التعليم البيئي والتوعيه البيئيه

هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 11:13
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

 الهدف من التعليم هو تهيئة الافراد لتحمل مسؤولياتهم نحو حماية البيئة وبذلك يجعل سلوكهم واعمالهم متفقة مع المعدلات التي تضمن بيئة صحية، ولهذا يجب على الافراد ان يساهموا مساهمة فعالة في الاعمال التي تهدف الى حماية البيئة، وان يترقوا بالجهود التي يبذلونها في حل المشاكل على المستوى المحلي والقومي والدولي.
 كما ان الحاجة الى وجود فهم كافي رفيع الثقافة في العمل الوظيفي للبيئة يجب ان يكون احد المتطلبات التي تتماشى مع مشاكل البيئة الناجمة عن التصنيع والتطور الفني من ناحية، ومن المشاكل المتولدة في البيئة غير النامية من ناحية اخرى.
 وعندما يتطور مفهومنا للعلاقات بين الانشطة البشرية وازدياد مشاكل البيئة، ومحور التربية البيئية، فان ذلك قد يصبح المحور الذي تدور حول الستراتيجيات المستقبلة للتعليم العام، والتي تمد المدنيين في العالم بالنظرة الجديدة والسلوك الاكثر ملائمة لمطالب الفرد والطبيعة.
 ويجب ان نعلم ان الهدف من التعليم البيئي هو تطوير دراية سكان العالم فيما يختص بالبيئة والمشاكل التي ترتبط بها، والتي تشمل المعرفة والمهارات والسلوك والدوافع والاقحام في العمل الفردي والمجموعة وذلك لايجاد الحلول للمشاكل الحالية، ومنع ما يستجد من المشاكل الجديدة.
 ولكي يمكن حل مشاكل البيئة يجب ان نتعلم كيف نفكر، وان نعمل بطرق جديدة، كما يجب ان نطرق باب التطور الاقتصادي بوعي وادراك كبير،وان نفهم المتضمنات البيئية في ارائنا.
 ونحن نقف الان على مدخل فرصة مدهشة للمشاركة في شيء لا يقل عن الاشتراك الواعي المدرك في تحديد مستقبل جنسنا البشري او نوعه، فالقوى الخيالية في التكنولوجيا مكنت من زرع الاعضاء في الانسان، كما مكنت من اكتشاف الفضاء الخارجي. ولهذا يجب ان تسهم تلك القدرة على الحصول بالدرجة الاولى على القوى البشرية، وثانيا على المنجزات التكنولوجية.

 اهداف التعليم البيئي كما اتفق عليها في ورشة بلغراد:
1- الوعي: لمعاونة الافراد والجماعات لكي يكتسبوا الوعي والحساسية للبيئة الشاملة والمشاكل الموحدة.
2- المعرفة: لمساعدة الافراد والجماعات في ادراك الفهم الاساسي للبيئة الشاملة والمشاكل المرتبطة بها ومسؤولية الانسانية ودورها.
3- السلوك والاتجاهات: لمساعدة الافراد والجماعات على احراز القيم الاجتماعية، والشعور القوي نحو الانتماء للبيئة والدوافع للاشتراك بفاعلية وايجابية في صيانتها وتحسينها.
4- المهارات: لمساعدة الافراد والجماعات على احراز المهارات لحل مشاكل البيئة.
5- القدرة على التقويم: لمساعدة الافراد والجماعات لتقويم مقاييس البيئة وبرامج التعليم في علوم التنبؤ والسياسة والاجتماع والاحساس والعوامل التعليمية.
6- الاشتراك: لمساعدة الافراد والجماعات على تطوير الاحساس بالمسؤولية والطوارئ فيما يتعلق بمشاكل البيئة لضمان العمل المناسب لحل هذه المشاكل، وبمعالجة هذه الاهداف امكن للمؤلفين رسم الصورة الصحيحة للحصول على خبرة تعليمية واسعة في هذا المجال.

فاهداف التعليم البيئي يمكن تلخيصها بما يلي:
1- الوعي. 2- المعرفة.
3- السلوك والاتجاهات. 4- المهارات.
5- القدرة على التقويم. 6- الاشتراك.

 ولما كان مفهومنا للعلاقات الانسانية المتداخلة بين الانشطة الانسانية ومشاكل البيئة يتقدم باطراد، وان نواة التعليم البيئي اذا تطورت بشكل سليم، من الممكن ان يصبح المحور الذي تدور حوله الستراتيجية المستقبلية للتعليم العام، وسوف يوفر ذلك مواطنين عالميين ذوي آفاق جديدة وسلوك حديث، كما يمكنهم ان يتوافقوا بسهولة مع مطالب واحتياجات الانسان والطبيعة المحيطة به.
 قد شكل جيلنا المعاصر بعض الظواهر الشاذة، فقد امتدت الامبراطورية البشرية ابعد بكثير من حدود مدار الكرة الارضية، كما تضخم حجم الايمان في قدرتنا وقوتنا. ولكن اسلوبنا في التفكير ظل كما هو محدودا… واصبحت معاهدنا واجراءاتنا الحكومية قديمة بالية، بالفظاظة والوحشية، واصطبغ مفهومنا للعلاقات الاجتماعية بالجمود، وقدرتنا على التنبؤ بالاحداث بالبدائية والتخلف.
 من السهل ان اتنبأ بان كثيرا من معتقدات البشر المقدسة سوف تختفي… وكثيرا من الاراء التي نعتز بها ونحميها وكثيرا من هذه الاراء البالية سوف تستبعد وتحل محلها افكارا اخرى على مستوى كوني شامل يتبناها ويمنحها انسان الغد ثقته وايمانه، وسوف يتغير كلية اسلوبنا في الحياة، فيحل التعاون محل المنافسة، وتستبعد الدعاية والاعلانات التجارية وينقذ العالم من وضعه الحالي واتجاهه الدائم لخدمة الحرب، ويصير اكتشاف حوافز جديدة لتحل محل المصالح الشخصية للفرد.

المصدر: مؤتمر التعليم البيئي بين الحكومات في مدينة تقليس "بالاتحاد السوفيتي" 4-26/ اكتوبر/ 1977

#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات