أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسني أبو المعالي - لمسة وفاء _ في ذكرى رحيل الفنان العراقي -خالد الجادر-














المزيد.....

لمسة وفاء _ في ذكرى رحيل الفنان العراقي -خالد الجادر-


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


تحل مع مطلع كانون الأول (ديسمبر) من كل عــــــــــام ذكرى رحيله، رائد تشكيلي كبير، لم يحظ في حياته وهو في أوج عطائه الفني بعصر ذهبي، إلا أن الذهب الحقيقي كفنه باق لكل العصور، إنه الفنان العراقي "خالد الجادر"•

رحل ربما احتجاجا على زحمة المدعين، ولم يرحل باعتباره واحدا من القلة المبدعين، كان عاشقا أحب المرأة والقرية والطبيعة، ومناضلا دافع عن الحرية والإنسان، نهل ألوانه من مياه دجلة والفرات، وسافر بهما إلى الماضي وتوغل في عراق سومر وبابل وآشور، وبحث بعين ألآثاري وبقلب الفنان عن ضالته فوقع بحب (عشتار)، وراح يعزف لها طويلا (بقيثارة أور) السومرية لحنا شجيا :
(صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى عراق، كالمد يصعد كالسحابة كالدموع إلى العيون، الريح تصرخ بي عراق، والموج يعول بي عراق••• عراق••• عراق••• عراق••• ليس سوى عراق) •
وعشتار ترصده بعينيها وهما تذرفان ألوانا من الدموع والدماء، حتى أذنت له ـ دون الكثيرين ـ بدخول بابل من أبوابها المنقوشة العالية، تجول عبر الأزمنة العراقية على ظهر ثور آشوري مجنح وصولا بالقرن الثالث عشر الميلادي ، كان (يحيى الو اسطي) بانتظاره، يحمل إليه مخطوطات مقامات الحريري التي حصل الجادر بموجبها على دكتوراه في الآداب بتاريخ الفن الإسلامي ضمن رحلاته الفنية الأولى إلى فرنسا بعدما نال بكــــــــــالوريوس كلية الحقوق وكذا دراسته للفنون الجميلة في بغداد • كان صاحب مدرسة لونية ساحرة، لكن ذلك لم يمنعه من الإبحار في عالم التخطيطات التي كان الفنان يعتبرها الأرضية التي تقف عليها اللوحة، بل لعل معظم تخطيطا ته ـ مهما تباينت فيهما درجات الظل والضوء بالأبيض والأسود ـ فإنها لوحات تعتمد في ألوانها على حركة الأقلام السوداء، أقلام طالما انحنت طائعة بين أنامل فناننا المقتدر، كانت تلك التخطيطات زاده اليومي ووسيلته للتعبير، ومرآته الواسعة التي يجد فيها العالم كله •
كان (غويا) عصره لكن معاصريه لم يكونوا أوفياء له بمستوى من عاصر الفنان غويا، فقد كانت ذكراه تمر كل عام يتيمة، كسحابة صيف، على الرغم من أن إرثه الفني كان ولا يزال يمتلك كل شروط الغيث الوافر بالألوان والمواضيع المفعمة بالجمال •
راهن على الأخلاق إلى جانب موهبته لضمان نجاحه الفني، فلم يسع إلى النجومية فاكتسب صفاء الألوان في أعماله من صفاء قلبه وعانق بها غابات النخيل التي اتخذت من العراق موطنا لها، وتسلق بفرشاته جبال العراق، وغنى للوطن وأغناه بأجمل اللوحات الخالدة التي سافرت معه إلى عواصم الدنيا، وأضاف إلى الفضاء التشكيلي العربي لبنة فنية متميزة •
سحابة الغربة أمطرته على ضفاف (نهر سبو ونهر أبي رقراق) حيث محطته الأخيرة قبل رحيله الأبدي، يتأمل (الأفلاك) المغربية، تلك المراكب النهرية وهي تشرئب بأعناقها الخشبية باتجاه الأفق، أفق لونته الشمس بلون الصبح، فيعود على بساط الذكريات إلى ـ مشا حيف ـ الوطن، وطن لونته الحروب بلون الحزن، إنها ضفاف عراقية على أنهار مغربية إنه لقاء المغرب بالمشرق، فكأن البصرة على نهر سبو وبغداد على ضفاف أبي رقراق • وعاد الجادر إلى وطنه بعد أن أتعبه الترحال بعيداً عنه، لكنه عاد محمولا على لوحات لا تحمل توقيعاته وإنما بصمات عشاق فنه من تلاميذه وزملائه وأصدقائه المخلصين •



#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحتلون الصغار بين الحرب الطائفية والصراع على السلطة
- العراق :الوطن المقتول على يد أبنائه
- أيها الرجل -إخلع حجابك- أولا
- عاشوراء بين معينين
- الإنسان أولا ... الإسلام ثانيا
- الميليشيات في العراق: مسلمون بالولادة مجرمون بالفطرة
- جهاد الأدعياء في قتل الأبرياء
- بأمر الوطن أنا عراقي
- المأساة العراقية ملهاة للاحتلال
- رحيل عازف سيمفونية الألوان الفنان خضر جرجس
- المواطنة وأزمة الولاء للوطن في العراق
- التقسيم بات وشيكا .... فأين عقلاء الأمة من كل ما يعصف بالوطن ...
- الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي
- التدخين علاج شاف في مستشفيات العراق
- قناع الزرقاوي: الوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- قناع الزرقاوي والوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- أبعاد السياسة الاسرائيلية في الوطن العربي
- للصراحة حدود يا بن عبود
- سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة
- هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟


المزيد.....




- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسني أبو المعالي - لمسة وفاء _ في ذكرى رحيل الفنان العراقي -خالد الجادر-