أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - من اجل حوار هادف ومفيد بين استاذين جليلين















المزيد.....

من اجل حوار هادف ومفيد بين استاذين جليلين


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 11:08
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لا غبار على الحوار..بل ضرورة ان يكون اكثر فائدة , عندما يكون بين استاذين جليلين , كالاستاذ الدكتور كاظم حبيب والاستاذ الدكتور سيار الجميل , في مواضيع تهم الساعة والمرحلة والمواطن , ينهل منه القارىء المواظب والمواطن الاعتيادي , ما يفيده ويغنيه في تلمس الطريق الصحيح نحو مزيد من المعرفة والوعي والادراك . فبالرغم من سعة صدر الاستاذ كاظم حبيب واسلوبه العلمي المتدرج في طرح الأفكار ومواصلة ربطها لأعطاء صورة واضحة ونهائية , عما يريد ان يتحدث ويقول.. يقابله الاستاذ العزيز سيار الجميل بجملة من الاعتبارات والمبادىء , وكأنها مسلمات وبديهيات , على الآخر الأخذ والتسليم بها والعمل بموجبها . فكما تعجب مرة من الاستاذ حبيب , لكونه ما زال يؤمن بصحة النظرية الماركسية , ومثله آلاف مؤلفة , وكأنها تهمة او جريمة يجب ان يعاقب عليها وامثاله . وهذا الاسلوب يقلل من القيمة العلمية للحوار وللمتحاورين .
واخيرا تفضل علينا الاستاذ الجميل بألصاق مفهوم الطوباوية بالماركسية , وبطبيعة الحال جميع الماركسيين بأنهم طوباويون , ناسيا ولا اقول غير مطلعا بأن الماركسية هي الفلسفة الاولى والوحيدة التي انتقدت الفلسفات والافكار التي سبقتها , فيما يخص تحقيق العدالة في المجتمع الانساني , عن طريق تطبيق الاشتراكية . ووصفت هذه الافكاربالطوباوية وسمت الاشتراكية بالاشتراكية الطوباوية والاشتراكيين الداعين لها بالاشتراكيين الطوباويين , وفي مقدمتهم برناردشو , رغم اخلاصهم وصدق نواياهم . فمن اين اتى الاستاذ الجميل بهذه الصفة ولصقها بفلسفة علمية ابعد ما تكون عن الطوباوية؟ ثم ان ثقة الاستاذ الجميل المطلقة بنفسه و بما يطرح , يوحي بأنه يستخدم اسلوب الأستاذية والأملائية حتى مع محاوريه , وان كانوا بمستواه المعرفي او علوا. وهذا اسلوب ايضا يفقد الحوار قيمته العلمية الحيادية الرفيعة. وكأنه يقول هذا رأئي رأي سديد ويجب ان تأخذوا به , كرأسمال صحيح ونقي دون نقاش او تعليل او تحليل. مع ان الامر بحاجة الى تعميق وفهم اكثرلأن الماركسية بحر عميق , ولا يجوز اتهامها او نقدها بهذه البساطة. ثم ان فطاحل الماركسية في بلادنا والعالم كبارفي علمهم واطلاعهم وان اختلفت وجهات نظرهم وتفسيراتهم , لا يليق التعامل معهم بأسلوب المعلم والتلميذ , بل بطريقة الزمالة المتكافئة وان اختلف الرأي والمستوى.
اتمنى ان يفيدنا الاستاذ الجميل بموسوعيته المعرفية , وان يطرح لنا كعراقيين وللأنسانية جمعاء , نظرية جديدة ومبدأ جديدا اكثر حداثة واكثر قابلية على التطبيق , وأفضل مما كانت وتكون عليه الماركسية و حسب واقعنا ,و من خلال نقد علمي تفصيلي لأسس الماركسية وتصحيح الخطأ فيها ان لم يكن نسفها من جذورها ان تمكن .. فأذا عجز عن هذا , فأنا ادعوه رغم صغر حجمي المعرفي ومحدودية اطلاعي , ان يبلور تفكيره وان يختار مسلكا علميا وفكريا واضحا. فهو ليس ماركسيا بالتأكيد , وليس ليبراليا , وليس دينيا , وليس قوميا عروبيا , فماذا عسى ان يكون ؟؟ في وقت نحتاج الى صاحب موضوع و فكرة يؤمن بها ويدعو اليها.. تحررنا ومجتمعنا المتخلف من التخلف والرجعية , وتجعلنا نشعر بذاتنا وقدرتنا على ان نملك حقنا في المعرفة والثقافة , ونتخلص من السيطرة الاجنبية على الثقافة والسياسة والاقتصاد . وان يشعر فينا المثقف بأنه فعلا مثقف ويصنع ثقافة ويعيش مع الناس , لا ان يصبح قمة في الهواء الفاسد الذي تزفره انوف الرجعيين والظلاميين , الذين ملئوا ارضنا وبلداننا بسبب قلة المثقفين الواعين .. حتى في بلداننا التي يقول عنها الاستاذ الجميل , بأنها واقع متخلف لا تنطبق عليه الماركسية.. حتى هناك لم تفشل الماركسية , وكان بالامكان تطبيق خطوات اولية فيها . وقد سعد العراقيون , عندما شارك الشيوعيون في الحكم و بأي مستوى كان ولأية فترة زمنية كانت اثناء فترة حكم الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ..الماركسية كنظرية والتجربة الاشتراكية كخطوة عملية اساسية في طريقها , لم تفشلا ذاتيا , بل الضد كان صعبا لا يطاق . والاستاذ الجميل كان مؤرخا وما يزال.. ألم يؤرخ الى كيف تعاملت الحكومات المتعاقبة على حكم العراق مع الفكر الماركسي واصحابه والحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية المعبر الحقيقي عنها؟ ألم يؤرخ لعدد المسجونين , وعد المعدومين , وعدد المبعدين , وعدد الذين امتلئت وتمتلأ بهم كرة الارض الواسعة لجوءا. حتى يأتي ويقول ان الماركسية نظرية طوباوية . انا ادعو الاستاذ كاظم حبيب الى فك عقد هكذا حوار, لأنه حوار طوباوي عائم لا يجد له مستقر, سوى تحميل الماركسية اسباب فشل التجربة الاشتراكية , في هذا البلد او ذاك ومن ضمنها العراق , تاركا جانبا جميع الظروف الذاتية والموضوعية المعقدة , مركزا انتباهه على طوباوية الماركسية كما يدعي ..كذلك يرجع اسباب تأخرنا وعدم تقدمنا الى فشل الاحزاب الشيوعية ومنها الحزب الشيوعي العراقي لأنه يطالبها بالقوة والعزيمة في مواجهة الامبريالية , دون ان يمد يد العون لها , بل يتفرج على معانات كوادرها في السجون والمعتقلات . ثم يأتي بعد عشرات السنين لينتقدها , ياريت بل يتهمها بالطوباوية .. سبب تأخرنا وفشلنا هو في عقليتنا العصبية القبلية العروبية القومية الشوفينية وعقيدتنا الرجعية التي تلغي العقل وتقيد الحرية وتربطنا بالاستعمارالذي ينهب خيراتنا , التي ما بارحتنا ومنذ آلاف السنين . منذ ما يزيد على القرنين والماركسية كفلسفة علمية ونظرية خلاقة يناضل اصحابها ودعاتها لتغيير الواقع نحو العدالة , ثم ظهرت احزابها وهي في نضال وصراع مستمرمن اجل الخير والسلام لبني البشر. الانسان الخير الصالح هو من يدعم هذا النضال ويقويه لا من يشكك فيه ويتهمه بالطوباوية بدون بديل .
ينتقد الأستاذ الجميل الاحزاب الوطنية التقدمية وهو يقصد الاحزاب الشيوعية في منطقتنا , بأنها ترفع شعارات لمواجهة الامبريالية وهي أحزاب غيرقوية .. وهذا قمة الطوباوية. ماذا ترفع اذن من شعارات ؟ هل ترفع شعارات الترحيب والاستقبال بالورود كما تمنى الامريكان عندما احتلوا العراق وقد خاب ضنهم..؟ يلوم معظم الناس الحزب الشيوعي العراقي لأنه لم يرفع شعارات مقاومة الاحتلال الامريكي , لظروف تقدرها قيادته , كما فعله طيلة حياته السياسية مقاوما الرجعية والاستعمار الحليفين المتعاضدين لبعضهما البعض.
ليس هناك اختلاس في التفكير وهذا الرأي مشابه لرأي (الافكار المستوردة) الذي طرحه ويطرحه القوميون الشوفينيون الرجعيون المنغلقون على انفسهم , الذين لا يملكون القدرة على تطوير ثقافاتهم المحدودة بسبب انغلاقهم وعجزهم العقلي والفكري .. انه تعبير لا يليق بمثقف ملكته العلمية والثقافية كنز للانسانية جميعا, ومن الانسانية جميعا . لان الحضارة والثقافة مشاعة للجميع ولا تحدها حدود ولا تمنعها موانع , وكانت دائما هكذا وتزداد انتشارا في عصر العولمة. فكيف نعود الى فكرة الأختلاس والأفكار المستوردة ؟
لا يمكن الخلط بين اقوال وشعارات السياسيين وافكار الفلاسفة ورجالات الفكر. فالاوائل يتأثرون بالظروف الآنية اكثر من الاخرين وتتغير مواقفهم حسب تلك الظروف . وكل له واجباته ومهماته. لهذا لا يمكن ان نحمل الفيلسوف خطأ السياسي وفشل تجربته .
واخيرا ادعو الماركسيين العراقيين والعرب ان يردوا على اطروحات الاستاذ الجميل وحوارياته الدورية مع الاستاذ كاظم حبيب لأغناء الموضوع وتصحيح المسار لتعم الفائدة .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت يساري عراقي حقيقي
- بثقافة الاخرين.. يسير الطائفيون حظهم العاثر
- أصحيح..يقتل من يستمع الى أغنية في العراق ؟؟
- لرئيس الوزراء في العراق مستشارين !!
- عمار الحكيم.. ظهوره السياسي والتهيئة الأعلامية لتوريثه
- بؤر العمل الوطني في البصرة تنادي وطني ..وطني
- الاندفاع القومي والطائفي والفئوي ظاهرة غريبة في عراق ما بعد ...
- من اجل يسار عراقي حقيقي وليس يسار مغامر
- السيستاني سياسي من نوع آخر..كيق؟
- احذروا..احذروا . الاسلام السياسي يغتال الديمقراطية ان لم يفج ...
- المثقف التابع ام الانسان اذليل؟
- مسؤؤلية ادارة الحوار المتمدن من اجل بلورة العمل اليساري وتوح ...
- هل تعتقد ايران بأنها ومن معها قادرة على هزيمة امريكا في العر ...
- ليس بقتل المرأة يغسل العار ويصان الشرف
- اساتذتي الاعزاء...شكرا جزيلا لكم واهدافنا مشتركة
- حوار اليسار العراقي... هل من بداية؟؟
- الأستاذان الجليلان كاظم حبيب وسيار الجميل ... بوركتما
- فيصل القاسم ينتقد مواقع الكترونية يسارية
- من قتل امرأة بصرية فكأنما قتل النساء جميعا
- لا تسرقوا المفاهيم ولا تستنسخوا الكلمات .. ايها الطائفيون


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - من اجل حوار هادف ومفيد بين استاذين جليلين