أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - عراق 2007:رضا نسبي عمّا مضى ..في انتظار ما سيأتي















المزيد.....

عراق 2007:رضا نسبي عمّا مضى ..في انتظار ما سيأتي


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 09:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت أواخر العام الذي مضى أفضل حالا من كل الأعوام التي أعقبت سقوط النظام السابق. فالعراقيون حققوا في الشهور القليلة الماضية إنجازين مهمين.أولهما إدخال الفرحة إلى المنازل بفوز المنتخب الوطني للمرة الأولى بالكأس الآسيوية لكرة القدم في العاصمة الأندونيسية جاكارتا يوم 29 يوليو 2007، ثم إيجاد نوع من الاستقرار في العاصمة بغداد.

لقد أدخل العراقيون الفرح إلى منازلهم، التي عانت كثيرا من الإرهاب بكل أشكاله، حتى المدعوم من قِـبل أجهزة حكومية، حين فازت كتيبة هوار وصحبه من شبان يلعبون وأيديهم على جروحهم، بكأس أمم آسيا، وابتسموا لأول مرة وهم يبكون كعاداتهم.
وأوجد العراقيون كذلك نوعا من الاستقرار الأمني في العاصمة بغداد، ما ترك تداعِـياته المباشرة على عموم المِـلف الأمني في العراق، خصوصا في الطُّـرق الموصلة إلى بغداد من المحافظات الوسطى والجنوبية والغربية.

في الانتصار الكُـروي، وجَّـه العراقيون رسالة قوية إلى كل من يعنيه الأمر، داخل العراق وخارجه، مفادها أنهم يرفضون المحاصصة الطائفية والعِـرقية، عندما اختاروا تشكيلة المنتخب الوطني باعتماد الكفاءة والخبرة، وجاء المنتخب يضم – كما هو العراق – خارطة موحّـدة من شماله إلى جنوبه، وشكَّـل حبّ العراقيين لنجومه وأبطاله، معيارا قويا لحب العراق ووِحدته وسيادته، بعيدا عن العُـنف الطائفي الأعمى، الذي يُـغذيه في الغالب سياسيون ينتمون إلى كتيبة المُـقاولين في العراق الجديد.

وإذ يتعرض هذا الإنجاز الكُـروي إلى هزّات وعَـقبات يضعها المقاولون السياسيون، الذين يبحثون عن أمجادهم فوق جُـثث القتلى من ضحايا السيارات المفخخة والاغتيالات المُـبرمجة وعمليات الخطف، التي تسجَّـل ضدّ مجهول، رغم أنها معلومة المنشأ دائما، فإن الإصرار على تطبيق نظام المُـحاصصة بذرائع واهية، منها "التوافق وإيجاد تحالفات جديدة"، يُـهدد الإنجاز الأهم للعام الذي مضى، وهو الاستقرار النِّـسبي والتقدم الملحوظ في الملف الأمني، خصوصا في محافظات الغرب وبغداد، وعموم ما كانت تُـعرف بالمناطق الساخنة...

التطوّر الأمني في بغداد وبروز مجالس الصَّـحوة في عددٍ مُـهم جدا من المناطق الساخنة، التي كانت مسرحا لعمليات تطهير طائفي، أكَّـد حقيقة مهمَّـة كادت تغِـيب وسط صِـراع المقاولين السياسيين على مراكز السلطة والنفوذ، وهي أن العراقيين قادرون على وأدِ الفِـتنة الطائفية، التي ساهمت شخصيات معروفة في إذكائها دون جدوى، للحصول على مكاسب شخصية أو لتنفيذ أجندة خارجية.

وكان العام الذي مضى، الأكثر ألَـما والأعمق جُـرحا في نِـسبة الجريمة وزيادة أعداد الضحايا الأبرياء، وفي بروز اصطفافات وتحالفات جديدة، تقِـف خلفها قِـوى إقليمية معروفة، وفي ظهور انشقاقات وخلافات داخل الكتل المعروفة، أبرزها في الائتلاف العراقي الموحَّـد وجبهة التوافق .. غير أن ما حصل في الرّمادي من "ثورة" سُـنية ضد تنظيم القاعدة وباقي الجماعات الإسلامية المتطرّفة ترك أصداء قوية على مُـجمل المناطق "السُـنية"، التي كانت مُـلتهبة، وترك بصمة من الاستقرار الأمني "النِّـسبي" على مُـختلف مناطق العراق، ما شجَّـع أيضا على هجرة عكسية إلى الديار.

وبالحديث عن مجالس الصحوة فإنها ممكن أن تتحول إلى مشكلة أمنية وليس حلا للمعضلة الأمنية في المناطق السُـنية، وقد تُـنافَـس الحكومة في قوتها وتتحول إلى ميليشيات من طراز "عشائري"، إذا لم تتَّـفق القِـوى السياسية العراقية على آلية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من مقاتليها، إما من خلال دمجها في الأجهزة الأمنية، وهذا ما ينادي به قادتها، أم عبر احتوائهم ماليا أو عن طريق تعيينهم في أعمال إدارية بعد الانتهاء نهائيا من القاعدة، وهذا الرأي يطالِـب به أنصار حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.

ويرى البعض أن على الحكومة دمج عدد من مقاتلي الصَّـحوة في الأجهزة الأمنية وتعيين البقية في مؤسسات مدنية، لتفادي تِـكرار تجربة دمج عناصر من ميليشيات وأحزاب إسلامية في الأجهزة الأمنية، وما يقال، أن معظم الجرائم وعمليات الاغتيال السياسي في البصرة مثلا، نفذت بواسطة عناصر الشرطة الذين كانوا في الأحزاب الإسلامية.

وعلى صعيد الإنجاز في الملف الأمني، يمكن الإشارة أيضا إلى تسليم القوات البريطانية مسؤولية الاضطلاع بمهام حِـفظ الأمن في البصرة إلى السلطات المحلية، وسط محاولات جدّية يبذُلها الفريق أول ركن موحان الفريجي، قائد العمليات، وقائد الشرطة اللواء عبد الجليل خلف، لإعادة الأمن إلى هذه المدينة الجميلة الفقيرة المهمَّـشة، التي يعيش كل العراق من خيراتها ومن مينائها الوحيد.

وفي هذا السياق، ومع نهاية عام 2007 وتحديدا في شهر نوفمبر، شرع الفريجي في تنفيذ خطَّـة أمنية جديدة للقضاء على الجريمة المنظمة وعمليات الاغتيال، تقوم أساسا على "الترغيب والترهيب"، لحضّ الأحزاب الإسلامية المسيطرة على البصرة، على التعاون من أجل نزع سلاح الميليشيات التابعة لها وضبط عناصر جيش المهدي - الجناح العسكري للتيار الصدري، وتفريغه من تيارات الجريمة، التي تُـنفَّـذ باسمه.

واستفادت القوى السياسية في البصرة من مبادرة مهمَّـة، أطلقها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بتجميد جيش المهدي ستة شهور بعد أحداث دامية شهدتها مدينة كربلاء خلال زيارة النصف من شعبان، لتوسّـع من دائرة مجلس إسناد القانون تمهيدا لنزع سلاح الميليشيات، خصوصا جيش المهدي، الذي يُـصر قادته أنه مجرد كِـيان عقائدي!

غير أن بعض قادة ما يُـسمى "حركة 17/3، التابعة أو المُـوالية لجيش المهدي، قرّرت رفض أي قرار من مُـقتدى الصدر يقضي بتسليم أسلحتهم الثقيلة، التي يتم تهريبها من إيران، في وقت يُـشدد فيه القادة الأمنيون في البصرة على أهمية "إظهار العَـين الحمراء"، عبر القيام بسلسلة عمليات هجومية مُـباغتة، تستهدف مقار ومستودعات أسلحة تابعة لجيش المهدي، على غرار ما حصل يوم 28 ديسمبر الماضي وما أعقبها من مواجهات عنيفة، أثارت بعض الأسئلة الصَّـعبة حول قُـدرة قائد العمليات، الفريق أول موحان الفريجي على الصُّـمود في تنفيذ برنامجه المشفوع باستخدام القوة بوجه المطالبين - من قادة الأحزاب الإسلامية - بتغييره!

عموما، فإن العراقيين يبدُون راضين عن العام الذي مضى، لكنهم يبقون يتساءلون: وماذا عن العام الجديد؟!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرتزقة -بلاك ووتر- !
- أكبر شاه رفسنجاني !؟
- تغيير المالكي!
- العراق وحلول ماقبل المربع الأول !
- -كتيبة هوار- تعيد شيئا من البسمة إلى شفاه العراقيين
- أفراح هوار!
- حكومة ظل ..أمريكية في العراق!
- إنّي أعترض: حزب الدعوة ..العميل والمقاومة ..الوطنية!
- ماذا تبقى لنوري المالكي؟
- ماذا تبقى لحكومة المالكي؟!
- الى البعثيين وأنصارهم: بل الذين كفروا يكذبون!
- مقال أثار غضب البعثيين!
- المأزق السياسي في العراق.. وماذا بعد؟!
- المالكي وايران!
- انقلاب المالكي.. هل ينجح؟
- عندما يبيض الديك في العراق!
- كركوك: أزمة مواطنة أم معضلة وطن؟
- إيران وبريطانيا واستحقاقات أزمة حافة النهر
- أوراق نيسان!
- اصطفافات جديدة أم انقلاب جديد في العراق؟


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - عراق 2007:رضا نسبي عمّا مضى ..في انتظار ما سيأتي