أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - حماس بعد رحيل الشيخ ياسين















المزيد.....

حماس بعد رحيل الشيخ ياسين


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 10:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان يفترض أن يكون يوم 10/4/2004 موعداً لجولة ثانية من الحوار بين الفصائل الفلسطينية في غزة. إذ كانت الفصائل قد اجتمعت في جولة أولى يوم السبت الذي سبقه (3/4/2004)، وتوقفت أمام ضرورات تحقيق خطوات عملية على طريق إعادة بناء الوحدة الوطنية. وقدمت فصائل م.ت.ف، في هذا السياق، ورقة آب (أغسطس)، وورقة رام اللـه (مشروع عددها الماضي). وكان يفترض أن يتلقى الاجتماع ملاحظات حركة حماس كمشروع لبرنامج العمل الوطني الفلسطيني. ممثل حماس سعيد صيام اعتذر عن تقديم ملاحظات حركته، معيداً ذلك إلى أن قيادة حماس لم تبلور ملاحظاتها بعد «بسبب انتشارها في الداخل والخارج» وبسبب «الأوضاع التي نعيشها بعد رحيل الشهيد الشيخ أحمد ياسين». ووعد أن يكون الاجتماع اللاحق (أي في 10/4/2004) موعداً لتقديم الملاحظات وتقديم ورقتها الخاصة بالوحدة الوطنية، والتي أعلن أن حماس قد أنجزتها لعرضها على القوى الفلسطينية. وفي السياق، اقترح صيام أن يتناول النقاش «مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة» دون الغوص في مناقشة بـرنامج عام وشامل للعمل الوطني. لكن الرأي استقر عند ضرورة التوصل لمثل هكذا بـرنامج «فالانسحاب من غزة حدث لا يمكن معالجته بمعزل عن امتلاك بـرنامج وطني شامل في مواجهة الاحتلال واستحقاقات المرحلة القادمة».
في الاجتماع المرتقب اعتذرت حماس عن تقديم ملاحظاتها وعرض بـرنامجها، ورأت أن «الظروف غير متوفرة» لعرض هذا البـرنامج. ولأن كرة الحوار بقيت في ملعب حماس، ولأن حماس تمسكت بموقفها (أي تجميد الوضع على ما هو عليه) ارتأت الفصائل الفلسطينية رفع الاجتماع وتعليق الحوار حتى أشعار آخر، إلى أن تستجيب حماس لضرورات الحوار، وتقدم وجهة نظرها السياسية الشاملة.
السؤال: لماذا أحجمت حركة حماس عن التقدم إلى الأمام، فرفضت إبداء ملاحظاتها على ورقة رام اللـه، كما رفضت الكشف عن ورقتها لتوحيد الحالة الفلسطينية ورسم آليات المشاركة في القرار الوطني الفلسطيني وترتيب الوضع الفلسطيني في مواجهة استحقاقات المرحلة القادمة؟
وكيف يمكن للمراقب السياسي أن يقرأ حركة حماس بعد استشهاد الشيخ ياسين، وحلول الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بدلاً منه في قيادة قطاع غزة؟ يعزز مثل هذه التساؤلات أن حماس لم تنفذـ حتى الآن ـ ما تعهدت به من رد عسكري ثأراً لاغتيال الشيخ ياسين؛ وأنها في الوقت نفسه ترفع شعار «شركاء في القرار، شركاء في الدم». كما كانت طالبت الرئيس عرفات بإشراكها في الوفد الفلسطيني إلى القمة العربية في تونس. وهذه كلها إشارات سياسية تحمل في طياتها تفسيرات متناقضة. فكيف نقرأ هذه التفسيرات، وكيف نقرأ هذه التناقضات؟
بتقديرنا أن حركة حماس، في قطاع غزة، تعيش مرحلة شديدة الحساسية، بفعل افتقارها لرأسها القيادي التاريخي، الشيخ أحمد ياسين، وانتقال المسؤولية إلى الدكتور الرنتيسي.
فالشيخ ياسين، كان يحتل موقعاً استثنائياً في قيادة حماس. فهو إلى جانب مسؤولياته المباشرة عن «الحركة» في القطاع، كان زعيماً روحياً لها وهو مؤسسها التاريخي. وبالتالي، كان «قائدها» الفعلي، بينه وبين باقي قيادات حماس مسافات كبيرة، تميزه عنهم وتعطي لدوره القيادي أبعاداً وطنية (وإسلامية) لا تتوفر لدى أي من قيادات حماس. وبالتالي، لم يكن الشيخ ياسين بحاجة إلى جهد كبير داخل الحركة ليصبح رأيه هو الراجح، وسياسته هي الغالبة؛ في حال أن تعددت الآراء، وتباينت السياسات.
هذه المواصفات لدى الشيخ الراحل، لا تتوفر بزخمها وتأثيرها لدى الرنتيسي. غير أن مثل هذا الرأي، وهذه المقارنة، لا يقللان من أهمية الرنتيسي، بقدر ما يحاولان أن يرسما طبيعة الحدود بين الشخصيتين، علماً أن الرنتيسي نفسه يعترف بهذه الحقيقة. وبالتالي، إذا كان الشيخ ياسين «قائداً تاريخياً» لحماس في غزة، فإن مواصفات القيادة التاريخية «هذه» كما تنطبق على الشيخ ياسين لا تنطبق تماماً على الرنتيسي. وفي هذا السياق يمكن القول إنه إذا كان الشيخ ياسين هو قائد حماس وهو الأول فيها فإن الرنتيسي يمكن وصفه بأنه «الأول بين الأوائل» في حماس، لا يمتاز عنهم سوى أنهم اختاروه بمحض إرادتهم ليكون «مسؤولاً» عن الحركة في قطاع غزة.
إلى ذلك تشير التقديرات إلى أن حركة حماس تعيش ظروفاً سياسية «غير مناسبة» تحتاج معها إلى فترة ليست بالقصيرة لتسترد أنفاسها.
* فهناك أولاً إعادة ترتيب أوضاعها الداخلية في القطاع، خاصة الهيئة القيادية الأولى فيه بعد أن تولى مسؤوليتها الدكتور الرنتيسي. والفهم الجدلي لمسألة «إعادة الترتيب» هذه يتجاوز مسألة تسمية الأفراد وتحديد الصلاحيات، ورسم المهمات، إلى رسم حدود «نفوذ» كل طرف من أطراف القيادة الجديدة لملء الفراغ الذي خلفه وراءه الشيخ ياسين. نرى أن هذه القضية تعتبـر من القضايا الجوهرية داخل قيادة حماس الجديدة، لأنها سوف ترسم طبيعة العلاقات اليومية بين أطراف القيادة، وآليات اتخاذ القرار، ومدى صلاحيات المسؤول الأول في اتخاذ القرار منفرداً، وما هو مدى القيد الذي سوف ترسمه آليات القيادة الجماعية، وما هو مدى الهامش الذي سوف تفرده آليات الصلاحيات الفردية. ولا نتوقع أن يستقر الوضع داخل الإطار القيادي الأول في الحركة دون أن يمر بمنعرجات ومعطيات، ودون أن يزيل من أمامه ما سوف يصادفه من عقبات.
* تقف حركة حماس عند لحظة سياسية بالغة التعقيد. فإلى جانب إعادة ترتيب أوضاعها الداخلية بعد غياب الشيخ ياسين، ترى نفسها عند استحقاق سياسي ما زال يحتاج إلى متابعة وتدقيق، يتمثل في مشروع شارون للانسحاب من القطاع. وتشمل المتابعة انتظار تبلور مشروع الانسحاب ومداه، ومعرفة فيما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيبقى في مواقع معينة في القطاع، وما هي هذه المواقع، وما هو مصير المستوطنات، وكيف سيكون عليه وضعها بعد اخلائها أن وضوح كل هذه الصور رهن بزيارة شارون، رئيس حكومة إسرائيل إلى واشنطن، وبالاستفتاء الذي يجريه حزب الليكود داخلياً حول مشروع شارون، والاستفتاء الذي يمكن أن تجريه حكومة شارون في الشارع الإسرائيلي.
كما تترقب حماس تطور الوضع داخل حكومة شارون، ومدى تماسكها في حال وجد مشروعه للانسحاب من غزة تأييداً ليكودياً وسياسياً في إسرائيل. وهل ستسقط لصالح حكومة «وحدة صهيونية » جناحاها الليكود والعمل؟. كل هذه الأسئلة تطرحها حماس على نفسها، وتحاول أن تجد لها أجوبة وردوداً واضحة تساعدها على رسم قرارها السياسي، وبالتالي بلورة وجهة نظرها إزاء الاستحقاق القادم.
لقد رفعت حماس شعار «شركاء في القرار شركاء في الدم». وهي ما زالت تدرس تداعياته وتبلور آليات تطبيقه. و ليس خافياً أن شعار حماس حول الشراكة أحدث في قواعد الحركة، وعند مؤيديها «صدمة» سياسية، لأنه جاء بمثابة انعطافة حادة في خطاب حماس السياسي، التي كانت تصر على الدوام على رسم مسافة بينها وبين السلطة الفلسطينية، وتؤكد رفضها المشاركة في السلطة «لارتباطها بأوسلو» أو في م. ت. ف. (إلا بعد إعادة ترتيب المنظمة بما يعطي حماس حصة تناسب حجمها ـ كما يقول الناطقون باسمها.)
فما هو المقصود بالشراكة التي تنادي بها حماس؟ هل تقتصر على المشاركة في الوفود السياسية على غرار طلبها المشاركة في وفد م. ت. ف. إلى مؤتمر القمة؟ في محاولة لاستقراء موقف حماس نلاحظ أن الحركة لا تطرح «المشاركة» بما هي تعيين وزير لها في الحكومة، أو ممثل في اللجنة التنفيذية. إذ يقول مسؤولو حماس إن مثل هذه الإجراءات لا تتضمن «الشراكة». فالشراكة عند حماس هي الدخول مع الرئيس عرفات في صفقات «ثنائية». وينقل على لسان الشيخ سعيد صيام قوله «إن المشاركة لا تكون في أن يكون لنا مندوب في لجنة المتابعة العليا بل أن نكون شركاء لعرفات في قراره السياسي». ولا تخفي حماس أن ميدان الشراكة، كما تريده، هو قطاع غزة، حيث لها نفوذ «وبالتالي هي تريد شراكة» تتناسب ونسب الاستطلاع حول نفوذها في الشارع، أو نسب نفوذها في المؤسسات النقابية في القطاع،. نرى أن حماس تطمح في تكريس هذه القاعدة (نفوذ حماس في القطاع أساسي لحصتها في القرار) لتطبق لاحقاً على الضفة الفلسطينية حيث تعترف حماس أن نفوذها فيها بات ضعيفاً بفعل تطورات عديدة. ولكن هل تنطبق حسابات حماس في الحقل مع حساباتها على البيدر؟ وبالتالي هل يقبل عرفات بتفسير حماس لمبدأ «الشراكة» وشعارها؟ نرى أن هذه هي القضية التي تشغل بال حماس.
كما نرى أن «معركة» حماس السياسية هذه تحتاج منها إلى تجميع أوراق القوة بيدها. والورقة الأقوى بيد حماس، كما يعرف الجميع، هي عملياتها التفجيرية في مناطق الـ 48. ولا يخفي على أحد أن الرأي العام الفلسطيني، وعلى ضوء تصريحات مسؤولي حماس بعد اغتيال الشيخ ياسين، توقع أن تتوالى العلميات التفجيرية داخل إسرائيل. لكن الملاحظ أن الردود اقتصرت على عمليات قصف محدودة على المستوطنات شمال القطاع، وعلى عملية بحرية استشهد فيها اثنان من مقاتلي حماس، وعلى عملية مشتركة مع كتائب الأقصى وسرايا القدس ضد مستوطنة نتساريم. بينما غابت العمليات التفجيرية. اننا ممن يرون أن حماس تقف موقفاً حرجاً. فهي إن ردت، تتحسب لردود الفعل الإسرائيلية، وتتخوف في الوقت نفسه أن تخسر التعاطف العالمي الواسع معها استنكاراً لاغتيال الشيخ ياسين. كما تتخوف من رد فعل السلطة الفلسطينية ـ على الأقل في الإطار السياسي ـ وبما يعرقل آليات التفاهم على «المشاركة». وهي، إن لم ترد، باتت مطالبة أمام قواعدها بتفسير لسياستها هذه؟. لذلك، نرى في السياق، أن أوراق قوة حماس، هي نفسها أوراق ضعفها، إلى أن تبلور سياسة واضحة بعيدة عن السياسات الشعاراتية المحضة، استناداً لهذا، نتوقع، أن تتأخر حماس في كشف أوراقها على الملأ. لكننا لا نستبعد أن تكون بصدد إجراء اتصالات جانبية مع الأطراف المختلفة، لتبـرير موقفها ـ من جهة ـ وأملاً بالوصول إلى صفقات ثنائية من جهة أخرى، على غرار الاتصالات بين خالد مشعل وعرفات التي أسفرت عن تسمية موسى أبو مرزوق عضواً في الوفد الفلسطيني إلى القمة العربية.
البعض يقول أن حماس ليست على عجلة من أمرها، وأنها مازالت تعيش حالة انتظارية..
لكننا نسأل، بمرارة ترى هل تتحمل حالة الفوضى السياسية التي يعيشها الوضع الفلسطيني المزيد من الانتظار؟!.

رئيس تحرير مجلة الحرية



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بغداد.. إلى رام اللـه وغزة


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - حماس بعد رحيل الشيخ ياسين