أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - السيدة فلافل وحكومة العطري














المزيد.....

السيدة فلافل وحكومة العطري


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 12:08
المحور: كتابات ساخرة
    


أيها المسؤولون ، ألم تسمعوا : أن البطون الفارغة تحرك التاريخ ؟
------------------------------------------
الشعار عادة هو عبارة ذات محتوى عاطفي رفيع ( لا للغلاء ، نعم للعيش الرغيد، نعيش من أجل خدمة المواطن ). ولكنه في سوريا يُصبح خال من المعنى ، ليس لأنه دون معنى ، بل لأن هذا المعنى يتم حجبه أو تجاهله . وعندما يُجرد الشعار من معناه ، يُصبح فارغاً ويمكن استخدامه كقناع ، أو راية، في معركة البقاء على الكرسي .
وكما أن لكل قطعة نقدية وجهين ، كذلك المسؤولين، فالزائفون منهم وهم لعنة الوطن . يعجز المواطن العادي ، بسبب محدوديته ، عن التمييز بين حقيقهم وزائفهم . مما يجعله عرضة الى الخداع ، من بعض المسؤولين ، من الذين رفعوا شعارات جوفاء مزيفة ، هم أنفسهم لا يقتنعون بها شخصيا
ان العديد من التعابير الأكثر تكرارا عند المواطنين ( لا تخلو مقابلة أو ندوة أو لقاء مع أحد المسؤولين الاقتصاديين ، حتى ينبري بالاسطوانة المعهودة والتي تقول ، : ان هذا المسؤول قد ولد من بطن امه من اجل خدمة المواطن ، والتي هي هدفه في الحياة الحاضرة والآجلة) . ان كل هذه التعابير لا تنبع حقيقة من عقلهم بل هي طعوم عقلية يحرضها المسؤولون الكذابون الأكثر عصرنة . وهذه الطعوم تتغذى على خيالات الناس الذين يحملونها ، وعلى أحلامهم، وأوهامهم . أما ذلك المسؤول الاقتصادي ، والذي يتلاعب بعواطف وعقول المواطنين ، والذي لا يجرؤ على قول الحقيقة المرة : الحقيقة بأنه اما كاذب ، واما آخر من يعلم ، وكلاهما مشين في حقه بكل الأحوال . فإن التاريخ والشعب لن يرحمه يوم الحساب ، على أكاذيبه ووعوده الجوفاء .

السيدة فلافل : السيدة التي تربعت على قلوب السوريين ، منذ عقود طويلة ، عاصرت الثورة والثوار ، وأطعمت الفقراء والمحتاجين ، المتعيشين والعمال ، الصغار والكبار ، سترت البيوت ، وملأت البطون الجائعة .
في عهد حكومة العطري والدردري والحسين ، بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة ، مودعة الفقراء ، تاركة اياهم ، في يد أكبر المخططين الاقتصاديين في العالم ، والذين وعدوا في البداية ، ورفعوا شعار - من الفلافل الى اللحمة - . ولكنهم بتخطيطهم وجدهم واجتهادهم أوصلوا الشعب السوري الى شعار - من الفلافل الى الشعير-
( صندويشة) الفلافل والتي كانت تباع بمبلغ 10 ليرات فقط ، عشر ليرات ، في بداية استلام حكومة العقول الاقتصادية المريعة ، وصلت اليوم الى مبلغ 30 ليرة سورية ، نعم ثلاثون ليرة سورية ، وحسب تسعيرة التموين . كنا في سوريا نفتخر ، أنها الدولة الوحيدة في العالم ، التي ممكن للفقير أن يتناول وجبته بمبلغ عشر ليرات فقط .
مالذي حل بهذه الصندويشة على يد جهابذة الاقتصاد السوريين ؟

كيلو الحمص ارتفع من 35 الى 45 الى 50 الى 64 الى 69 بالأمس فقط .
تنكة الزيت شبه المغشوش ، ارتفعت من 600 ليرة سورية الى الف ومائة ليرة سورية بما يوازي الضعف تقريبا .
اللبن حلق عاليا الطحينة سبقته البندورة في عز الصيف 25 ليرة و--- ماذا بقي للفقير ؟
من كان يتخيل ، أن صندويشة الفلافل يمكن أن تصل الى الثلاثين من الليرات السورية ؟
كتاب غينيس اليوم يستعد لإضافة صفحة جديدة لهؤلاء الاقتصاديين السوريين ، والذين ، نقلوا الاقتصاد السوري الى الخلف . وهي اعجوبة لم يسبقهم اليها احد ، فكل العالم يتقدم بفضل مخططيه الا في سوريا ، فهم استطاعوا سلبه حتى وجبة الفلافل ، والتي كان يعول عليها الكثير في اسكات جوعه وجوع اولاده .
أيها المسؤولون ، هل هو صحيح : أن البطون الفارغة تحرك التاريخ وتشعل الثورات؟
ملاحظة هامة: نعتذر عن ذكر اسم اللحمة في هذا المقال



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات حقوق الإنسان في سوريا، دفاع عن قضيتين احداهما باطلة .
- طبخة كبسة بلا أرز
- بماذا كافأ مجلس الشعب السوري ناخبيه ؟
- سوريا في زيارة طبيب نفسي
- المعارضة شرف
- سياسة (شلون ما كان )
- لقاء (حوار متمدن) مع رئيس الوزراء العراقي نوري
- ما للقحطانية عوجلت في صباها دعاها الى اردى داعيان : العرب وا ...
- حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
- الصراع الطبقي في سوريا 3 مسؤولية الدين ؟
- مهلاً ماغي
- الصراع الطبقي في سوريا 2 دور السلطة
- الصراع الطبقي في سوريا ، ومسؤولية السلطة والدين .
- تفاقم التواجد العراقي في سوريا والحلول المقترحة
- c est trop يا وطن
- كل الحكاية عيون بهية
- الشاحنات السورية وتهريب الأسلحة action
- ابن لادن وجورج بوش وجهان لعملة واحدة
- بين الكرامة والسفاهة رد على صحيفة النهار اللبنانية
- معذرة سيدنا اجراس بكركي لن تقرع


المزيد.....




- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - السيدة فلافل وحكومة العطري