أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتصم حمادة - من بغداد.. إلى رام اللـه وغزة















المزيد.....

من بغداد.. إلى رام اللـه وغزة


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 805 - 2004 / 4 / 15 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رئيس تحرير مجلة " الحرية " الفلسطينية

ما يجري في العراق، وفي فلسطين، درس جديد يقول إن الانتفاضة الشعبية والمقاومة المسلحة هما الطريق الأقصر للخلاص من الاحتلال. ونفترض أن وقائع العمليات في العراق وفي فلسطين كافية للرد على الدعوات بضرورة الابتعاد عن العنف لصالح المفاوضات السلمية وحدها لإظهار الجانب الإنساني من قضايانا. إن الدفاع عن الأوطان والكرامات الوطنية بكل السبل والوسائل هو عمل إنساني من الطراز الأول في الوقت الذي كانت فيه مدن العراق تغرق في الدم، وقوات الاحتلال الأنغلو ـ أميركي ترتكب المجازر بلا حساب، كانت القيادات الفلسطينية في رام اللـه، وفي غزة، تواصل اجتماعاتها للاتفاق على بـرنامج وقيادة موحدين، وعلى صيغة جديدة لاتخاذ القرار بمشاركة الجميع.
وقد يقول قائل، ما العلاقة بين ما يجري في العراق، من قتال، وقتل، وتدمير، ومجازر دموية لم تشهد حتى جولات الغزو الأميركي للعراق مثيلاً لها، وبين جولات حوار سياسي هادئ يدار حول الطاولات وبين الأوراق.
غير أن الحقائق الدامغة تؤكد، بما لا يقبل الشك، أن صلة مصيرية تربط بين كل من رام اللـه وغزة، وبين بغداد والفلوجة والكوفة والنجف والعمارة والرمادي، وباقي المدن العراقية دون استثناء.
فما يجري في العراق ليس شأناً عراقياً داخلياً:
* فاحتلال الولايات المتحدة للعراق، عدا عن كونه يستهدف العراق وطناً، وشعباً، ونظاماً، ودولة، بكل ما في هذا الاستهداف من خطورة على مصير بلد حر ومستقل وذي سيادة، وعلى مستقبله ووجوده، فإنه يستهدف في الوقت نفسه المنطقة بأكملها، ولسنا بحاجة لأن نستعيد ما بات معروفاً من تصريحات أميركية عشية الغزو والاحتلال، أكدت أن احتلال العراق سيشكل البوابة أمام الولايات المتحدة لإعادة صياغة الحالة السياسية في المنطقة بما يكرس مصالح واشنطن، على حساب الدول والشعوب. لذلك إذا كانت القوى السياسية تقف إلى جانب العراق وشعبه في كفاحه من أجل استعادة حريته وسيادته، ووحدته، والخلاص من الاحتلال، فليس ذلك فقط انطلاقاً من واجب قومي أخوي، وإنساني تقدمي، فحسب، بل وكذلك انطلاقاً من حرص هذه القوى على صون مصالح شعوبها التي يتهددها الاحتلال الأميركي للعراق، كما يتهدد شعب العراق نفسه.
* والمعركة الدائرة في العراق الآن، ليست معركة عراقية بحتة، فعلى نتائجها يتوقف بشكل نسبي مصير الاحتلال ومستقبله. ولعلّ أحداً منا لا يتوقع أن تنجح الانتفاضة المتأججة في مدن العراق الآن، في إخراج قوات التحالف غير المقدس من العراق، لكن ما يجري، كما أن صمود العراقيين، وإلحاق الخسائر بصفوف قوات الاحتلال، من شأنه أن يصوغ معادلة سياسته جديدة في العراق، ستكون لها مفاعيلها وتداعياتها على مجمل الحالة العراقية، وعلى مجمل أوضاع قوات الاحتلال. وإن كنا لا نستطيع الآن أن نستقرئ، في خضم العنف الدائر، وضراوة المقاومة، هذه المفاعيل والتداعيات، إلا أننا نبقى على ثقة أن كل خطوة يخطوها شعب العراق في إذاقة قوات الاحتلال مرارة الذل وعلقم الهزيمة في هذه المدينة أو تلك، وفي هذا الشارع أو ذاك، كلما صار مستقبل العراق أكثر إشراقاً، وكلما صار مستقبل الاحتلال أكثر سواداً.
* وما يجري في العراق، درس إضافي، إلى جانب الدرس الفلسطيني، إن الانتفاضة الشعبية، والمقاومة المسلحة، هما الطريق الأقصر للخلاص من الاحتلال. ونفترض أن وقائع العمليات البطولية في العراق، إلى جانب مثيلاتها في فلسطين، كافية للرد على ادعاءات البعض بضرورة الابتعاد عن العنف، والاكتفاء بالمفاوضات السلمية مع العدو لإظهار الجانب الإنساني لقضايانا الوطنية. إن الدفاع عن الأوطان والكرامات الوطنية بكل السبل والوسائل، هو عمل إنساني من الدرجة الأولى، أما الخنوع والاستسلام فنفترض أنه نقيض للروح الإنسانية التواقة على الدوام للحرية والاستقلال والخلاص من أي شكل من أشكال الاستعباد.
وما يجري في فلسطين ليس شأناً فلسطينياً داخلياً:
* فالحالة الفلسطينية هي رأس الحربة العربية في التصدي للمشروع الصهيوني، هذا إذا ما اتفقنا أن المشروع الصهيوني لا يستهدف الحالة الفلسطينية وحدها، بل يستهدف كذلك مجمل الحالة العربية. وبذلك نكون قد أسقطنا من حساباتنا واعتباراتنا تلك الأصوات «العربية» التي انطلقت في اجتماع وزراء الخارجية العرب ـ بعد أن نفضت عن نفسها العباءة العربية لصالح عباءة مجهولة الهوية ـ تدعي أن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي هو شأن فلسطيني بحت ـ ولسان حالها يقول ـ في رسالة اعتماد مفضوحة موجهة إلى واشنطن ـ ألسنا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم. ولماذا نحرم على أنفسنا التطبيع مع إسرائيل بينما الفلسطينيون يلتقون الإسرائيليين ويتحدثون إليهم ولعله غاب عن بال أصحاب هذه الادعاءات «العربية» وأعينهم منظر المقاتلين والشبان الفلسطينيين وهم «يحاورون» الإسرائيليين بالبنادق والحجارة والعبوات الناسفة والدم النازف.
* والصمود الفلسطيني هو ـ بطبيعة الحال ـ صمود للحالة العربية، والانهيار الفلسطيني هو كذلك انهيار للحالة العربية. ومن أولى شروط الصمود الفلسطيني وحدة القبضة الفلسطينية في بـرنامج وقيادة موحدين، وفي حكومة اتحاد وطني. وما يجري في رام اللـه وغزة، هو الطريق الصحيح نحو تقوية القبضة الفلسطينية لتصبح قبضة حديدية في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
* لا يفترق المشروع الإسرائيلي في تفاصيله ومفاصله عن المشروع الأميركي للحالة العربية. ولابد أنه بات معلوماً أن أكثر من 70 شركة إسرائيلية باتت تعمل علناً في العراق في ظل الاحتلال وتحت حمايته، حتى أن كثيرين صاروا يعترفون ـ إلى حد ما ـ أن إسرائيل حققت الجزء الأول من شعارها القائل: «من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل» وكم كنا نهزأ من هذا الشعار، ونعتبـره شكلاً من أشكال العنجهية الصهيونية المستندة إلى خرافات وأساطير دينية.
إلى أن أتت الوقائع لتؤكد أن «الحلم» الإسرائيلي قد يتحقق على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، كما يمكن له أن يتحقق على يد جيش الاحتلال الأميركي. كما كان جزءاً من «الحلم الأميركي في الزمن الماضي يتحقق على يد جيش العدوان الإسرائيلي (حرب حزيران 1967 ـ اجتياح لبنان عام 1982 الخ..).
إذن، كلما تصاعدت المقاومة في العراق، كلما تبدت واضحة تباشير النصر في فلسطين. وكلما تقدمت مسيرة الوحدة الوطنية في فلسطين، كلما تقدمت مسيرة المقاومة العراقية خطوات كبيرة إلى الأمام.
يبقى أخيراً ضرورة القول إن نجاح الحالة الفلسطينية في التوصل إلى الوحدة الوطنية البـرنامجية والتنظيمية، سيوفر لها القدرة على أن تفرض نفسها على الحالة العربية الرسمية، وتفرض عليها أن تستعيد بعضاً من جديتها وتماسكها إزاء القضايا والواجبات القومية.
كما أن تصاعد المقاومة في العراق، وخروجها من الأسر الطائفي الذي حاولوا خنقها فيه، سيفرض على الحالة العربية إعادة النظر بسياسة الاستكانة إلى ما يجري في العراق. عندها يصبح مشروعاً أن يسأل وزراء خارجية العرب أنفسهم. هل يحق لزيباري أن يحتل مقعد العراق تحت قبة جامعة الدول العربية ـ وهل يحق لزعيم عربي أياً كان نفوذه أن «يطور» المبادرة العربية لتقدم للإسرائيليين المزيد من التنازلات من الكيس الفلسطيني؟.#



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتصم حمادة - من بغداد.. إلى رام اللـه وغزة