|
معاناة مواطن سوري
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 04:01
المحور:
كتابات ساخرة
مقدمة : نناشد أي وزير جديد سيستلم وزارة الاتصالات ، أن يقرأ ، ويسمع ، ويتأمل ، في معاناة المواطن السوري ، الذي يدفع ، ماله ووقته من أجل لحظات مضنية . تجلب له الألم والقلق والجلطة . بعد يوم من العمل المضني وصل المواطن مضروب على قلبه الى منزله ، جلس وراء جهاز الكمبيوتر ، ليحصل على اجوبة على ميلات ارسلها ، أو ليتابع بعض المواقع والأخبار . يفتح جهازه وينتظر الخطأ رقم (680) وهو ما اعتاد على متابعته في بداية الاستعمال ، وحتى يظهر هذا الخطأ ، يدخل المواطن السوري ، كي يأخذ حمام ساخن ، اذا كان لديه حمام ، أولاً ، ولديه ماء ثانياً . يخرج بعد نصف ساعة ، حيث يكون الخطأ (680) قد لا حت تباشيره ، وهو يعني ، أن لا اتصال مع المودم ، أو أن الجهاز لا يوجد فيه مودم . وكالعادة لا أحد يُصدق مؤسسة الاتصالات فكيف بنشرة الأخطاء التي تُصدرها . وحتى يظهر الخطأ رقم (676) ، يطلب المواطن السوري من زوجته أن تُحضر له العشاء ، ويتناول عشاءه ، قبل أن يظهر الخطأ (676) والذي يعني حسب قاموس مؤسسة الاتصالات المليء بالأخطاء والعنات ، أن الخط مشغول . وقبل أن يظهر الخطأ رقم (718) والذي يعني أن باستطاعة المواطن السوري ، إداء واجباته الزوجية. يظهر الخطأ رقم (718) وهو آخر الأخطاء التي تظهر في جهاز الكمبيوتر ، وهو يعني في قاموس مؤسسة الاتصالات ، أن هناك خطأ في كلمة السر . ينتهي المواطن السوري ، من إداء واجباته الزوجية ، وتنام زوجته ، ويُطفئ أنوار البيت ، ويستعد ، لمتابعة اعجوبة الاتصالات السورية ، يفتح الخط ، يُسر المواطن السوري ؛ والمواطن السوري عاطفي ، وقبله أبيض ، ولكن ليس أهبل كما يظنونه ، ويعاملونه . فقط هو طيب القلب ينسى بسرعة . فقد نسي أيام قطع الكهرباء ، ونسي الغلاء الفاحش ، حتى أنه نسي أن يأكل في ظل كل هذا الغلاء . ونسي أنه كان ابن لطبقة متوسطة ، فأصبح ابن لطبقة فقيرة . ولكن يبدو أن للنسيان حدود ؟! ونرجوا من الوزير الجديد لمؤسسة الاتصالات أن لا ينسى كل هذه المعاناة التي تعرض لها المواطن الطيب القلب . نعود الى تلك اللحظة التاريخية والتي فتح فيها الكمبيوتر ودخل المواطن الطيب القلب الى عكا . يبدأ المواطن باستعراض رسائله ، ومن شدة السرعة ، يصل الى وقت يسمع فيه آذان الفجر ، ويبدأ النعاس يدب في مفاصله ، ولكن الفرحة ، تجعله يستمر .فأن تُحصل خط مفتوح في مؤسسة الاتصالات السورية ، نصر لا يعادله فرحة المواطنين السوريين بقرب رفع الدعم ، والذي بدأت تباشيره المباركة اليوم صباحا . ما علينا ، يبدأ بالدخول الى المواقع : هذا محجوب ، وذاك محجوب ، طيب هذا محجوب ، طيب ذاك محجوب . وتبدأ فورة الغضب ، وتبدأ الشتائم ، وتستيقظ الزوجة والأولاد والجيران ، والذين تعودوا على سماع صوت المواطن الطيب القلب في الفجر وهو يشتم المؤسسة والوزير والساعة التي اشترى فيها هذا الصندوق . لا توجد خسارة لا يكون الشعب الخاسر مسؤولا عنها ! ولا يوجد في مزبلة التاريخ أبرياء . لأنك عندما تكون غير كفؤ ، وتستلم المسؤولية فهذه خطيئة من وجهة نظر التاريخ ، وأن تكون غير مؤهل وفاشل في التاريخ هو عمل لا أخلاقي . يقول مثل ميداني : سلاح الحكماء الكلمة وسلاح الأغبياء الحجب والعصي . الاختلافات الحقيقية بين المواطنين السوريين ، ومؤسسة الاتصالات ليست في الغايات ، وإنما في الوسائل . ولذلك لا تسألوا كثيرا عن الغايات ، لأن الغايات المعلنة ستكون دوماً رفيعة وحسنة ، اسألوا عن الوسائل ، أو تأملوا بها ، فهذا لا يخدع أبداَ . معانات مواطن اسمه مضروب .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما تتحول النزوة الى قانون في سوريا
-
لماذا الفكر المسيحي؟ الأصولية السورية المتمثلة في بعض القياد
...
-
نشودة حجب المواقع السورية على يد أبو حجاب للشاعر العربي احمد
...
-
أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل
-
في انتظار غودو (رفعت الأسد ) .
-
معرم بالطقم الطلياني فوق الشروال العثماني : لُحى العلمانية ف
...
-
سوريا على خطى مصر في التضييق على المسيحيين
-
السيدة فلافل وحكومة العطري
-
منظمات حقوق الإنسان في سوريا، دفاع عن قضيتين احداهما باطلة .
-
طبخة كبسة بلا أرز
-
بماذا كافأ مجلس الشعب السوري ناخبيه ؟
-
سوريا في زيارة طبيب نفسي
-
المعارضة شرف
-
سياسة (شلون ما كان )
-
لقاء (حوار متمدن) مع رئيس الوزراء العراقي نوري
-
ما للقحطانية عوجلت في صباها دعاها الى اردى داعيان : العرب وا
...
-
حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
-
الصراع الطبقي في سوريا 3 مسؤولية الدين ؟
-
مهلاً ماغي
-
الصراع الطبقي في سوريا 2 دور السلطة
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|