علبتين دهان ...وفرشاة واحدة...!!

خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 05:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

اخترع بوش منطق الارهاب وفصله بشكل بدلة واسعة (رهيبة) بحيث تسع كل مؤامرات وحجج بوش في تدمير دول مثل افغانستان والعراق بعد ان وضعهم في داخل هذه البدلة التي من يدخل بها الا وهو محطم الاقتصاد قدم ابنائه الكثير من الشهداء. او ان باسم الارهاب فرض عليه الطاعة فاستسلم مثل الطفل الذي يتخلى عن كل العابه ولعباته ليصل الى قطار يمشي بالرموت.
اليوم وبعد ان فقدت كلمة الارهاب لكثرة المتهمين بها وقد اعلنت روسيا انها لا تؤمن ولا تقبل بالتعريف الذي وضعته الولايات المتحدة الامريكية.
فبدأت برفع شعار دول الشر ودول الاعتدال واحسن نموذج الشرق الاوسط...
ايران ..
سوريا..
العراق..
لبنان (حزب الله)..
فلسطين (حماس، غزة)..
دول الشر ويجب ان تدهن على الخارطة السياسية الامريكية بالدهان الاسود .. رمز الموت والقمع حتى التدمير وارهاب حتى التهجير وحرب ابادة لا نظير لها في التاريخ المعاصر..
ودول اخرى
مصر..
الاردن..
لبنان.. بعد القضاء على حزب الله
السعودية...
وتركيا.. بين بين ..
فلسطين ، محمود عباس..
دول تتبنى السياسة المعتدلة .. وهم دول الاعتدال فيجب صبغ واجهاتها ووجوه قادة حكوماتها (بالصبغ) الدهان الابيض مع تأشير ذلك على الخارطة الكبرى لدى البنتاغون !! بالجدار المقابل للخارطة المدهونة باللون الاسود لون الليل الحالك.
هنا نحن نقرأ اجندة البنتاغون :-
اولا: ستقوم امريكا بالتعاون المطلق في بناء دول الاعتدال..
سوف تنفخ جيوب بدلات رؤوسائهم بالدولارات والسلطة والجاه..
سوف تبدأ بمشاريع كبرى تؤدي الى ثورة انفجارية في هذه الدول .. دولة مصر سوف تكون بالكامل مرفهة .. حيث ان السياحة تربط بالصناعة السياحية التي ازدهرت في اوربا وامريكا ليكون عدد السياح القادمين الى مصر بالملايين وهذه نعمة تدخل الكثير من الثروات والمال لشعوب تلك الدول المعتدلة.
ثانيا: سوف تجعل من الاردن ابو ظبي ثانية وتنمو فيها السياحة وياتي لها الرفاه المادي بحيث سكان الضفة الغربية يتمنون ان يكونوا جزءا من الاردن في فيدرالية فلسطينية برئاسات متناوبة بين الملك عبدالله والرئيس محمود عباس والرئيس عباس اكثر القادة العرب اعتدالاً فهو مؤمن بكل شئ اسرائيلي رغم تاريخا الاسود لقد قرات كتاب الذي اصدره قريبا محمود عباس ولم اجد هناك اشارة ان الضفة الرغبية وغزة تحت الاحتلال الاسرائيلي .. الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية الاردنية المعتدلة يرتفع على سرايا اعلامها شعار الاعتدال يعني الغنى والثراء وقبول شرق اوسط جديد وهذا ماتريده امريكا.
اما دول التطرف فأن دول الاعتدال ستقوم بتأديبهم لتخلق وعيا دولاريا ولا تعطيهم خيار ثالث اما ان يدخلوا مدرسة الاعتدال او انهم يقدمون مئات الاف الضحايا يقتلون بيد فئة منهم باسم الطائفية او العنصرية او العشائرية.
ويصبح الشرق الاوسط في حافة حروب اهلية بين دول الاعتدال ودول التطرف المصبوغة باللون الاسود وتقوم جيوش دول الاعتدال القوية المجهزة باحدث الاسلحة الامريكية للسيطررة على الدول الاخرى لتخضعها للارادة الامريكية وتكون هي الاخرى دولة معتدلة.
هنا سوف يقيم العرب بنصب مجالس العزاء على بعضهم وكل ثرواتهم وستغير الديمقراطية البرلمانية الصحيحة والحرية الواقعية الهادفة وكل شئ لا يجعل المواطن ان يخاف من شفتيه ومن حركات جسمه.
ونصل الى شرق اوسط جديد .. وصلنا اليه في فوضى خلاقة دفعت هذه الشعوب الملايين من مواطنيها لاجل ان تكون ولايات مستهلكة للانتاج الامريكي الاوربي الاسرائيلي حددت من اجل هذا الرفاه الحريات والنفط وكل شئ تريده الدول الشريرة المصبوغة بالاسود النضال من اجله.

ويبقى الدهان في برميلين اسود وابيض ولكنها الفرشاة واحدة.

#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل