أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - القرارات الدولية وهستيريا العبث الأمريكي















المزيد.....

القرارات الدولية وهستيريا العبث الأمريكي


كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1669 - 2006 / 9 / 10 - 04:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بما إن اهداف الحرب الأسرائيلية على لبنان لم تحقق أهدافها العسكرية بقصم ظهر المقاومة اللبنانية ، وكسر الحلقة اللبنانية لاختراق سلسلة جبهة الممانعة للسياسة الامريكية الرامية الى فتح الافاق أمام تحقيق مشروعها المعلن ، الشرق لأوسط الجديد ، وبما ان نتائج الأداء العسكري والسياسي الأسرائيلي أمام عنفوان المقاومة وطبيعة أدائها المتميز بحنكة ادارتها الرصينة سياسيآ وعسكريآ ، قد سبب تداعيات مؤثرة داخل اوساط الحكم الأسرائيلي، وزعزعة الثقة بقدرة جيشهم وقياداته ، سارعت وتسارع الولايات المتحدة الامريكية وبجهودٍ إستثنائية لتغطية الأندحار الميداني لأسرائيل بعدد من القرارات الدولية عبر مجلس الأمن ، والتي تحاول من خلالها تحقيق ما عجزت عنه الالة العسكرية الأسرائيلية .
فكانت المحاولات الامريكية الفرنسية بتمرير مشروع قرارهم المشترك ، والذي عُدل فيما بعد بفعل رفض المقاومة والحكومة اللبنانية لمضامينه وبنوده ، لينتج القرار 1701 والذي شكل صيغة فرضتها وقائع الميدان ومواقف قيادة المقاومة وثقل دورها ، والاداء المتميز لزعيمها السيد حسن نصرالله ، أضافة لجهد دبلوماسي عربي أحس بحراجة الأنتظار والترقب أزاء تململ شعبي اخذ بالأتساع .
لم يكن هذا القرار بعيدآ كما هو مفهوم عن البصمات الأمريكية ، لذلك فلا غرابة ان تتضمن فقراته وبعض بنوده هامشآ كبيرآ للتفسير والتأويل ، وليبقي الباب مفتوحآ أمام متغيرات ومتطلبات اسرائيل والادارة الامريكية ، والتي ترتبط أساسآ بطبيعة ونوعية خياراتها ، لمحاولة الاستمرار في تحقيق الاهداف السياسية الاقليمية في لبنان وسورية وايران ، وتأثيرها لاحقآ على تصفية القضية الفلسطينية ، ورافعة للتورط الامريكي الفاشل في العراق.

لذلك كانت ولازالت الادارة الامريكية تصر على ان يرفق القرار1701 بقرارات دولية اخرى ، تمهد الطريق كما تدعي لمعالجة جذور الصراع في المنطقة ، فكانت تصريحات وزيرة الخارجية رايس ، بأنه من الصعب تطبيق هذا القرار بصيغته الحالية ، وكذلك بولتون مندوب امريكا في مجلس الامن ، والذي اكد على ضرورة استصدار قرار جديد يجيز نزع سلاح حزب الله في لبنان لأنهاء الصراع في المنطقة ، اضافة الى دعوة ادارته باستصدار قرار يمنع سورية وايران من تزويد حزب الله بالسلاح ، في الوقت الذي طالبت فيه بعض الدول الاوربية بقرار واضح من مجلس الامن يوضح مهمة قوات اليونيفيل ويُفصلها ، بعد ان استطاعت اسرائيل وامريكا خلق البلبلة بتفسيراتها الخاصة لمهمة هذه القوات واماكن انتشارها ، حيث اصرت اسرائيل وبدعم امريكي على مط نشر هذه القوات ليشمل الحدود السورية اللبنانية ايضآ ، مخالفة بذلك نصوص وروح هذا القرار، ومستندةً على تفسيرات بعض المضامين الخاصة بمنع وصول السلاح الى حزب الله في لبنان .

لقد ترافقت هذه الدعوات والمطالبات بقراراتٍ جديدة من مجلس الامن مع بالونات سياسية اطلقتها ادارة بوش وتناغمت معها الحكومة الاسرائيلية ، في امكانية الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط ، وكذلك الرسائل الاسرائيلية بأمكانية احياء المفاوضات حول الجولان المحتل ، عبر اشارة وزيرة الخارجية الاسرائيلية بتشكيلها لطاقم المفاوضات القادمة مع سورية ، في الوقت الذي دعا فيه أولمرت رئيس وزراء اسرائيل سورية الى التخلي عن دعم حزب الله و(الأرهاب) كشرط لأحياء المفاوضات الثنائية ! .

إن الحرب الأخيرة على لبنان بنتائجها العسكرية والسياسية ، وبمجمل احداثها ، كانت فشلآ كبيرآ لأدارة بوش ، يضاف الى فشلها في العراق وافغانستان ، وهي أيضآ قد ضيقت إلى حدٍ كبير من هامش المناورة الأمريكية في تفكيك حلقات الممانعة والمقاومة الأقليمية ، وكانت هذه الحرب فضيحة سياسية واخلاقية لأمريكا وحلفاءها من حيث تعاملها مع مبرراتها ومداها واحداثها وجهود ايقافها ، فاتساعها الزمني ، حيث استمر القتال لاكثر من شهر وبنفس تدميري وعدواني واضح ، برز اهدافها الحقيقية لانه فرز كثيرا من الاوراق المختلطة ، في الوقت الذي ادت نتائجها الى تداعيات سياسية واجتماعية ليست بالهينة للمجتمع الاسرائيلي ، وكشفت زيف الهالة التي أسبغتها وسائل الاعلام وعنجهية القيادات العسكرية ، وساهمت فيها رخاوة وخنوع انظمة الحكم العربية لهذا الجيش المتسلح بأحدث التقنيات العسكرية .

لذلك لم تعد اسرائيل وجيشها كما كانت قبل الحرب ، ولم يعد الوضع العربي كما كان ، خاصة مع ازدياد وتعمق الهوة بين سياسات انظمة خانعة وتطلعاتٍ شعبية اكدت خيارها الوطني والقومي وعبرت عن حاجتها المصيرية للتحرر والانعتاق من خلال الدعم المباشر والصريح لحركة المقاومة اللبنانية وقيادتها .



أذا كان إستنطاق الواقع الموضوعي يؤكد بأن هنالك تغير قد حدث بعد الحرب الاخيرة على لبنان ، فهو ما سيسهل إدراك واستيعاب التحركات والرسائل السياسية اللاحقة لأمريكا واسرائيل ومدلولاتها المستقبلية القريبة ، وبذات الوقت سيؤشر إلى حجم تأثير هذه المتغيرات على الساحة العربية بأنظمتها الرسمية الخانعة والممانعة وبقواها الوطنية والقومية والاسلامية ، بأتجاه تصليب ارادة مجابهة الهيمنة وتدعيم ادواتها الكفاحية الشعبية والسياسية ، والاستفادة المنهجية من يوميات القيادة السياسية والميدانية ومن نهج تميز به احد الفصائل المقاومة في احترام عقول شعبه ، ومن شفافية واتزان في مواجهة قوة تدميرية هائلة ، كانت تبغي فرض اهداف مشروعها العولمي .
اي ان جملة المتغيرات الحالية والقادمة ، استدعت وتستدعي احتوائها من قبل الادارة الامريكية ، سياسيآ ، وإن تطلب الامر عسكريآ ، خاصة وان حالة الأحتقان التي تعيشها الجماهير العربية ، وما قدمته المقاومة اللبنانية من صنع الارادة ميدانيآ وسياسيآ ، حيث اثبتت الى جانب كفاح فصائل المقاومة العراقية في مقارعتها للأحتلال الأمريكي ، أمكانية تعطيل التفوق التقني الحربي وايقاع اكبر الخسائر الممكنة بالته العسكرية وايقاف وافشال مشاريعه ، والذي اشاع وانعش المزاج الشعبي العام ، واستحث الوعي المقاوم وحاصر الانظمة العربية الرسمية المتواطئة والخانعة ، إلى جانب استمرار التحدي الأيراني في الموضوع النووي والرفض السوداني لأي قراردولي بارسال قوات دولية لدارفور والذي اقترن بمواقف حكومية وشعبية تضامنية قوية مع الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية ، مع إستنهاض حكومي سوري بأحياء قضية الجولان المحتل وتشكيل الهيئة الشعبية لتحرير الجولان ، واعتبارها هيئة شبه رسمية .

لذلك فأن الأدارة الامريكية تكثف من نشاطها السياسي والدبلوماسي لأقناع الاعضاء الدائميين في مجلس الأمن بضرورة استكمال القرار 1701 بقرارتٍ جديدة ، غايتها الأساسية تحويل الفشل الميداني الصهيو امريكي إلى نصر سياسي يمتص ويحتوي ويستوعب المتغيرات التي تعكف الدوائر المختصة في الخارجية والدفاع الامريكية وبمشاركة اسرائيلية ، على اعداد الدراسات والمقترحات السريعة لمعالجة تداعياتها ، وباتجاهاتٍ سياسية وعسكرية ، وهذه الادارة وهي إذ نجحت في تمرير القرار 1706 والقاضي بأرسال قوات دولية الى دارفور ، فأنها وبكل صلفٍ بوليسي اعطت تفسيرها الخاص به والذي يعني استخدام القوة العسكرية ، وفي الوقت الذي تُحشد لدعم دولي ولقرار جديد ضد ايران يسمح بحصارها ومعاقبتها .

إن ذلك يترافق مع حثٍ امريكي لكل من مصر والسعودية والاردن وبعض دول الخليج في ان تساهم في ( اعمار لبنان) سياسيآ عبر دعم المحور اللبناني السعودي وامتداداته النخبوية والطائفية ، حيث تناغمت تصريحات وزير الخارجية السعودي الاخيرة ، في العزف على المشاعر القومية العربية مع هذا الحث الامريكي ، وبالضد من حزب الله والمقاومة الاسلامية في فلسطين ، مثلما يلهث بعض أغبياء السياسة الطائفيين في العراق وراء دعم سعودي واردني ومصري لطائفة بعينها وبحثٍ ودفعٍ من زلماي خليل زادة خدمة لأهداف المواجهة مع ايران بسبب برنامجها النووي ونفوذها في العراق .
لقد أدت نتائج الحرب الاخيرة على لبنان إلى تحميل واشنطن وحلفاءها الاسرائيلين وبعض الانظمة العربية أعباء تداعياتها ، واعباء مأزق جديد ، دفع ويدفع هذه الادارة إلى التخبط وعدم الاتزان حتى في تصريحات مسؤوليها ، والذي انعكس بعدد من الرسائل السياسية المتناقضة ، التي لم تحجب مطلقآ دواعيها ، ولم تخفي دلالات هستيريا طغمة الحرب في استصدارقرارات من مجلس الامن لشرعنة تحركها المقبل سياسيآ وعسكريآ ، خاصة وان سياسة الهروب للأمام اصبحت ملازمةً لأدارة الحرب الامريكية .
فبدفع أمريكي اصبح الحصار الاسرائيلي المفروض على لبنان موضع مساومة وابتزاز ، وكذا بالنسبة لللأسرى اللبنانين ومبادلتهم بالجنود الأسرائيلين ، اضافة لأشتراط اولمرت بعدم الانسحاب من المواقع اللبنانية الحدودية إلا بعد وصول 5000 الاف جندي من اليونيفيل ، أن الأنتقائية والمط والتفسير الخاص بتطبيق القرار 1701 يدخل في الأطار العام لمجمل جهود ادارة الحرب الامريكية في اعادة ترتيب اوراقها الاقليمية ، خاصة وانها تواجه وضعآ عراقيآ محرجآ وحاسمآ بتطوراته القريبة ، والذي تتداخل فيه حسابات المواجهة مع ايران بشأن ملفها النووي مع متطلبات أهدافها السياسية والعسكرية عراقيآ واقليميآ .




#كاظم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاشية المسلمين ! أم فاشية رأس المال الأمبريالي
- معالم ما بعد قرار مجلس الأمن المنتظر
- معالم ما بعد قرارمجلس الأمن المنتظر
- قراءة في متغيرات التكتيك الأمريكي وفرص نجاحه
- ضربة الردع المحدودة
- التوقيت الأمريكي لغياب الزرقاوي !
- الديمقراطيات الوطنية خيار اصيل لمجتمعات الشقاء
- حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت
- المنتفضون ! ليس السُنة من يحابيهم زلماي خليل زادة !
- الحالة العراقية بين الواقع والطموح
- العراق الى اين ؟ سمات المشهد العراقي
- وانقلب السحر على الساحر
- المواجهة المؤجلة ومصير المشروع الامريكي
- مشروع ليبرالي عالمي ام ديمقراطية وطنية
- الترشيد الامريكي لتداعيات الانتخابات العراقية
- الليبرالية المسخ
- مأزق الأدارة الحاكمة
- المواجهة المؤجلة
- انهم يقرعون طبول الحرب الاهلية
- الجهد الوطني والغبار المثار


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - القرارات الدولية وهستيريا العبث الأمريكي