أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - حكومة ظل ..أمريكية في العراق!















المزيد.....

حكومة ظل ..أمريكية في العراق!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 05:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاتخفي المجاملات الأمريكية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، طبيعة موقف الادارة الأمريكية في واشنطن من حكومة أطلق عليها " حكومة وحدة وطنية" وهي تمشي في الواقع على حقول من الألغام، ينثرها في طريق المالكي، أعضاء مشاركون في نفس هذه الحكومة،اضافة الى مسؤولين أمريكيين:عسكريين وسياسيين!.

وبينما يكرر الرئيس الأمريكي جورج بوش دعمه للمالكي،تتحدث معلومات مؤكدة هذه الأيام عن نشاط استثنائي، تقوم به قوى سياسية فاعلة محسوبة على الولايات المتحدة، لتشكيل ماسمتها " حكومة ظل عراقية" تكون جاهزة لاستلام السلطة في حال سقوط حكومة المالكي، أو اسقاطها بأي الطريق الممكنة وهي كثيرة جدا في العراق الجديد.

وتجري هذه القوى اتصالات بشخصيات اختارت أن تكون بعيدة عن المشهد السياسي الراهن في عراق مابعد صدام، لتطلب منها ارسال " سيرة ذاتية" لايصالها الى الأمريكيين الحاكمين الفعليين في العراق الجديد، على نفس المنوال الذي كان متبعا قبل عملية الغزو الأنجلو أمريكي للعراق والذي تم بموجبه اسقاط نظام صدام، والفشل حتى الآن ورغم مرور أكثر من أربع سنوات، في ايجاد نظام بديل قادر على أن يطوي الماضي المترع بالديكتاتورية، وثقافة الحزب والشخص الواحد.

صحيح أن في العراق الجديد دستورا، حكومة منتخبة ومجلس نواب ومؤسسات دولة،الا أن نفوذ المليشيات القوي التابعة لهذه الجهة أو تلك حتى التي تدعي محاربة نفوذ الميليشيات،يجعل من الصعوبة بمكان الاعتراف أن تغييرا ايجابيا تحقق للدولة العراقية منذ سقوط نظام صدام في 9 أبريل من العام 2003.

هذه الصورة تجعل المواطن العراقي المسحوق بهموم كثيرة أهمها فقدان الأمن والخدمات، والوطن الواحد ومفهوم المواطنة،لا يتردد العراقي هذه الأيام في استذكار ما نثره الشاعر معروف الرصافي شعرا عندما قال في زمن رئيس الوزراء "الملكي" نوري السعيد وتحت مظلة الاحتلال البريطاني للعراق في القرن الماضي :

علمٌ ودستورٌ ومجلسُ أُمةٍ كلٌ عنِ المعنى الصحيحِ محرّفُ

أسماءُ ليست لنا سوى ألفاظِها أمّا معانيها فليست تُعرفُ

من يقرأ الدستور يعلمُ أنهُ وفقا لصكِّ الانتدابٍ مصنّفُ

والدستور الذي جرى الاستفتاء عليه من دون دماء! ما يثير موجة من التساؤلات عن تورط معظم الجهات المؤثرة في المشهد العراقي، في كل ما يجري فيه سلبا أو ايجابا،مايزال العراقيون يختلفون حوله,وطبعا العلم العراقي أصبح في خبر كان لأن للأكراد علمهم الخاص بهم، وبقية المحافظات ماتزال ترفع علم العراقي الذي أدخل عليه الرئيس السابق صدام، بعض التعديلات، في ظل نقاش لم يتوقف بعد حول العلم المطلوب ليوحد العراقيين.

مجلس النواب الذي لا يستطيع أن " يفك رجل دجاجة"، يُظهر نفسه من خلال مناقشاته،وكأنه يمارس صراع الديكة! بينما يغيب عنها بشكل دائم نواب "منتخبون"منذ افتتاح الجلسة الأولى العام الماضي، والأكثر مرارة أن مجلس النواب "استجاب" لأمر رئاسي أمريكي بالتخلي عن عطلته الصيفية لصالح ...سن قوانيني تخدم المصلحة العراقية!.

أصوات المعتدلين!

المعارك في جبهة القتال ضد القاعدة وبقية الجماعات المسلحة المناوئة أو " المقاومة" للعهد الجديد بغض النظر عن أهدافها ومن يقف خلف انطلاقها ودعمها، تترافق هذه الأيام مع تحرك ملموس لتشكيل تحالف سني-شيعي-كردي جديد، من بين كتل سياسية، تتدوار السلطة بينها لقطع الطريق كما يبدو أمام تأليف حكومة ظل بدعم مباشر من واشنطن وبعض أذرعها الاقليمية.

التحالف الجديد سمي "أصوات المعتدلين"، وأعلن عن تأسيسيه من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية،والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، اضافة الى الحزب الإسلامي، وترافق أو سبق الاعلان عن هذا التحالف، اطلاق المالكي تصريحات بدت وكأنها تباعد بينه وبين التيار الصدري الذي أوصله للسلطة،في انتخابات الائتلاف العراقي الموحد مقابل مرشح المجلس الأعلى عادل عبد المهدي، بل وفسرت بأنها بداية جاءت متأخرة نوعا ما، لاستجابة المالكي بشكل كامل لمطالب أمريكية محددة حول تصفية جيش المهدي.

ولايمكن للمالكي أن يطلق تصريحاته الحادة بشأن التيار الصدري، الا بعد حسابات دقيقة تشير الى أنه أخذ يطبق ماورد في مذكرة مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفين هادلي والتي دعا فيها المالكي الى الخروج من سلطة اولئك الذين جاءوا به الى الحكم، وقيادة جبهة المعتدلين.

لقد كان واضحا من قراءة مذكرة هادلي الشهيرة ،أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، سعى الى تعزيز مكانة رئيس الوزراء العراقي بعد أن اجتمع به في 30 اكتوبر الماضي، ليكتب مذكرته في 8 نوفمبر، ويرسم للمالكي خطة طريق جديدة للحكم في العراق،تتجاوز النظام الطائفي والعرقي المعمول به حاليا، والذي أخد يحرج كثيرا الرئيس الأمريكي جورج بوش في مقابل تزايد المطالبين في واشنطن بالانسحاب من العراق، وهو خيار صعب قد يدفع بوش الى استبدال المالكي، ومن هنا تسربت الأنباء الخاصة عن تشكيل حكومة ظل، تكون جاهزة للاعلان عنها متى شاء بوش.

ومن يعرف هادلي، يدرك تماما أن مستشار الأمن القومي يعمل جاهدا لانقاذ رئيسه من الفشل الراهن في العراق،وهو يشير أيضا الى بوش مرارا بقوله "نحن لم نفشل في العراق"، و"إننا سنفشل في العراق إذا سحبنا القوات قبل أن نكون في وضع يسمح بمساعدة العراق".

لكن هذا المستشار الأمريكي سوف يضع أمام المالكي صعوبات جمة في خياراته الممكنة، لعل من أهمها علاقته بالتيار الصدري، تلك العلاقة التي شابتها العديد من الثغرات والصدمات في الماضي. وفي هذا الواقع وبعد سلسلة التصريحات الصدرية العنيفة ضد المالكي، والتبشير بنهايته، انبرى المالكي الى "تعديل" موقفه من التيار الصدري محاولا رأب الصدع، واغلاق الفجوة الكبيرة التي أوجدها موقفه الأخير من التيار الصدري.

انقلاب أمريكي مُـنتظَـر

والمثير في كل هذا الشد والجذب بين المالكي والصدريين، هو غياب جيش مستشاري رئيس الوزراء عن المنازلة الاعلامية والحرب الكلامية المفتوحة بين "ولي نعمتهم" وزعماء التيار الصدري الذين عرفوا كيف يمسكون بخاصرة المالكي وهم يذكرون بما حصل لسلفه ابراهيم الجعفري، وكيف أن بقية حلفائه داخل الائتلاف العراقي الموحد، وضعوه لوحده في مواجهة استحقاق "كركوك" مع الأكراد، وفي مواجهته غير المتكافئة مع السفير الأمريكي السابق زلماي خليل زادة.

وكان يفترض بجيش مستشاري المالكي، وبدلا من اطلاق تصريحات تستعدي الأكراد، وبقية رموز مجلس الرئاسة،من خلال تصريح غير مدروس للمستشارة القانونية البعثية سابقا" مريم الريس، قللت فيه بطريقة استفزازية من شأن ودور مجلس الرئاسة،العمل بذكاء لتوضيح موقف رئيسهم من التيار الصدري، لتجنب استبعاده من جبهة المعتدلين، خصوصا وأن الواقع يؤكد أن التيار الصدري، هو القوة السياسية والجماهيرية المؤثرة في الشارع العراقي، وهو يظل رقما صعبا على الاحتلال وعلى بقية المنضوين في جبهة التعاون معه ممن باتوا يسمون أنفسهم المعتدلون.

وكان ينبغي أيضا برئيس الوزراء التعجيل بتعيين وزراء جدد من الأكفاء وليس على أساس المحاصة، بديلا عن وزراء التيار الصدري بعد أن منحه زعيمه السيد مقتدى الصدر حق الاختيار، وهي منحة لم يستطع المالكي الاستفادة منها.

الصدر المنتظر!

مستشارو المالكي الذين يتحملون وزر إعدام المالكي لصدام بالتوقيت والاسلوب الذي شاهده العالم،لأنهم لم يحسنوا تقديم المشورة له ليختار يوما آخر غير يوم عيد الأضحى،ولم يؤدوا وظيفتهم كما يجب لمنع أن يتحول صدام اعلاميا، الى بطل وشهيد! رغم كل ما اقترف خلال فترة حكمه نائبا لرئيس العراق، ورئيسا للبلاد،لم يحسنوا هذه المرة التعاطي مع التيار الصدري، وهاهم يحولونه من حليف استراتيجي مؤثر الى عدو محارب، قادر على تعقيد المعادلة ليس فقط أمام المالكي، بل وفي عموم العراق.وهاهو مقتدى الصدر يظهر مقدرة فائقة على التعاطي مع المتغيرات، وهو يجيد لعب دور "المنتظر" بفتح التاء وكسرها على السواء، من خلال غيبته الصغرى التي قد تتكرر وفق الضرورات وطبيعة المتغيرات.

وواضح أن المالكي وبعد انتخابه أمينا عاما لحزب الدعوة الاسلامية، وهو حزب لا يمارس العمل الحزبي كما تفعل بقية الأحزاب ويفقد بذلك قواعده وجماهيره خاصة بعد فشله - وهو يتسلم الحكم مرتين - في عمل شيء لصالح ذوي الضحايا من أعضائه الذين قضوا في النظام السابق، يعاني من وضع لايحسد عليه: فهو في طريقه الى أن يفقد دعم التيار الصدري، وقد يواجه تحالفا جديدا بين الحزب الاسلامي- إذا انضم للتحالف - والمجلس الأعلى داخل "اصوات المعتدلين" وطبعا بدعم من الأكراد،وينتظر انقلابا أمريكيا عليه، بذريعة فشله في قيادة العراق الى بر الأمان..

وحكومة الظل التي ترعاها واشنطن ..جاهزة قد يكون الصدر المنتظر تطورات مرض زعيم الائتلاف العراقي الموحد - مايزال التيار الصدري فيه - السيد عبد العزيز الحكيم، الوحيد القادر على ترجيح كفة المالكي وحزبه الموالي أصلا لمدرسة الزعيم الراحل المؤسس للدعوة الاسلامية ..السيد محمد باقر الصدر .

أليس كذلك؟!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنّي أعترض: حزب الدعوة ..العميل والمقاومة ..الوطنية!
- ماذا تبقى لنوري المالكي؟
- ماذا تبقى لحكومة المالكي؟!
- الى البعثيين وأنصارهم: بل الذين كفروا يكذبون!
- مقال أثار غضب البعثيين!
- المأزق السياسي في العراق.. وماذا بعد؟!
- المالكي وايران!
- انقلاب المالكي.. هل ينجح؟
- عندما يبيض الديك في العراق!
- كركوك: أزمة مواطنة أم معضلة وطن؟
- إيران وبريطانيا واستحقاقات أزمة حافة النهر
- أوراق نيسان!
- اصطفافات جديدة أم انقلاب جديد في العراق؟
- للملف /أربع سنوات عجاف في عراق ما بعد صدام!
- تقرير بانوراما -قناة العربية-:قضية صابرين .. اغتصاب طائفي أم ...
- عام على المؤامرة -تفجير سامراءأراد إشعال حرب طائفية-
- الصحفيون العراقيون يدفعون الثمن باستمرار!
- دموع هَوّار !
- إيران والعرب: بين الواقعية المطلوبة والوِدِّ المفقود!
- قضية الاسبوع في قناة العربية


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - حكومة ظل ..أمريكية في العراق!