قانون حقيقي يسمح للمواطن بأن يصل الى حقه .

كل هذه المواقع وصلتها الرسالة التالية : لا يهمنا أمن الوطن ولا استقراره ولا سمعته ، وطز فيكم وطز في كل ما تكتبونه دفاعا عن الوطن ، لا نحتاج الى أقلامكم ، ولا الى نصائحكم ، فالتخريب مستمر ولا نريد لأحد أن يوقفه .
لقد أنعمنا عليكم ، وشرفناكم ، وسمحنا لكم ، بأن تتحدثوا عن هيفاء وهبة ونانسي عجرم وباب الحارة والشذوذ الجنسي ، ولكن اياكم وشذوذ المسؤولين والتجار الكبار ، اياكم وحديث الفساد والمتسلقين ، ولكم في موقع بونجور شام أكبر العبر . هاتف صغير من متسلق أصغر الى وزير ويتوقف الموقع الوطني ، وكم من الاتصالات والهواتف رُفعت ، وكم من المواقع أُغلقت ، بأيدي تعمل على هدم الوطن ، كم من المواقع الوطنية ، وقفت في وجه أعداء الوطن ، ولكن الطعنة جاءتها من داخل الوطن ، ومن مسؤولين وصوليين ، مستعدين للتضحية بكل شيء مقابل عدم الكشف عن وصوليتهم وفسادهم .
لمن نشتكي ؟
ومن نقاضي؟
وهل لدينا قانون في الأساس؟
وكيف ستتطور البلاد ، اذا كان هناك وراء كل قمع في سوريا هاتف ومسؤول وجهة أمنية تُطيع .

تروي احدى الأساطير الأفريقية التي تُفسر أصل العالم ، أن هناك زمناً كانت فيه السماء أكثر اقتراباً من الأرض مما هي عليه الآن . ولكن نساء القرية وهن يهرسن الحبوب في الهاون ، كنّ يصوبن يد الهاون الى عين الإله ، حتى ان الإله رأى من باب الحكمة أن ينسحب من المكان ، تاركاً بينه وبين هؤلاء النسوة مسافة مضمونة .
إله الإتصالات والأنترنت والحجب والقمع لا يُريد أن ينسحب من المكان .لأنه لا يعرف الباب .

دمشق الحزينة

27-10 2007





#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشودة حجب المواقع السورية على يد أبو حجاب للشاعر العربي احمد ...
- أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل
- في انتظار غودو (رفعت الأسد ) .
- معرم بالطقم الطلياني فوق الشروال العثماني : لُحى العلمانية ف ...
- سوريا على خطى مصر في التضييق على المسيحيين
- السيدة فلافل وحكومة العطري
- منظمات حقوق الإنسان في سوريا، دفاع عن قضيتين احداهما باطلة .
- طبخة كبسة بلا أرز
- بماذا كافأ مجلس الشعب السوري ناخبيه ؟
- سوريا في زيارة طبيب نفسي
- المعارضة شرف
- سياسة (شلون ما كان )
- لقاء (حوار متمدن) مع رئيس الوزراء العراقي نوري
- ما للقحطانية عوجلت في صباها دعاها الى اردى داعيان : العرب وا ...
- حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
- الصراع الطبقي في سوريا 3 مسؤولية الدين ؟
- مهلاً ماغي
- الصراع الطبقي في سوريا 2 دور السلطة
- الصراع الطبقي في سوريا ، ومسؤولية السلطة والدين .
- تفاقم التواجد العراقي في سوريا والحلول المقترحة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - لماذا الفكر المسيحي؟ الأصولية السورية المتمثلة في بعض القيادات التي تُخفي رأسها العفن