أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناديه كاظم شبيل - عندما تواجهني ذاتي بالسؤال الذاتي : من تراني انا ياأنا ؟














المزيد.....

عندما تواجهني ذاتي بالسؤال الذاتي : من تراني انا ياأنا ؟


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ نعومة اظفاري ،كانت تواجهني ذاتي وتوجه لي السؤال الاتي :من تراني انا يأنا؟أدخل حينها في عتمة الجواب ولا اسمع الاّصدى سؤالي : من تراني انا يا
أنا ؟احاول احيانا ان اجيب بسذاجة على هذا السؤال:انا انسانة اسمي كذا ووالدي اسمه كذا ، ولكن يحاصرني سؤال اخر : ترى هل انا حقيقة ام وهم ، اتلمّس يداي وشعري ووجهي لأثبت لنفسي وجودي ،ولسان حالي يقول :لا ، انا حقيقة ولست وهما ،ولكن يواجهني سؤال اتعس :اين نفسي ، اين روحي ، اريد ان اواجهها ، اعرفها ، اراها ،الا توجد مرآة تعكس لي روحي ،ذاتي ،وجداني ؟لماذا لا يخترع العلماء مرآة تعكس صورة الروح كما تعرض صورة البدن ،كلما تعمّقت اسألتي اشعر بأني ادخل دهليزا مظلما لا قرار له ولا نهاية ، ثم يلفني خوفا من هذه المتاهه المعتمه التي ادخلت نفسي عنوة اليها ،فاهرب منها ،والقيها في طي النسيان ليبرز لي السؤال مرة اخرى :تراني من اكون انا ياأنا؟ لم ابح بسرّي هذا الاّ لصديقة الطفوله الغاليه كان اسمها الاوّل والثاني مطابقا لأسميّ،ولكنها لم تكن تشبهني الاّ بضآلة حجمها ،لا تزال صورتها البريئه منقوشة في اعماق الذاكره ، طفلة شقراء بعينين زرقاوتين وظفائر طويلة تتراقص بمرح خلف ظهرها ، كانت صديقتي هذه تشبه قطتي الى حد كبير ،كنا نذهب باستمرار الى دكان والدها بائع الخضروات ، نجلس القرفصاء تحت الدكة الخشبية التي يعرض عليهااقفاص الطماطم،كانت يدانا تمتدان معا الى طاولة العرض،يد بيضاء لسرقة الطماطم واخرى سمراء لسرقةالملح ،وما ان نقضم حبات الطماطم وينزرق عصيرها على وجوهنا حتى تتعالى ضحكاتنا التي لا نستطيع كتمانها ،كان والدها الطيب بحجمه الصغير جدا وعيناه الزرقاوتان يذكرني بالملك الصالح الذي كان يتجول في دار جيراننا المعدمين، اذ كانت امهم تقسم اغلظ الايمان بأن هنالك ملكا صالحا يتجوّل في بيتهم ليلا لحراستهم ،كان والدها يغض النظر عن سرقاتنا ولا يعيرنا أدنى اهتمام ، لعلّه كان يواسي نفسه بانه خير له ان يؤول مصير حبات الطماطم الى معدتينا بدل ان يلقيها في صندوق القمامه ، حيث ان عدد زبائنه كان يعد على اصابع اليد .نعم، بحت لصديقتي هذه بالسؤال الذي يتردد في ذهني باستمرار :من تراني انا يا أنا ؟ ضربت صديقتي كفا بكف وهي تضحك وتؤكد لي بأنه يحاصرها نفس هذا السؤال وانها كانت تفزع منه وتسدل عليه الستار.نزل جوابها على قلبي كما ينزل الماء الزلال على قلبي في ايام تموز بلادي ،وقلت حسنا يا نفسي ها هي صديقتك هي الاخرى تحمل نفس المعاناة.مرت سنين العمر سريعا ، تقضم زهرات العمر ،والسؤال الخالد ظل يلاحقني كلما خلوت الى نفسي ،وفي وقت لا اسمع فيه الاّ انفاسي وصوت السكون من حولي :تراني من اكون انا يا أنا ؟ ولكنني للاسف الشديد لم احصل لحد الان على الجواب ،الآن وقد أقبل خريف العمر يحث الخطى اواسي النفس واقول بأنني اكاد ان اجد خيطارقيقا من النور في عتمة متاهة هذا السؤال، بانني مخلوقة لا يد لها في وجودها او زوالها ولو قدّر لها ان تعبّر عن نفسها بالرسم لرسمت انسانة مطروحة ارضا مكبّلة بالاف السلاسل ،هذه السلاسل هي الوراثة والبيئة والدين والعادات والتقاليد،والاهل والأصدقاء والقراء ،الزوج والاولاد والاحفاد ،ان كل هذه السلاسل تكّون جزء مني فانا لا املك حتى قلمي وكتاباتي بالصورة المتكاملة التي اصبو اليها ، فهنالك مقص حاد يقص معظم الحقائق التي اؤمن بها ،المقص الاكثر حدة هو المقص الذاتي الذي يحاول ان يقص معظم افكاري ،لدرجة تجعلني في احيانا كثيرة اكفربكل ما اكتبه ، انا انتظر ذلك اليوم الذي يسترسل فيه قلمي في الكتابه دون ان يرتجف او يتعثر خوفا او مراعاة لافكار الاحبّة والمقربين ، عندها استحق ان اقول بانني اكتب حوار متمدنا ، ولكن بشرط ان احترم حوار المتمدن الاخر



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتبروا من ثورة اطفال العراق ايها السراق !
- كان هدفهم الوحيد العراق
- المرأه العراقيه في عراق ما بعد التغيير
- كان بامكان امريكا القضاء على الارهاب دون اللجوء الى الارهاب
- المغتربون ! في الوطن تقمع حرياتهم ، وفي الغربه تقمعهم الحريه
- بلى، الوطن انسان وارض وذكريات
- أجهلا ام تجاهلا لمقام السيده زينب ياوفاء سلطان؟
- الى منظمة حقوق الانسان! اخوانناالعرب البدون يستصرخونكم
- عندما تصبح اهانة الاخرين لنا اطراء ،فهذا يعني اننا فقدنا اخر ...
- الا من جرّاح ماهر يستأصل الورم السرطاني من وجه العراق الجميل
- سيدتي المغتربه! قبل ان ترفعي سماعة الهاتف
- حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعيه والبيئيه والموروث الديني
- حكومة المالكي! لا الشيعه شيعة علي ولا السنه سنة عمر
- اطفالنا في السويد غربة وضياع
- رذاذ المطر
- التحدي
- لولا القدرلكان عدوي انا ،ولكنت عدوي
- مسلمو اوربا : تتخبط النساء في الجحيم ،ليرتع الرجال في النعيم
- فكرنا اله متفرد وشيطان متمرد
- انها وصمة عار في ضمير الانسانيه


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناديه كاظم شبيل - عندما تواجهني ذاتي بالسؤال الذاتي : من تراني انا ياأنا ؟