أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم محمد - الفراغ الرئاسي والأغتيال السياسي !















المزيد.....

الفراغ الرئاسي والأغتيال السياسي !


كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما تشهده الساحة اللبنانية من متغيرات ، وحلحلة للجمود الذي اتسم به الوضع السياسي للاشهر الماضية ، يعود في جوهره الى طبيعة التراجعات والاخفاقات التي منيت بها ادارة بوش ونهجها في منطقة الشرق الاوسط ، والى الثبات السياسي للمعارضة الوطنية اللبنانية ، في مطالبها المعروفة في المشاركة الحقيقة في ادارة الشؤون الوطنية ، والتي تتداخل فيها السياسة الاقتصادية والاجتماعية واستراتيجية المحافظة على لبنان ، مستقلآ ذو سيادة وغير خاضع لأبتزاز اسرائيل العسكري ، ومتحررا من الاجندة الامريكية والغربية .
لقد حاول الاعلام المؤيد لقوى السلطة واقطابها ، اضفاء قضية الفراغ الرئاسي كعنوان مُظلل لطبيعة الازمة السياسية القائمة منذ عام ، وتناست هذه القوى ومعها دولا اوربية ، السبب الحقيقي لطبيعة الأزمة القائمة ، والتي تتجسد بعدم الاعتراف بالحكومة القائمة وبعدم شرعيتها والمطالبة الوطنية الواسعة بمبدأ المشاركة الفعلية في الحكم وفي القرار الوطني الذي يرتكز على مبدأ التوافق ، كصيغة سياسية لبنانية للتعايش ، عرفها هذا البلد منذ فترة طويلة .
فبعد ان كانت الساحة اللبنانية محط أمل كبير للسياسة الامريكية والاسرائيلية ، لجهة احتوائها وترتيب وضعها لصالح المشروع الامريكي في المنطقة ، باتت اليوم تشكل خيبة أملٍ جديدة للجهود الامريكية ولحلفائها المحليين الذين وضعوا كل بيضهم في سلة التحالف الصهيوامريكي ، معتقدين ومبشرين بالقدر الامريكي للمنطقة ، جاهدين وبصبيانية سياسية لتحويل لبنان الى ضيعة امريكية ، يدير امورها السفير الامريكي في بيروت ، بعد ان اصبح مقره فيها ، قبلتهم السياسية .

فحتى اشهرٍ قليلة مضت ، دأب اقطاب محورالموالاة ، في رفض كل المبادرات والحلول التوافقية التي طرحتها المعارضة الوطنية ، وفي ذات الوقت الذي كان موقع رئاسة الجمهورية الذي شغله الرئيس اللبناني اميل لحود يتعرض لكل انواع الشتيمة السياسية والشخصية ، والرفض بالاعتراف به من قبلها كرئيس منتخب ، لكونه عسكري وعدل الدستور ولعلاقته الايجابية مع سورية ودعمه للمقاومة الوطنية اللبنانية ، ووصل الامر ببعضهم في انكار وجود رئيس للبلاد ، بأنتظار الموعد الدستوري لأنتخاب رئيسهم المقبل بالاغلبية المطلقة اذا لم يتوفر نصاب الثلثين .
وهكذا لم تكن لدى محور الموالاة مشكلة مع ما كانوا يعتبرونه (فراغآ رئاسيآ) مع وجود الرئيس اميل لحود ، لكنها اليوم اصبحت (كارثة) وطنية بعد ان فرغ هذا الكرسي من رئيسه السابق ، وصار انتخاب الرئيس ، وسد هذا الفراغ هو عنوان الازمة القائمة منذ اكثر من عام ، في محاولة لترحيل هذه الازمة على عنوان الفراغ الدستوري في سدة الرئاسة ، وتعليق تبعاتها الوطنية والاجتماعية والسياسية على مشجب انتخاب الرئيس اولآ ، ثم النظر بتفاصيل الخلاف ، الذي يعني بما يعنيه ، تقزيم متعمد للأسباب الحقيقية للأزمة السياسية في البلاد وتعثر العهد الرئاسي الجديد ولسنوات طويلة في ظل عدم الاتفاق على طبيعة الحكومة القادمة ومبادئ قيامها وتشكيلة اجنحتها السياسية وتعيين قادة المؤسسات الامنية .
ان القول بان الموالاة قد قدمت تنازلآ بقبولها ترشيح العماد ميشيل سليمان لسدة الرئاسة ، بعد ان كانت تريد تنصيب احد مرشحيها لهذا الموقع ، وكذلك تراجعها عن انتخاب الرئيس القادم بالاغلبية المطلقة (النصف +واحد) وموافقتها على رئيس توافقي منتخب بالثلثين من اصوات مجلس النواب ، ان هذا القول يبتعد عن الحقيقة السياسية التي فرضت نفسها اقليميآ ودوليآ ، بتراجع واخفاق الراعي والدافع الاساسي لهذه القوى في عنجهيته واندفاعه ، والذي معه شعرت قوى الموالاة واقطابها وخاصة ( العقلاء منهم) ، بتغيرلغة الخطاب والأولويات بالنسبة لراعي مشروعها في لبنان ، فقامت بمناورتها بالقبول بالعماد ميشيل سليمان كرئيس قادم ، والذي كانت قد رفضته سابقا لنفس اسباب رفضها للعماد اميل لحود رئيس الجمهورية السابق .
أن طبيعة هذه المناورة المحسوبة من قبل الموالاة ، على اساس الفصل بين الاستحقاق الرئاسي ومنع الفراغ الرئاسي ، وترحيل حل الخلافات الى مابعد هذا الاستحقاق ، هو محاولة للحد من الخسائر السياسية لهذا الفريق ، خاصة وان المعارضة الوطنية وبفطبيها البارزين ، حزب الله والتيار الوطني الحر بقيادة ميشيل عون ، كانت قد ربطت وبشكل لا لبس فيه بين انتخاب الرئيس الجديد وبين الاتفاق الكامل على القضايا الاساسية التي تتعلق بالقرار الوطني الرسمي ومسألة المشاركة الفعلية في ادارة البلاد ، والذي بدوره سيحصن الرئيس القادم من الغرق في متاهات الخلاف وطرق حلها القانونية والدستورية والسياسية .
لذلك يدعي فريق الموالاة ان المعارضة تريد تكبيل الرئيس المنتخب والحد من حريته وخياراته ، وهي في حقيقتها محدودة حسب الدستور اللبناني ، وبالتالي فأن الفعل السياسي والقانوني لصلاحيات الرئيس لا تستطيع حل العقد الدستورية والسياسية لجوهر الازمة القائمة .
ان اعادة انتاج حالة سياسية ودستورية ، كما كانت في عهد الرئيس اميل لحود ، وذلك بتغيير شخص الرئيس ، لغرض الضغط ومحاولة الكسب السياسي هوما تبغيه قوى السلطة القائمة ، عبر رفضها لأتفاق شامل تقترحه المعارضة ، والذي سيفتح الطريق اما سلاسة انتخاب الرئيس التوافقي .
لقد فتحت المعارضة الباب واسعأ اما خيارات اخرى للحل ، وكانت مبادرة العماد ميشيل عون والتي رفضت بشكل هستيري من قبل فريق الموالاة ، كما رفضوا قبلها تشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة انقاذ وطني او اجراء انتخابات مبكرة ، احد نوافذ هذه الحلول ، وذلك بمرحلة صيغه ، اي الاتفاق على تعديل الدستورفي تولي الرئيس القادم لمدة سنتين حتى الانتخابات النيابية القادمة ، والتي ستسمح للشعب اللبناني بقول كلمته في انتاج معادلة سياسية جديدة ، من خلال مجلس نيابي منتخب يستطيع تشكيل حكومة جديدة وينتخب رئيسآ لفترة رئاسية دستورية كاملة .
كما يبدو اليوم ، فأن فريق الموالاة وسلطته في لبنان يعيشون مأزقآ ، لا يبتعد عن مأزق الحاضن الامريكي في سياسته ونهجه ، وهم إذ يحاولون تلافي هذا المأزق والخروج باقل الخسائر الممكنة ، لازال بعضهم قاصرآ على قراءة المتغيرات وحالمآ بالغطاء الامريكي الذي لا حدود له ، والبعض الاخرمن اصحاب الرؤوس الحامية ، قد تراجع وانزوى ، او غير من خطابه وصيغه المعتادة ، واخرين لا زالوا يطلقون رصاصهم على سورية وايران ، بمنعهم للأنتخابات الرئاسية ، ويتحدثون عن صفقات سورية ايرانية امريكية ، سيكونون ضحاياها ، ويتناسوا وبتبريريةٍ فاشلة سعيهم للأرتهان لتوجيهات ولاءات السفير الامريكي في بيروت ، بالتشدد وعدم التوافق والتنازل امام المعارضة الوطنية اللبنانية .

يمر لبنان اليوم بمرحلة مفصلية ، تدرك فيها قوى المعارضة وخاصة حزب الله والجنرال ميشيل عون ، ان تصحيح المعادلة السياسية القائمة على صعيد الحكم ، يدخل في صلب التحدي ، في اقامة دولة قوية مستقرة ، تمتلك امرها ، وتمتلك استراتيجية دفاعية ، يتكامل فيها سلاح المقاومة مع جيشها الوطني في ردع اي اعتداء اسرائيلي .
لقد اثبتت معطيات لما بعد الحرب على لبنان ، والتي اكدت الاحداث لاحقآ صحتها ، توفر العناصر الوطنية والاقليمية والعالمية لتراجع وفشل النهج الامريكي ، والذي كرس سلامة وصحت القراءة السياسية لحزب الله والمعارضة في احداث هذه النقلة المعارضة بهجومها السلمي والحازم ، والمعبر ليس فقط عن رفض التظلل بالمظلة الامريكية ، بل مؤكدآ وجوب الحصاد الوطني لنتائج الحرب العدوانية على لبنان ، بأقامة توازن حكومي ومؤسساتي ضامن لمسيرة وطنية مستقلة ، تتحجم من خلالها القوى والعناصر التي غامرت وحاولت ان تدفع البلاد والشعب اللبناني الى اصطفافات طائفية تتماهى مع تصنيف ( الاعتدال العربي ) ، لتغرق المعارضة في دوامة التفكك الداخلي ، وتهيئ الاجواء لسيناريوهات تلحق افدح الاضرار بالقضية اللبنانية .
لازالت هذه القوى والعناصر، والتي خلع بعضها اللباس المليشاوي واستبدله باللباس السياسي ، واستند بعضها الاخر على المذهبية في التهييج والتحشيد ، هذه القوى لم تفقد الامل بعد في المناورة والتشدد والتمنع ، وربما ارتكاب الفعل السياسي الاحمق ، في ظرف دقيق تمر به الساحة اللبنانية ، والذي يمكن ان يؤدي الى مضاعفات غير محسوبة ، تأخر وتؤجل الاتفاق السياسي .
لقد كان الأغتيال السياسي ل(فرانسو الحاج) القائد العملياتي للجيش اللبناني ، يوم الاربعاء 12/12، محاولة جديدة لتسميم الوضع السياسي ، يهدف المستفيدين منها ، وخاصة اسرائيل والمتعاونين معها في لبنان إلى شحن المواقف والنفخ في بوق التصلب الاجوف ، والضغط على المعارضة الوطنية واحراجها في مسالة التسليم بانتخاب الرئيس اولآ ، وبنفس الوقت للتخلص من شخصية عسكرية مرشحة لأستلام قيادة الجيش ، ومعروفة بمواقفها الوطنية وحياديتها ومهنيتها .
ان محاولة المساس بالمؤسسة العسكرية ، يعني النية والتخطيط لأقحامها في الازمة السياسية ، وبالتالي خلط الاوراق وتعقيد الحالة السياسية والامنية بامل الاستفادة من تبعاتها ، في تحسين الشروط التفاوضية والخروج بمكاسب اضافية لصالح فريق السلطة ، وما الاشارات التي صدرت من تصريحات بعضهم بالذهاب للبرلمان واجراء انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد ، وكذلك بتعيين وزراء اخرين بدلآ عن وزراء المعارضة المستقيلين ، إلا رسائل ضغط وتهديد ، لم تفلح ، ويجب ان لا تفلح في جر المعارضة لهسيتيريا الاجواء الساخنة المدبرة في الغرف المظلمة لأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية .



#كاظم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد المأساة ! يوشكا فيشر / وزير خارجية المانية السابق
- لبنان وانابوليس
- اقطاعيات العراق وكانتونات بغداد / ايها الوطنيون احذرو التقسي ...
- الحوار غير المتكافئ
- النكبة الشاملة
- المتغيرات الدولية والسيادة الوطنية
- البريق الروسي الجديد !
- حصاد القمة !
- ! المؤتمر الدولي حول العراق ) حركة التفافية فاشلة )
- لعبة القط والفأر .. ألى اين ؟
- الفتنة الشرق اوسطية ! ايها الوطنيون كفوا عن النفخ في بوق الط ...
- أفغانستان في ظلال العراق
- افغانستان في ظلال العراق
- الصومال امتداد لمشروع الشرق الاوسط الكبير
- مصالحة على عجل ( النسخة الثالثة)
- حركة مكشوفة في التوقيت والمكان
- مهمة التحرير والبديل الوطني العراقي
- المتغيرات واستراتيجية حزب الله
- هل حملت زيارة رايس أي معاني استراتيجية ؟
- القرارات الدولية وهستيريا العبث الأمريكي


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم محمد - الفراغ الرئاسي والأغتيال السياسي !