أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - المعارضة شرف















المزيد.....

المعارضة شرف


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المعارضة شرف ، عندما تكون مبنية على مبدأ وطني ، لا على مصالح أو حقد أو رغبة في الوصول الى الكرسي ذاته ، الذي نعارضه .
شرف المعارضة أن توجه ضد الفساد والقمع والتعذيب وانتهاك كرامة وحرية المواطن . ولكن عندما توجه المعارضة سهامها ضد الوطن بذاته ، فإنها تُصبح خيانة موصوفة . فالوطن أغلى من أن نخونه ، وأغلى من أن نورطه في قصص مفبركة ، تؤدي الى وصمه بصفات هو بريئ منها .
فعندما يتحدث العالم كله ، الصحافة الغربية ، والصحافة العربية ، وكبار الكتاب والصحفيين في العالم ، عن علاقة جماعة فتح الإسلام بالقاعدة أولا ، وبجماعة سعد الحريري وشقيقته ثانيا . ثم يأتي ، من يدعي أنه معارض ، ليتهم الوطن الأم بأنه وراء هذه العصابة .
وهناك سؤال آخر : هل ظهور المعارض من على الفضائيات ، المأجور . ( مصدر وثيق الصلة بفضائية العربية ، صرح أن السيد عبد الحليم خدام ، وفي الحلقة التي أعلن فيها انشقاقه عن النظام السوري ، قبض مبلغ مليوني دولار ، في شك مسحوب على بنك البحر المتوسط ، وقال المصدر ، أن السيد خدام قبل المبلغ ، على ما أدعى، من أجل التبرع به لبعض المنظمات الخيرية ؟؟) . وطبعا من يصدق هذه الكذبة ، فالذي ، يخون وطنه ، ويفشي أسرارا ، كان له الدور الكبير في صنعها ، غير مؤهل للتبرع لأحد ، سوى جيبه الخاص .
ولم نعرف حتى ساعته المبلغ الذي قبضه السيد مأمون الحمصي من نفس القناة ، كما أننا تابعناه في برنامج مع الصحافة من قناة الاستقامة والشرف والصدق ! وطبعا أقصد قناة المستقبل ، وقريبا قد نراه في برنامج ميشو شو ، ولكن المبلغ هنا سيتقلص الى بضعة مئات من الدولارات . وهو المبلغ الذي قبضه الغضبان الأخونجي ، لقاء نفث السموم ضد الوطن في نفس القناة .
فيعد بعض التعاطف ، الذي جناه الحمصي في بداية مقابلته ، اذ به ، يتهم الوطن بالإرهاب ، والوقوف وراء الجماعات الإرهابية ، واذ، بكل ذلك التعاطف ، يتحول الى نظرات مستهجنة ، وتمتمات شتائم . كيف يسمح لنفسه هذا النائب أو غيره من الذين أكلوا وشربوا وانستروا بخيرات هذا الوطن ، أن يكون ، محراك شر، وخنجر بيد الخونة ، يطعن ظهر الوطن . نعم تحول كل التعاطف الى اشمئزاز ، من خائن ، التجأ في أحلك ساعات هذا الزمن ، الى جماعة ، لن تستكين أو تهدأ ، حتى ترى سوريا مدمرة خربة ينعق فيها البوم .
عندها ، نقول : لا للمعارضين الخونة ، لا لمن يريدون أن يهدموا الوطن ، لا لمن يضعون يدهم بيد القتلة والمخربين .
وإذا اتفقنا على أن أية مقابلة فضائية تنتهي الى الكسب يمكن أن تكون في الحقيقة احتيالا ، ونصبا ، واهانة للشعب السوري ، فإننا نتفق أيضا على أن أفق هذا المفهوم أكثر اتساعا بكثير . واذا كان هؤلاء المعارضين المأجورين ، قد خرجوا من البلاد ، وأفلتوا من عقاب القانون السوري الوطني ، فهذا لا يعني أن ما ارتكبوه ليس جريمة في نظر الأخلاق والإنسانية والمواطنة والشرف .

إن محاولة إرضاء عواطف الناس لجعلهم أدوات للطموح السياسي ، والانقضاض على السلطة ، وتخريب البلاد عند هذه النوعية من المعارضين ، أشد أنواع الاحتيال قسوة وأكثرها وقاحة لأنه يقدم الناس ضحايا على مذبحه ، فالعشرات من الأشخاص ، قد يتحمسون لإيمانهم بالوعود المعسولة لهؤلاء ، والذين ، يوم كانت الأمور بأيديهم ، اضطهدوا الشعب ، وأذاقوه مرارة الإضطهاد والقمع والتعذيب . الوعود التي لن تتحقق أبدا ، لأنهم يدغدغون مشاعر الناس بأكاذيب وتلفيقات واتهامات تطال أمن الوطن أولا وأخيرا .
نقبل منهم أن يتحدثوا عن فساد بعض رجال الحكم ، نقبل منهم أن يتحدثوا عن الأوضاع المأساوية للشعب السوري ، والتي أوصله اليها حزب البعث قائد المجتمع والدولة . ولكن الذي لا نقبله ، ومرة ثانية وعاشرة ، هو تلفيق التهم ضد الوطن ، واتهامه بالإرهاب ، وهو الذي اكتوى من إرهاب الأخوان المسلمين ، شركاء المعارضين المأجورين .
ان بعض الملكات الفطرية تولد مع كل كائن ، وتبقى ملكات أخرى في حالة كمون حتى يعمل المرء نفسه على تنميتها ، ضمن ظروف جديدة ، وأمكنة جديدة ، وفضائيات جديدة ، وأجور مجزية . فالخيانة ، حالة كامنة في النفس البشرية ، لا تلبث أن تنفجر في صاحبها في يوم من الأيام ، وتجعله عبدا لها مطيعا ، يخدم بكل اخلاص وأمانة أعداء هذا الوطن .
هؤلاء المعارضون الضعفاء ، وعندما نصفهم بالضعف ، لا نقصد أنهم يعانون من اضطراب عضوي أو عقلي ، بل نقصد من يعملون ، بسبب حالتهم السلبية ، العقلية والعاطفية والنفعية والمصلحية والخيانية ، على إضعاف شخصيتهم من خلال عطالتهم ، وانفعالاتهم ، ورزائلهم ، واستعداهم الداخلي للتخريب . وعلى أية حال ، إن المعارض المنغمس ، والمأجور ، والذي يعيش على الأموال المنهوبة من الشعب السوري ، أو من الشعب اللبناني . كاتبا أو كاتبة ، سياسيا أو سياسية . يبقى عاجزا عن ضبط نفسه طوعا لكي يصبح معارضا أرقى ، وينجرف في بحر الخيانة كورقة في مهب الريح ، تتقاذفها الفضائيات والبرامج التلفزيونية والصحف وكل من يدفع أكثر .
منذ يومين ، كتبت السيدة فلورنس غزلان ، في موقع الحوار المتمدن ، مقالة ، نشرت فيها عرض النظام ، ولكنها في نفس الوقت ، تحدثت عن مأساة الشعب السوري ، وعن الألم الذي سيتعرض له فيما لو تم رفع الدعم عن المحروقات . ولمسنا في ما قالته الصدق ، والشعور بالتعاطف مع الشعب ، دون التجريح بالوطن ، ودون كيل الاتهامات للوطن ، ودون البذاءة والكلام السوقي في حق رموز الوطن . ونحن نختلف معها كثيرا كثيرا ، ولكن نحترمها ، ونحترم كل معارض يحترم الوطن ورموزه ، ويسعى الى انقاذه وانتشاله ومساعدته على التقدم ، لا الى خرابه ودماره وحفر الحفر له .

من المهم أيضا أن نضع في اعتبارنا ، أن هذا المعارض ، الذي ارتهن الى جماعة من اللصوص والقتلة والأفاكين ، وفضائياتهم وصحفهم من جماعة 14 آذار ومن يلف لفها ، ما هو الا ، ثمرة طيق الأصل لتصرفاته الخاصة ، والإحباط الذي يلاحقه عادة ليس أكثر من نتيجة منطقية لسلوكه السابق .
وبالمقابل ، نحترم ، ونقف ، مع كل معارض معتقل ، في السجون السورية ، بتهم واهية ، كثير منها لا أساس له من الصحة ، ونبقى نطالب النظام السوري بالإفراج عن كل هؤلاء . ونقول له : الأجدى أن يكون مؤتمر القمة ، بين النظام والمعارضة ، وليس مع الدول العربية ، والتي ، كشفت أخيرا عن أنيابها ، واستعدادها لتمزيق الوطن السوري الجميل . نعم لتكن قمة بين النظام ، والمعارضة السورية ، ولنرفع الأحكام العرفية ونزيل قانون الطوارئ ونصدر قانون الأحزاب ، ولنلتف جميعا معارضة ونظام حول العلم السوري ، وننسى الماضي ، ونعمل على مستقبل حديث ، ودستور جديد ، تلغى منه مادته الثامنة ، وتضاف اليه مادة المحبة .

دمشق
28-8-2007




#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة (شلون ما كان )
- لقاء (حوار متمدن) مع رئيس الوزراء العراقي نوري
- ما للقحطانية عوجلت في صباها دعاها الى اردى داعيان : العرب وا ...
- حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
- الصراع الطبقي في سوريا 3 مسؤولية الدين ؟
- مهلاً ماغي
- الصراع الطبقي في سوريا 2 دور السلطة
- الصراع الطبقي في سوريا ، ومسؤولية السلطة والدين .
- تفاقم التواجد العراقي في سوريا والحلول المقترحة
- c est trop يا وطن
- كل الحكاية عيون بهية
- الشاحنات السورية وتهريب الأسلحة action
- ابن لادن وجورج بوش وجهان لعملة واحدة
- بين الكرامة والسفاهة رد على صحيفة النهار اللبنانية
- معذرة سيدنا اجراس بكركي لن تقرع
- اعاصير دمشق4 الانقلاب الثالث نهاية الحناوي واستلام الشيشكلي
- العائلة التي دمرت لبنان
- اعاصير دمشق 3 بوادر الانقلاب الثالث
- اعاصير دمشق-انفلابات سوريا- 2-مقتل الزعيم والبرازي
- اعاصير دمشق قصة الانقلابات السورية بقلم شاهد عيان 1


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - المعارضة شرف