أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسني أبو المعالي - المأساة العراقية ملهاة للاحتلال














المزيد.....

المأساة العراقية ملهاة للاحتلال


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 07:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس لغزا اكتشاف ما يدور في العراق على الرغم من ملابسات الأحداث الدامية التي يشهدها الوطن كل يوم، لكن الذي يرى بغداد من بعيد أو يسمع عن صدى طبول الحرب وهي تعج بأصوات الانفجارات، ودوي مدافع الهاون، وصفارات الانذار، وأزيز الطائرات الأمريكية، وإطلاق الرصاص حتى أصبح الطلق الناري في العراق أكثر متعة من متابعة كرة القدم، يعتقد بأن المقاومة في العراق قد أبلت بلاءا حسنا في مقارعة المحتلين ولا يسعه إلا أن يثني عليها، خاصة عندما يقرأ بين فترة وأخرى خبر مقتل جندي أمريكي أو بريطاني هنا أو هناك، إلا أن الصورة المتخيلة تخفي وراءها حقيقة مرة لواقع مأساوي لا يسمع أنينه إلا من يعيش في بغداد وهي تتلوى ألما على إيقاع سيمفونية الموت الذي يحل، يوميا، ضيفا على العشرات من النفوس العراقية البريئة التي كتب عليها الوقوف في طابور القتل في انتظار دورها في مسرحية الخراب التي أخرجها وكتب السيناريو لها أطراف مختلفة ومتعددة، لكن معظمها، مع الأسف، عراقية،
وللقوات الأمريكية دورها المستتر في المعاناة العراقية مستفيدة من الإحتراب العراقي العراقي، فتقوم بمداهمة البيوت الآمنة بحجة محاربة الارهاب وهي أول من مارس الارهاب باحتلالها للوطن، ناهيك عن بعض دول الجوار التي تقتضي مصالحها في بقاء العراق غير مستقر،
أما الأطرف العراقية فتتصدرها الحكومة العراقية التي وزعت مؤسساتها ووزاراتها لعناصر وشخصيات تم اختيارها على أساس طائفي وحزبي، خارج إطار المهنية والكفاءة والاختصاص، ولا تستوفي شروط الرجل المناسب في المكان المناسب، وخلقت بذلك فوضى الاستئثار بالكراسي بعيدا عن مصلحة الوطن،
تليها الخلافات الشخصية، والانتقادات العلنية بين أصحاب النفوذ على مستوى القيادات الحزبية والدينية الشيء الذي ينعكس سلبا على المواطن العراقي،
ناهيك عن الخلافات المستمرة بين القيادات على مستوى الوزراء،
ومن الأطراف العراقية الأخرى التي ساهمت أيضا بالخراب، الميليشيات الإسلامية المتطرفة من السنة والشيعة والتي وجهت بنادقها نحو بعضها البعض، بعيدا عن الاحتلال الغاصب الذي احتل الوطن ودنس الأرض والزرع ولوث الهواء والأفكار، فهذا جيش المهدي يقف بمواجهة جيش محمد، وذاك فيلق عمر يتصدى لفيلق بدر، وغيرها من الميلشيات التي اتخذت من الرموز الإسلامية أسماء لها لتبرر جرائمها باسم الدين وباسم المقاومة، وكلها تدعي وصلا بالإسلام وبمقاومة المحتل؛ فأية مقاومة تلك التي تقتل عمال تنظيف الشوارع وتخطف مقاولين البناء الذين يحاولون إعمار ما تهدم، وتستهدف الموظفين في الدولة وتتهمهم باعتبارهم عملاء للمحتل، وتقتل التلاميذ وهم في مدارسهم، وكذلك الاعلاميين والمبدعين، والأطباء ورجال القانون وكل الكفاءات، وهل كل العراقيين من الطلبة والموظفين الذين يعملون في مجال القطاع العام أو الخاص جاءوا على متن الدبابات الامريكية؟ وماذا يعني تفجير الأسواق العامة المكتضة بالسكان، والمستشفات والمطاعم والمقاهي، فهل كل هؤلاء عملاء للمحتلين؟ وهل من الوطنية بمكان أن يبقى الوطن بدون مؤسسات، وتبقى دوائر الدولة معطلة والشوارع عبارة عن حافظات أزبال كبيرة ومشهد العاصمة يبدو قذرا؟، وإية مقاومة تلك التي تترصد لكل من يختلف معها في الرأي بحجة تعاونه مع الاحتلال، و تستهدف البنى التحتية للوطن و تدمر الاقتصاد الوطني؟ وبعملها هذا تلغي عنها صفة المقاومة لأنها تساهم في خلق الفوضى في البلد، وتدعم توجه المحتل في التفرقة وتعيد إلى الأذهان المقابر الجماعية وغيرها من الجرائم والأخطاء، لأن المقاومة الشريفة تنأى بنفسها عن ارتكاب القتل المتعمد للمواطنين ولا تسعى إلى التفرقة والتخريب، ولمصلحة من يتم انقطاع التيار الكهربائي عن الشعب بواسطة التفجيرات ليعيش المواطن بين نارين في صيف العراق اللاهب، ويختفي الغاز ويشح البانزين عن محطات الوقود ونحن في بلد البترول، وتتوقف حركة السير كل يوم في مناطق واسعة من بغداد بسبب التدهور الأمني بحيث يصعب على المرء مراجعة طبيب إذا مرض، أو الذهاب إلى صيدلية إذا احتاج إلى دواء وحتى زيارة الأقارب أصبحت من المستحيلات؟ وأي مصلحة تقتضي أن يعيش المواطن العراقي كل يوم على حافة الموت رعبا بفعل الإرهاب وينعم المحتل بالأمان قياسا لما يعانيه الشعب العراقي؟
لابد من الاعتراف بأن المعركة التي تدور رحاها، اليوم، على أرض الوطن، أصبحت بين العراقيين أنفسهم، معركة وقودها أرواح عراقية، وأبطالها من السنة والشيعة، وكلاهما ينتمي إلى دين واحد ألا وهو الاسلام، فأي إسلام ذلك الذي يتم باسمه خطف الأبرياء وذبحهم أو تهجيرهم من مناطق سكناهم على أساس الهوية الطائفية؟
تلك هي المأساة العراقية التي سببتها وأشعلت نارها بعض النفوس الضعيفة من المتطرفين والمتكالبين على السلطة حتى في ظل الاحتلال، وغير القادرين على التمييز بين ماهو في خدمة الوطن وما هو ضد مصلحة الوطن،لأن الإنسان القوي يرى بعين العقل ويفكر بمنطق الواقع ويتصرف بحكمة العادل من أجل شعبه ووطنه، ولا يرتضي لأمته أن تعيش المحنة بكل أبعادها من أجل نزواته، ووجود الاحتلال لا يبرر ما يعانيه الشعب العراقي بهذا الحجم الكبير من المعاناة على يد أبنائه، ولايعني أن تختلف الأحزاب والميليشيات فيما بينها، بقوة السلاح، على تواجده وقد أصبحنا بالنسبة للمحتل ملهاة يستمتع باختلافنا وخلافاتنا،
كفاكم احترابا ضد بعضكم البعض، أيها المتعطشون للدماء، واتقوا الله، ووجهوا قواكم مجتمعة ضد الاحتلال، وراهنوا على وحدة الصف العراقي رفقا بهذا الشعب المقهور، يا من رسمتم صورة مشوهه عن معنى المقاومة، وأعطيتم مثلا سيئا للاختلاف الذي تفاخر به شعوب العالم باعتباره سببا للائتلاف، ونصبتم أنفسكم كل من موقعه، حكومة ومعارضة، ولاة على الشعب، وأشهرتم خناجركم من أجله ثم طعنتموه، سارعوا الآن إلى مغفرة من ربكم لمعالجة معاناة شعبكم، واتفقوا على تضميد جراحه، إن كنتم حقا تؤمنون بالله واليوم الآخر



#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل عازف سيمفونية الألوان الفنان خضر جرجس
- المواطنة وأزمة الولاء للوطن في العراق
- التقسيم بات وشيكا .... فأين عقلاء الأمة من كل ما يعصف بالوطن ...
- الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي
- التدخين علاج شاف في مستشفيات العراق
- قناع الزرقاوي: الوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- قناع الزرقاوي والوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- أبعاد السياسة الاسرائيلية في الوطن العربي
- للصراحة حدود يا بن عبود
- سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة
- هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟
- الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر
- الطائفية في العراق: قريبا من السلطة بعيدا عن الاسلام
- بانوراما الألوان واحتفالية الأشجار
- الفنان التشكيلي المغربي المكي مغارة وحوار العتمة والنور
- ثلاث محطات ضوء مغربية من شمس الموسيقى العربية
- أنين العود في ليل العراق الطويل
- إعلان مدفوع الثمن
- من الذي أساء إلى الإسلام غير المسلمين ؟
- الأغنية العربية في ميزان الفيديوكليب


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسني أبو المعالي - المأساة العراقية ملهاة للاحتلال