أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - في العام الستين للنكبة ليرتفع صوت اللاجئين عالياً















المزيد.....

في العام الستين للنكبة ليرتفع صوت اللاجئين عالياً


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 11:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


تحل مع العام الجديد الذكرى الستون لنكبة الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه، وشطب كيانيته السياسية، وزرع دولة إسرائيل بدلاً من فلسطين في قلب الخارطة العربية وخارطة الشرق الأوسط.
ويحمل هذا العام في ثناياه العديد من المعاني والخلاصات من أهمها:
*أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي القضية الوحيدة المتبقية من نتائج الحرب العالمية الثانية والتي لم تجد طريقها إلى الحل بعد، بسبب من تعنت الحكومات الإسرائيلية، مدعومة من الولايات المتحدة، ورفضها الاعتراف للاجئين بحقهم في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها. ويشكل هذا الأمر إدانة للمجتمع الدولي الذي لم يبذل الجهود الكافية لوضع قراره 194 موضع التنفيذ عبر الضغط على إسرائيل.
*رغم مرور ستين عاماً على ولادة قضية اللاجئين، فإنها ما زالت تعيش حية في الأذهان والمشاعر والقلوب، وفي البرامج السياسية للفصائل المختلفة وفي نضالات الشعب الفلسطيني، دون أن نتجاهل سياسات المفاوض الفلسطيني الذي لا يتوقف عن التلويح بورقة اللاجئين، وحقهم في العودة، واستعداه للتنازل عنها (جزئياً أو كلياً) نزولاً عند الضغوط الإسرائيلية والأميركية ومع ذلك يمكن القول إن الموقف الفلسطيني الأقوى والطاغي، هو الذي ما زال متمسكاً بحق العودة ويرفض كل المشاريع والسيناريوهات التي تمس هذا الحق وتضعفه.
*رغم مرور ستين عاماً على ولادة قضية اللاجئين، فالملاحظ أن حركتهم في الدفاع عن حقهم في العودة تزداد نهوضاً في أماكن تواجدهم كافة، وهي تأخذ أشكالاً مختلفة تصب كلها في تعزيز الموقف الوطني المتمسك بحق العودة والرافض لكل الحلول البديلة.
إن حركة اللاجئين في اتساعها، وفي انخراط القوى السياسية كافة في صفوفها، تعيد التأكيد على أنها حركة توحيدية، جاذبة لكل فئات الشعب الفلسطيني دون استثناء، ديمقراطية، وحيوية، وتشكل عنصراً رئيسياً من عناصر الحركة الوطنية الفلسطينية، وعاملاً من عوامل إغنائها.
هذه العلامات الإيجابية لا تلغي حقيقة أن قضية اللاجئين وحق العودة معرضة لخطر داهم في أية عملية تفاوضية تتناول قضايا الحل الدائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن السياسات التنازلية للمفاوض الفلسطيني أفسحت في المجال أمام عدد من الأطراف العربية لتتحلل من واجباتها القومية نحو هذه القضية، كما أفسحت في المجال للعديد من دول الغرب، للتنصل من واجباتها الإنسانية، والتزامها تطبيق القرار 194، وبما يصون حق العودة. وهو ما يعني أن ثمة مهاماً كبرى تنصب أمام حركة اللاجئين ولجان الدفاع عن حق العودة لصون هذا الحق، ورفض الحلول البديلة عنه. ومما لا شك فيه أن العام الستين للنكبة (بما يرمز إليه من مرور ستة عقود على هذا الحدث الذي أعاد رسم خارطة المنطقة وتركيبتها السياسية والجغرافية) يشكل ميداناً زمنياً فسيحاً لإعادة تظهير قضية اللاجئين وحق العودة، وتسليط الضوء عليها أكثر فأكثر، وتوفير المزيد من عوامل استنهاض حركة اللاجئين، وكسب أصدقاء جدد لها على الصعيد العالمي، ومحاصرة المفاوض الفلسطيني، والضغط عليه، ليتراجع عن سياسته التنازلية، لصالح التمسك بحق العودة، كما أكدت عليه المؤسسات التشريعية الفلسطينية، والوثائق الوطنية، كان آخرها وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) التي توحد حولها المجتمع الفلسطيني بكل قواه السياسية وفعالياته المدنية ومنظماته الأهلية دون استثناء في الداخل والخارج على السواء، في 27/6/2006 وأصبحت عنواناً للوحدة الوطنية الفلسطينية وأساساً متيناً لها.
*كذلك يشكل العام الستون للنكبة، وما سوف يتخلله من أنشطة وفعاليات فرصة لتسليط الضوء أكثر فأكثر على الأوضاع الاجتماعية لمخيمات اللاجئين، في ظل تراجع دائم في خدمات وكالة الغوث، وغياب دور دائرة شؤون اللاجئين في م.ت.ف. وتحلل بعض الدول المضيفة من واجباتها إزاء هذه المخيمات، وفي هذا السياق تبرز قضية مخيم نهر البارد في لبنان كواحدة من القضايا الكبرى التي تطال، ليس المخيم وحده ونسيجه الاجتماعي، ومستقبله ومستقبل سكان النازحين، بل وكذلك مجمل الحالة الشعبية الفلسطينية في لبنان. كما تبرز قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق وعلى الحدود باعتبار صوراً من الحالة المأساوية للجوء وضرورة معالجة هذه الأوضاع.
ولعلها مصادفة أن تتزامن الذكرى الستون للنكبة مع استئناف العملية التفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وقد استبقها رئيس الحكومة الإسرائيلية أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني بدعوات مكشوفة لشطب حق العودة كشرط إسرائيلي لا تراجع عنه لتسوية باقي قضايا الحل الدائم. وبالتالي فإن العام الستين للنكبة من شأنه أن يشكل فرصة غنية لعموم مكونات حركة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق العالم كافة لرفع الصوت الواحد في تحذير المفاوض الفلسطيني من خطورة الإقدام على العبث بحق العودة، والتلاعب به، والاستخفاف بمشاعر اللاجئين ومصالحهم ومواقفهم لذلك نفترض أن تشكل حركة اللاجئين بكل مكوناتها رقيباً صارماً على حركة المفاوض الفلسطيني، تدعمه أن هو تمسك بحق العودة على الديار والممتلكات التي هجروا منها اللاجئين منذ العام 1948، وتنذره، وتضغط عليه أن هو حاول الخروج عن هذا الخط وصولاً إلى ما يفترض أنه قادر على ردع كل من يحاول أن يمس هذا الحق، وأن يعرضه لخطر الشطب من لائحة الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ومن لائحة الأهداف الوطنية الواجب النضال لأجل تحقيقها، عاجلاً أم أجلاً.
كما نرى من جانب آخر أن العام الستين للنكبة فرصة غنية لفتح ملفات وكالة الغوث (الأونروا) وملفات الجهات المانحة التي توفر لها التمويل المطلوب. فدائماً تتذرع الوكالة بنقص التمويل، للتخلف عن أداء مهماتها نحو ملايين اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات وخارجها. وقد أكدت تجربة مؤتمر باريس الأخير أن الأزمة المالية في وكالة الغوث لا تتمثل في قدرة المجتمع الدولي على توفير الأموال اللازمة لتغطية نفقات الوكالة، وبما يمكنها من تقديم خدمات تستجيب للحاجة الحقيقية للاجئين، خاصة من هم في الضفة الفلسطينية، وقطاع غزة وفي ضيافةة الدول العربية المجاورة لفلسطين. إن الدول المانحة، والتي أكدت أن بمقدورها توفير ما يزيد على سبعة مليارات دولار للسلطة الفلسطينية لبناء الأجهزة الضرورية لقيام الدولة المستقلة، قادرة بالضرورة على توفير بضعة عشرات من الملايين لحل الأزمة المالية للأونروا، ورفع مستوى خدماتها إلى اللاجئين، إذن، أن أزمة المال في الأونروا هي سياسية أولاً وأخراً، ولا تتعلق بوفرة السيولة وبالقدرة الاقتصادية لدى الدول والجهات المانحة، وتفترض أن العام الستين للنكبة سيكون عاماً للنضال لأجل الضغط على الوكالة لتطوير خدماتها وتحسينها.
كذلك تنتصب في مقدمة المهام المطروحة على حركة اللاجئين، قضية مخيم نهر البارد المنكوب، والذي استعاد أهله الصور الأولى للهجرة حين اضطروا إلى الفرار من مخيمهم تحت وطأة القصف الذي تعرض له، وفي المعارك بين عصابات العبسي وقوى الجيش اللبناني ونفترض أن هذه القضية لا تخص سكان المخيم وحدهم، أو اللاجئين في لبنان وحدهم، بل تخص عموم حركة اللاجئين في أنحاء العالم، لذلك نتصور أن تلقى قضية مخيم نهر البارد اهتماماَ مميزاً من قبل حركة اللاجئين بمكوناتها المختلفة، وبحيث ينظم اللاجئون أسابيع خاصة بنهر البارد، تخلص إلى توفير المساعدات الضرورية لإغاثة النازحين من أبنائه، والمساهمة في صندوق إعادة إعمار المخيم، مدركين مسبقاًَ أن إعادة أعمار هذا المخيم سيشكل ضمانة لنا في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأن التقاعس في إعادة بنائه سيشكل خطراً على الوجود الشعبي الفلسطيني في لبنان برمته.
ونعتقد أن العام الستين للنكبة سيشكل في حد ذاته فرصة، عبر الأنشطة والتحركات المختلفة التي سوف تتخلله، للتقريب بين وجهات نظر المكونات المختلفة لحركة اللاجئين. إذ لا بد من الاعتراف أن ثمة نقاشاً لا يتوقف في صفوف هذه المكونات، يدخل في معظمه في الوقت الراهن في باب النقاش النظري، لكن الوقائع تؤكد، في نهاية المطاف، أن الخطر الذي يحيق بقضية اللاجئين وبحق العودة من شأنه أن يدفع بهذه الخلافات والنقاشات إلى الوراء،وأن يدفع إلى الأمام بالحاجة الضرورية إلى توحيد جهود اللاجئين في مواجهة الاستحقاقات والتحديات التي تنتصب أمامهم، بدءاً من التصدي لمشاريع التوطين والتأهيل والتهجير المطروحة إلى طاولة المفاوضات، مروراً بخدمات الوكالة، وصولاً إلى الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين في الدول العربية المضيفة، خاصة في لبنان، وفي العراق، انتهاء بمأساة مخيم نهر البارد.
لذلك نضم صوتنا إلى الأصوات الداعية إلى تحييد حركة اللاجئين وإعفاءها من استحقاقات الاستقطابات الفصائلية والتنظيمية الضيقة، والحرص على الدوام، على تظهيرها حركة توحيدية. توحد صفوف المهجرين في مناطق 48 مع صفوف اللاجئين في مناطق اللجوء والمهاجر والشتات. توحد صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية حول حق العودة، حقاًَ مقدساً وتوحد صفوف الحالة العربية، والإنسانية حول هذا الحق، باعتباره حقاً وطنياً، قومياً، سياسياً، إنسانياً، وقانونياً.
لتتضافر كل الجهود لتجعل من العام الستين للنكبة عاماً للاجئين الفلسطينيين، يحققون خلاله انتصارات ومكاسب تقربهم من ساعة العودة.



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات أولية على «إعلان عباس زكي»
- لماذا شاركت الجبهة الديمقراطية في الحكومة الحالية بعد أن رفض ...
- أي في مشروع سيفيتاس
- نحن وبوش.. ومعاداة السامية
- بين الخطابين..
- مرة أخرى.. رسالة بوش إلى قريع
- الأفراد.. والحقوق
- لهذا غضبوا من بوش..
- حماس بعد رحيل الشيخ ياسين
- من بغداد.. إلى رام اللـه وغزة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - في العام الستين للنكبة ليرتفع صوت اللاجئين عالياً