مايكل نبيل سند
الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 10:15
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
رأيتها و هى تداعب طفلتها ... لديها طفلة جميلة لم تصل للخامسة بعد ... طفلتها هى كل حياتها , لا تفكر فى غير طفلتها ولا تهتم بشئ فى الكون غيرها ... كل ما تفعلة فى حياتها هى أن تعلم طفلتها كيف تنطق الكلمات و ما هى الألوان و أسماء الأشياء و الحيوانات التى حولها ... جلست معها و أنا أشعر أنى جالس مع طفلة فى الخامسة من عمرها .... لم أقدر أن أتخيل كيف لأنسانة بالغة أن ينحصر أن تنحصر كل معارفها فى هذة الأمور , لدرجة أن الحديث حول أى موضوع ثقافى فى وجودها أصبح يثير ضيقها و قد يصل بها الأمر للأعتراض على أستمرار الحديث .... كيف تحولت خريجة كلية القمة إلى هذة الحالة ؟ .... و لكن ما حدث شئ طبيعى , فهى لا تتعامل سوى مع أبنتها ولا يشغلها شئ سوى أبنتها .... كل همها أن تبسط المعلومة لأبنتها حتى تتقبلها .... كل ما تفعلة هو النزول بمستواها الذهنى لمستوى طفلتها محاولة رفعها إلى مستواها .... و لكن مع بقائها المستمر بصحبة أبنتها , أعتادت على الحديث و التصرف بأسلوب أبنتها , و أضحت فى تعاملاتها مثلها مثل أبنتها التى تخطو خطواتها الأولى فى الحياة
نظرتى لها ذكرتنى بنفسى ....الوسط السياسى الذى أعيش فية , الأنشطة الحزبية , زملائى فى الكلية , كل ما هو حولى خامل ثقافيا و سياسيا .... كل نشاطى السياسى مركز فى كيفية تبسيط المعلومة حتى يتقبلها الناس دون أن يتهمونى بالكفر أو الجنون و ينصرفوا عنى .... فى معظم حواراتى , مضطر لمناقشة الخرافات و الخزعبلات التى تجاوزتها البشرية من مئات السنين .... الآن أفكر , هل الوسط الذى أعيش فية فعل بى كما فعلت تلك الطفلة فى أمها ؟ .... هل الوسط الذى أعيش فية أجبرنى على تجاهل موضوعات هامة و الأنشغال عنها بموضوعات تافهة لن تؤثر فى مستقبل بلدنا ؟ .... هل قرائى و من أتعامل معهم أجبرونى على تبسيط لغة كتاباتى و تجاوز العديد من المصطلحات السياسية أو العلمية حتى لا يتمللوا من قراءة مقالاتى ؟ .... هل على أن أراعى أن أكتب لمستويات مختلفة حتى أحافظ على معرفتى من النسيان و الزوال كنتيجة لعدم الأستخدام ؟ و أن كنت سأفعل ذلك , فأين أجد قراء يتجاوبون مع مقالات معقدة صعبة القراءة و تحتاج لثقافة غير قليلة حتى تصبح قابلة للأستيعاب ؟
كلها أسئلة حائرة لازلت أبحث عن أجوبة لها .... أسئلة قد تفعل الكثير فى مستقبلى .... من يدرى ؟!
للتعليق على المقال
http://ra-shere.blogspot.com/2007/12/blog-post_23.html
#مايكل_نبيل_سند (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟