أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - معالم ما بعد قرار مجلس الأمن المنتظر















المزيد.....

معالم ما بعد قرار مجلس الأمن المنتظر


كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 06:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما أثبتت مجريات الحرب الأمريكية على لبنان ، بواسطة الوكيل الأسرائيلي ، إن أهدافها الأساسية بأنهاء المقاومة الوطنية اللبنانية ، وقصم ظهر حزب الله وإدخال لبنان في مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وفتح الباب واسعآ أمام آفاق المشروع الأمريكي ، لم تتحقق ، فأن مؤشر تطورات المعارك اليومية توضح بشكل جلي ليس فقط صمود المقاومة ، بل قدرتها على ايقاع خسائر عسكرية كبيرة بالجيش الاسرائيلي وايقاف تقدمه السلحفاتي داخل الارض اللبنانية واجباره على التقهقر في مواقع عديدة ، اضافة إلى خلق حالة عسكرية جديدة من الردع المناسب في ضرب العمق الأسرائيلي .

لقد تراجعت الطموحات الأسرائيلية العسكرية والسياسية إلى مستويات متدنية ميدانيآ وحتى سياسيآ ، وفعلت الحنكة القيادية لحزب الله فعلها بأدارة هذه الحرب عسكريآ وسياسيآ واعلاميآ ، رغم حجم الدمار الذي تعرض ويتعرض له لبنان ، ورغم تعقيدات الوضع السياسي الداخلي وحملة الضغوط الخبيثة عربيآ ودوليآ ، في جعل الغطرسة الاسرائيلية والمطالب الامريكية تنحصر مؤقتآ في تحجيم حزب الله وابعاده عن الحدود الدولية ، والعمل على ابقاء الميدان مفتوحآ عسكريآ وسياسيآ بقرار دولي امام الخيارات التي تقررها واشنطن .

لذلك كله نقلت الأدارة الأمريكية ، وبعد فشل أي تحول استراتيجي ميداني ، ادارة صراع المعركة بالتوازي مع جانبها السياسي والدبلوماسي ، ففي ساحة مجلس الأمن يجري تعطيل اي قرار جدي لايقاف العدوان الاسرائيلي وذلك للاستمرار بفسح المجال واسعآ امام الة التدمير الأسرائيلية في محاولة تحقيق أختراقٍ ميداني ، يساهم في انقاذ سمعة وهيبة الجيش الأسرائيلي وبنفس الوقت في أختطاف النصر المعنوي والميداني الذي حققته المقاومة اللبنانية وامكانية تحويله لنصر سياسي ، ربما يفشل كل المساعي الحثيثة لاحتلال الارادة اللبنانية المقاومة على المدى القريب والبعيد .

إن محتوى ومضمون مشاريع القرارات المتداولة بين امريكا وفرنسا ، وما يترتب عليها ، لاتخرج عن اطار الاهداف الصهيوامريكية ، فهي ترتيبات سياسية ستمتلك قوة النفاذ القانوني في حالة اقرارها ، وتهدف إلى :

- تحويل الفشل الميداني الى نصر سياسي مجاني للقيادة الاسرائيلية .
- استبعاد الحل الشامل بين لبنان واسرئيل ،على استرجاع مزارع شبعا وبقية الامور المتعلقة بخرائط الالغام والتعويضات وعودة المهجرين والاسرى.
- وضع الالغام في طريق الحكومة اللبنانية بضرب وحدتها وخلق الانقسامات والتصدع بداخلها ، ليأخذ طريقه للشارع اللبناني ، حتى يخلق التملل المطلوب واحداث الفتنة الداخلية ، لتشكل عامل ضغط ٍ قادم بتجريد حزب الله من التوافق والتراص الوطني ، الذي شكل عامل قوة فعالة في وجه الحرب التدميرية .
- اضفاء الشرعية على الاحتلال الاسرائيلي لبعض المناطق الحدودية اللبنانية الجديدة ، واعطائها الحق في بكل ما تقوم به من عمليات تجريف وحرق ، ومنحها الضوء الأخضر بالرد على عمليات المقاومة التي ستستمر لطرد الاحتلال من هذه المواقع ، وابقاء الباب مفتوحآ لأستمرار العمليات العسكرية في العمق اللبناني .
- إن القول بأرسال قوات دولية مفوضة من الأمم المتحدة ، يعني بين ما يعنيه قوات بديلة للجيش الاسرائيلي في مهمته الحالية ، وربما للتدخل في الشأن اللبناني الداخلي .

إن في تجاوز مشروع القرار الدولي القادم لخطة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ونقاطها السبع ، والتي حضيت بدعم وتوافق وطني عام ، وكذلك بتبني دولي في مؤتمر روما ، يؤكد ليس فقط الأهمال المتعمد للشرط الوطني اللبناني في انهاء الحرب العدوانية ، بل يشير إلى بالونات إختبار حقيقية موجهة من جبهة الدعم السياسي والعسكري لأسرائيل ، للداخل الحكومي اللبناني ولبعض التيارات والرموز السياسية التي عرفت بتحفظاتها وتنسيقها مع هذه الجبهة ، قبل وخلال الحوار الوطني اللبناني ، والتي انضوت في الظل على مدى ايام الحرب والقصف التدميري ورغم ان بعضها عبر عن مواقف واضحة ضد العدوان الهمجي ، إلا ان المسافات في المواقف لم تختفي حول الاسباب والحلول والتعامل مع القرارات الدولية .
وهنا يكمن الرهان الصهيوامريكي والفرنسي ايضآ على خلق اتجاه المساومة والتصدع في الموقف الحكومي ، ليصل مداه السياسي للشارع اللبناني ويفعل فعله في تشتيت الجبهة الداخلية .

كان لموقف نبيه بري رئيس مجلس النواب برفضه للمشروع الفرنسي الامريكي ، أثره في ادراك اهمية وحساسية التعامل الواضح مع هذا المشروع وخطورته على لبنان ، وهي رسالة واضحة للأسرة الدولية ومجلس امنها ، يتطلب تعزيزها بموقف حكومي واضح لا يستبعد المساومات المحدودة ، والتي يجب ان تدعم داخليآ وعربيآ .

إن نجاح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في تمرير هكذا مشروع عبر مجلس الأمن الدولي ، يضع لبنان امام امتحان مصيري ، ستعمل الة الحرب العسكرية والسياسية على افشاله في اجتيازه ، عبر الغوص اعمق في الوحل اللبناني بأستمرار القصف والتدمير وتوسيعه ليشمل حتى قلب بيروت ، وربما توسيع العمليات البرية لتتخطى الليطاني ولتقيم لها رؤوس جسور في العمق اللبناني ولتستكمل التقطيع الجغرافي طوليآ وعرضيآ
لأحداث الفوضى الغير خلاقة المطلوبة امريكيآ ، وتفعيل الطائفية والمناطقية تحت ضغط القتل والتدمير . ليسهل عليها عملية التفكيك ، ولتنعش الاحلام المغمورة للبعض في اقامة اماراتهم الكارتونية .
ان افشال تحقيق الاهداف الصهيوامريكية من حربها العدوانية سيرتبط بالتأكيد بتحسين الشروط الميدانية للمقاومة والحيطة والحذر والمرونة في التعامل مع اي بوادر تصدع داخلي تميز الموقف الرسمي عن المقاومة الوطنية اللبنانية الباسلة.

ان ضغوط الشارع العربي من جهة والاحراج الذي يعانيه النظام الرسمي العربي قد دفع بالانظمة العربية الى محاولة تدارك سلبيتها وعجزها عن اتخاذ اي موقف يعبر عن الحد الادنى من الشعور بالمسؤولية ازاء مصائر شعوبها وينسجم مع الحجم الكارثي للعدوان الصارخ على لبنان ، فهمت لعقد اجتماع وزراء خارجيتها في بيروت واعربت عن تبنيها لبرنامج السنيورة لمعالجة الموقف بمجمله ، وسيغادر وفدا منهم الى الامم المتحدة لاقناع امريكا وفرنسا بتعديل مشروع قرارهم !
ولكن هل مجرد ابلاغ الرسائل للخصم يكفي لاقناعه بالعدول عن غيه ام التلويح بضغوط حقيقية ومستحقة لجعله يحسب حسابا عندما لا يستمع الى صوت الغالبية العظمى من دول العالم التي تتفق في مضامينها مع المطالب اللبنانية المشروعة ؟
وهل هناك حساب امريكي لهذه الانظمة حتى يعول على مواقفها الهشة ؟



#كاظم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم ما بعد قرارمجلس الأمن المنتظر
- قراءة في متغيرات التكتيك الأمريكي وفرص نجاحه
- ضربة الردع المحدودة
- التوقيت الأمريكي لغياب الزرقاوي !
- الديمقراطيات الوطنية خيار اصيل لمجتمعات الشقاء
- حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت
- المنتفضون ! ليس السُنة من يحابيهم زلماي خليل زادة !
- الحالة العراقية بين الواقع والطموح
- العراق الى اين ؟ سمات المشهد العراقي
- وانقلب السحر على الساحر
- المواجهة المؤجلة ومصير المشروع الامريكي
- مشروع ليبرالي عالمي ام ديمقراطية وطنية
- الترشيد الامريكي لتداعيات الانتخابات العراقية
- الليبرالية المسخ
- مأزق الأدارة الحاكمة
- المواجهة المؤجلة
- انهم يقرعون طبول الحرب الاهلية
- الجهد الوطني والغبار المثار
- ماهو قادم
- تماثل ومدلولات من التأريخ


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - معالم ما بعد قرار مجلس الأمن المنتظر