|
سياسة (شلون ما كان )
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 08:56
المحور:
كتابات ساخرة
بين رئيس لبناني شلون ما كان ودولة فلسطينية مؤقتة شلون ما كان تمضي هذه الأمة .
وفيما يبدو ، أن هذا الشعار (شلون ما كان ) أصبح شعار الأمة العربية جمعاء ، والذي وضعه الغرب لها لكي تتبناه في هذه المرحلة ، المرحلة التي تسبق الانهيار الكامل ومشاريع التقسيم القادمة والخرائط الجديدة وسايكس- بيكو ساركو -بوش . من يلعب بهذه الأمة ، كما يلعبون بالكرة ، مرة يقذفها الى الهدف ، ومرة الى خط التماس ، ومرات كثيرة الى الجمهور ، المتفرج ، والذي عليه فقط أن يتأوه ويُصفق لكل ما يأتي مع الريح الغربية . عندما تحدث نائب الرئيس السوري ، عن الدور المشلول للسياسة السعودية في هذه الفترة ، لم يكن ، في طريقه لإتهام أحد ، بل للتعبير عن مدى الإحباط العربي الذي وصلنا اليه . وبعد ثماني أيام ، تماما ، فطن السعوديون الى تلك الجملة ، أو أن هناك من جعلهم يفطنون ، لتنطلق بعدها أبواق الدعاية والإعلام المملوكة من قبل السعودية في لبنان وغيرها من الدول ، لتهاجم الشرع وما يمثل وسياسته ، شلون ما كان وتتهم سوريا ، بإثارة القلاقل والشغب ، علما أن عدد المقاتلين السعوديين الإرهابيين في لبنان تجاوز المئات !.
يُخطئ كل من يظن أن أمريكا ، لم تنجح في تمزيق هذه الأمة شر تمزيق ، وتحويلها الى أمة شلون ما كان . ومن يراجع كل الخطوات منذ اغتيال الحريري الى الآن ، يتعرف الى نوعية وحجم الفيروس القاتل الذي تم زرعه في جسد هذه الأمة ، والذي ، لا شفاء له ، ولا ترياق ،والحل الوحيد هو في تدميره مع الأمة ، والبدايات ، بدايات التدمير ، بدأت في العراق ، وفلسطين ، وقريبا تنتقل الى لبنان . الشرق المجرثم الجديد ، والذي يحمل فيروس دماره في داخله .
في سوريا ، تم استقبال العراقيين شلون ما كان ، وايواءهم وين ما كان ، وبأعداد قد ما كان . ودون أي دراسة أو تخطيط . وأصبح مستقبل الشعب السوري والعراقي في سوريا شلون ما كان . ضاعت فرص العمل ، وضاعت فرص بناء الأسرة ، وضاعت فرص الاستقرار والأمن . وضاع شبابنا ، وبدأ الغلاء الفاحش ، يأكل ما تبقى من كرامة المواطن السوري ، عبر مافيات لا تعرف الا المال . استثمارت خلبية ، ومشاريع وهمية ، وحياة شلون ما كان . ومسقبل شلون ما كان . في وسط كل صعوبات الحياة ، في وسط ضائقة مالية واقتصادية شديدة ، في وسط جمود وبطالة ، في وسط كل هذه النعم ، يطل شبح رفع الدعم ، والغلاء المفترس القادم ، ولا نسمع من مجلس شعبنا والذي تم انتخابه شلون ما كان ، كلمة ، اعتراض واحدة على ما سيحصل . رفع الدعم ، سيوفر على الخزينة . وهل نريد نحن أن نوفر على الخزينة ، أم نريد ، أن نعيش بكرامتنا ، وبأدنى مستوى مطلوب للحياة المستورة .
لماذا على المواطن السوري الشريف ، أن يعمل أكثر من 18 ساعة في اليوم ، حتى يستطيع أن يؤمن حياة شلون ما كان ، وطعام كيف ما كان . بينما يستطيع غيره ، وأيضا من أبناء سوريا ، أن يكسب بالدقيقة آلاف وملايين الليرات . وكيف يغيب كل ذلك على مجلس شلون ما كان ، وكيف لا يجدون ، مصادر أخرى من أجل رفع الوفر في الخزينة ؟ . لماذا استطاع العراقيون بما يحملون من أموال تحريك عجلتهم الاقتصادية وتجميد عجلة المواطن السوري . ونحن نعلم أن البنك المركزي ـ يتضخم بالأموال التي لا تجد مشاريع حقيقية لها ؟ ولماذا علينا استقدام الشركات الغربية والعربية من اجل ادارة واستثمار منشآتنا ، ولدى المسؤولين من الأموال الفائضة ، ما يستطيعون بها ادارة عجلة الاقتصاد السوري ، فيما لو فكروا بقليل من الوطنية .
رحمة أيها السادة ، وفبل أن تبدأووا برفع الدعم ، رحمة بالشعب المسكين ، والذي أصبح يترنح شلون ما كان ، ويوافق على كل شي ما كان ، ولا يعترض ، ولا يتذمر ، ولا يستاء . ما أشبه الشعب اليوم ، بالغنمة التي يسوقونها الى الذبح ، يسير مطمئنا مسرورا ، ولا ، يُصدر حتى صوت استنكار ، حول مشروع رفع الدعم ، وكأنه ينتظر الساطور بفارغ الصبر ، ليقطع رقبته . وهل أصبح الشعب السوري ، ((شعب مداجن ))، علما ان بيضة المداجن رخيصة الثمن ؟
حياة شلون ما كان أفضل منها هجرة لوين ما كان . نرفض رفع الدعم ؟ نرفض توفير وفر للخزينة ؟ نريد التوزيع العادل للثروة الوطنية ؟ أفيقوا قبل الذبح .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء (حوار متمدن) مع رئيس الوزراء العراقي نوري
-
ما للقحطانية عوجلت في صباها دعاها الى اردى داعيان : العرب وا
...
-
حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
-
الصراع الطبقي في سوريا 3 مسؤولية الدين ؟
-
مهلاً ماغي
-
الصراع الطبقي في سوريا 2 دور السلطة
-
الصراع الطبقي في سوريا ، ومسؤولية السلطة والدين .
-
تفاقم التواجد العراقي في سوريا والحلول المقترحة
-
c est trop يا وطن
-
كل الحكاية عيون بهية
-
الشاحنات السورية وتهريب الأسلحة action
-
ابن لادن وجورج بوش وجهان لعملة واحدة
-
بين الكرامة والسفاهة رد على صحيفة النهار اللبنانية
-
معذرة سيدنا اجراس بكركي لن تقرع
-
اعاصير دمشق4 الانقلاب الثالث نهاية الحناوي واستلام الشيشكلي
-
العائلة التي دمرت لبنان
-
اعاصير دمشق 3 بوادر الانقلاب الثالث
-
اعاصير دمشق-انفلابات سوريا- 2-مقتل الزعيم والبرازي
-
اعاصير دمشق قصة الانقلابات السورية بقلم شاهد عيان 1
-
انفختت الطبلة وتفرق العشاق
المزيد.....
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان
...
-
الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل
...
-
فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل
...
-
-سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال
...
-
مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م
...
-
NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
-
لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
-
فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر
...
-
هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|