أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هادي ناصر سعيد الباقر - العلم والمعرفة شعبية المصدر














المزيد.....

العلم والمعرفة شعبية المصدر


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:27
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


هناك حقيقة هامة وهي ان العلم والمعرفة والثقافة لا يمكن ان تكون حكراً ومصدراً في طبقة معينة.
الشعب كله يمثل مصدر الحقيقة والقاعدة الذي ترتكز عليه كافة جذور العلم والمعرفة وكافة عمليات التخطيط والتنمية.. كما انه لا توجد مستويات ثقافية عليا ودنيا تفضل بين طبقات المجتمع كل منها تحتاج الى اسلوب خاص للتحدث اليها ((وفق عقولهم كما يقولون!)) لان الكلمة الحق الخيرة يفهمها الجميع. فمن الصعب ايجاد مقاييس ومعايير واضحة ثابتة تحدد مستويات الفهم والمعرفة.
فمن خصائص هذا العصر الحديث انه جعل العلم والثقافة بمتناول الجميع فمن رغب اخذ من منهلها العذب ما شاء ومتى شاء رغب عنها. فبعد ان كان العلم حكراً، بالعصور المظلمة، ووفقاً على من يستطيع شراء الكتب ممن يستطيع دفع ثمنها من الطبقات الغنية، قامت المطبعة الحديثة واجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية المسموعة والمرئية والمقروءة، بنشر الكلمة بثمن رخيص او مجان ودفعها دفعاً لمتناول كل فرد اينما كان…
ولم يعد التعليم والتربية خدمة من الخدمات تؤديها الدولة بل حقاً من الحقوق لجميع افراد الشعب وواجباً وضرورة لازمة من ضرورات الحياة والتقدم وواجباً تلتزم به الدولة.
لقد غدا العالم صغيراً، كانما الغيت المسافات الغاءاً، فانك لتتحدث اليوم امام المذياع فيسمعك من هم في النصف الاخر من سطح الارض قبل ان يسمعك مباشرة من هم معك في نفس القاعة. وانك لتقف امام التلفاز فيراك من هم على الطرف الاخر من سطح الارض، وقد لا يراك بوضوح من هو غير بعيد منك على بعد عشرات الامثار… وانك لتتناول طعام افطارك صباحاً في بغداد ونستطيع ان تأخذ طعام الغذاء في لندن والعشاء في نيويورك او طوكيو… وانك لتستطيع ان تطلب اية بضاعة او ترسلها من والى اية بقعة في العالم فتصل في وقت قياسي.
فلم تعد المسافات تشكل عامل خوف وازعاج، وعلى العكس ان التقدم في هذا العصر مدين في وسائل النقل والمواصلات وعليها ترتكز اسس التطور الحضاري: الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وحتى البايولوجي… وادت تمازج الانسانية بخيرها وشرها فأدت الى الغاء الفوارق بين سكان هذا الكوكب الارضي وادت الى المشاركة الانسانية وتضامنها بكافة اوجهها.

ديمقراطية المعرفة
العلم والمعرفة لا تأتي من مصدر واحد في الطبيعة ولا من فئة وانسان معين، لان هذا مناقض لقواعد المنطق ودلائل التاريخ وسنن الطبيعة وقوانينها، فليست هناك قوانين طبيعية تجعل التقدم العلمي والتقني يقتصر على فئة دون اخرى ولا على امة دون اخرى. لان في هذا ضياع للحقيقة ودعوة لوضع حدود طبقية جامدة غير متفاعلة، واتجاه ضد مبدء الديمقراطية والمشاركة الشعبية.
فالديمقراطية والمشاركة الشعبية هي التي ينظر اليها صعوداً من القاعدة على انها مشاركة الجماهير في اتخاذ ومناقشة وتنفيذ القرارات التي تعينهم، والمشاركة الشعبية هي العنصر الذي لا يمكن الاستغناء عنه في العملية الديمقراطية التي تستهدف حشد طاقات المجتمع وتوجيها نحو عملية التطور والتنمية.
فالديمقراطية والمشاركة الشعبية هي المبدأ الاساسي الذي يعمل على ربط الاهتمامات المختلفة داخل اطار من الوحدة الفعالة وهو كذلك مبدأ من قوانين البيئة الطبيعة. وبواسطتها يتم اكتشاف طرق التعاون التي تؤدي الى اقصى مصلحة ومنفعة للجميع.
وجماهير الشعب لديها المعرفة والفهم بلغة العلم ويتقبلون قواعد المعنى، حتى انهم يستطيعون من ناحية المبدأ، كالخبراء، ان يختبروا صحة ما يقبلون على انه حقيقة علمية. وينتج عن هذا نظرة جديدة للمجتمع الديمقراطي الا انه على اساس انه مجموعة من الافراد يعيشون على ادنى مستوى من الاشتراك ولكن على اساس انه مجتمع يتضمن مجتمعات من البحث والفهم، كل منها مفتوح لجميع ممن لديهم الذكاء والقابلية لقبول النظام الذي تتحدد على اساسه المعرفة… وهنا يمكن اسهام الديمقراطية والمشاركة الشعبية في خلق مجتمع متطور مفتوح من رجال متساوي دون تضحية بالتمييز العقلي او القدرة المتخصصة.
فالعلم والمعرفة هما قبل كل شيء نتاج الملاحظة الانسانية والخبرة والتفاعل مع الحياة وظواهر البيئة، وما المعرفة الا وليدة المعاناة والملاحظة والتشخيص المستمر، والتفاعل التراكمي عبر التاريخ والحاضر… فالعامل والفلاح وساكن الجبال والسهول والمراعي وكذلك الذي اتخذ من الاهوار مستقراً لحياته وعمله، كل هؤلاء هم مثقفون وخبراء بيئتهم ومشاكلهم ومعاناتهم ومظاهر التفاعل مع هذه البيئة وهم يحملون معهم جوانباً من الحقيقة العلمية للمجتمع الذي يعيشون فيه.



#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم البيئي والتوعيه البيئيه
- منظمات المجتمع المدني الغير حكوميه هي الامل
- قوة الانسانيه
- القوميه لغه والشعر الشعبي عزله
- ان كل من يخاصم حرية الرأي فهو عدوالاسلام محاضره طه حسين قبل ...
- الانتخابات قانون طبيعي من قوانين البيئه الطبيعيه
- البيئه العالميه والاهوار
- نهرو يقول باسلام العرب ابو جعفر المنصور وبغداجد
- معضلات الانسانيه في القرن العشرين
- بعضا- من جوانب القانون الدولي الانساني
- حركة الحياة والبيئة الخضراء
- الديمقراطيه والفدراليه -- ةالبيئه الطبيعيه
- الانسان و الحياة الاولى والصحه
- التلوث يهدد مياه الخليج العربي... بالموت ؟!
- تهجير وامن
- مفاهيم جديده عن البيئه
- حقوق الانسان
- الصراع بين الماديه والروحيه هو اساس مشاكل الانسانيه وحروبها


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هادي ناصر سعيد الباقر - العلم والمعرفة شعبية المصدر