أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الجبار السعودي - أنتَ الشاهد .. يا ديسمبر !














المزيد.....

أنتَ الشاهد .. يا ديسمبر !


عبد الجبار السعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2117 - 2007 / 12 / 2 - 11:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نعم ، ومنذ أن أسموك قدماء الرومان، بهذا الأسم، لحسابات لا نعرفها، والذي صاحبكَ وصاحب سنواتك وأيامك وأحداثها، فقد بقيت الألسن تنطق بك مع نهاية كل عام، وليس هذا وحسب، بل أن مناصريك ممن أنتصرت لهم الأيام والأحداث و أولئك الذين غافلتهم الأيام و خذلتهم ! كل هؤلاء يلهثون وراءك صاغرين بما تجود به أنت اليهم، لكي تنصفهم و تنصف حساب الأيام الذي لا يُراد لها أن تنتهي مع آخر يوم وساعات أجبرتَ أنت على أن تحياها، أملاً في عام آخر يعيد لك الحياة من جديد !
صغارك الذين عايشوك منذ يوم ميلادك و فرحت لهم بيوم ميلادهم وأولئك الذين جلبوا السلام على أكفهم و حملوه في أرواحهم ، وتناغت به الأمم، كل هؤلاء شهوداً على ما نحن عليه وانت فيه !
أحداثُ الأيام التي نحياها منذ عقود طويلة مضت و ليومنا هذا الذي نعيش بداياته مع أطلالتك علينا ، كل تلك الأحداث تسليت أنت بها، بما تحمله من معاني، وتسلينا نحن فيها فرحاً أحياناً و هموماً أحياناً أخرى .. ولم نفقه و نتلذذ طعم الأشياء إلا صخباً، فقد عاش الصخب فينا وعشنا معه، فلم نشهد فرحاً تبتسم له الوجوه دون منغصات، ولم نشهد رقصة إلا وقد أجبرنا عليها تقليداً لحساب ما، فلم نرقص كما رقص زوربا رقصته الشهيره وهو يعانق الطبيعة بما أوحت به اليه !
قريباً سوف ترحل عنا، وخلال أيامك هذه سيعيد الكثيرون حساباتهم ، دولاً و منظمات وأفراداً .. وعندك سوف يتهيأ كل هؤلاء ليراجعوا ما أنجزوه وما قدموه لأنفسهم وللطرف الآخر من محبين ومن أعداء ، ومع تلك الحسابات تتجدد الأماني والدعوات، لكي يكون عامك القادم عاماً مليئاً بالأثمار والمسرات والنوايــــا المعلنة وتلك الدفينة !! عاماً يعيش فيه الناس في أرض المعمورة دون حروب أو أهوال أو كوارث ! و تبقى أنت صاغراً و شاهداً بما ستأتي به الأيام !
فقراؤك يا ديسمبر .. الذين ربما لايعرفون طعماً لأيامك العزيزة، سواء رحلت عنهم أو أتيت،كل هؤلاء سييبقون متطلعين دوماً، لكي تكون أنت ومن يتغنى بك لحساب ما أو لمصلحة ، مثمــــــراً وأكثر معطاءاً في محنهم التي يعيشوها والتي لا تريد أن تنتهي كما يبدو !
فقراؤك هؤلاء سيظلون بعيدين عنك بكل الآلام والمصائب التي تعبث بهم والبكاء الذي يجيش في صدورهم ويحطم أضلاعهم وأمانيهم ! أما السياسيون الذين يعدّون العدّة لعامك الجديد عندما ترحل عنهم ،فهم يعيدون أيضاً نواياهم و مشاريعهم، لكي ينتصر كل منهم لمصالحه المتعددة في شتى بقاع العالم، فأصحاب الصناديق الألكترونية واسرارها وأصحاب العـُقب الحديدية و قسوتها الذين تزداد ثرواتهم على حساب دموع وآلام الآخرين ، فهم أيضاً فرحون بك و بقدومك عليهم، فما ضاع منهم و تبذر، لا يريدون له أن يفلت من أياديهم ثانية ! فما أحوجهم الى بضعة دراهم تثقل جيوبهم و جيوب المنتفعين من حولهم ، وما أحوجهم لكي تنفرج أساريرهم في أول هبــّة لعادم قادم تكون أنت الشاهد على قدومه !
ستبقى غنيــــا يا ديسمبــــــــر .. بالروح والمعاني التي تحملها، وسيقلــّب الجميع أجنداتهم و مذكراتهم و يفتحون صفحات جديدة لأيام و ساعات قادمة منتظرة ، ربما ستجلب لهم أنت الكثير من المفاجآت !!
عش سعيداً يا ديسمبـــــر ، فبك يلهو الجميع و ينتصر لساعات معدودات وأنت تغادر التأريخ عنهم، وبك أيضاً تغفو عيون المتعبين والمنهكين من أبناء الوطن ، أملاً في أحداث جديدة ، تنقذهم ولو الى حين .. الى خبزة نظيفة دون منغصات، الى مدرسة يشرب صغارها ماءً نظيفاً و يزهون بملابسهم النظيفة، الى شوارع تتوسطها شتلات الأشجار والورود بدلا كتل الأسمنت الرمادية ! الى معاهد وجامعات تعيد مجدها و مجد مؤسسيها ! الى ملاعب تشتعل فيها الأكف والحناجر تصفيقاً و هتافاً و تنجب الأبطال !
أماني كثيرة و كثيرة يتطلع اليها أبناء الوطن وأنت تغادرهم شيئاً فشيئاً ! لكنك ستبقى أنت الشاهد ! ))
. . . . . .
ما أن أنتهيت من كتابة أسطري هذه والتي كان ينتظرها ( أبو ضامن ) بصبر كبير، لكي أضع لها النهاية والخاتمة و دون أن ينطق طوال تلك الدقائق بتعليق ما أو بخاطرة ما، حتى نهض من كرسيه وهو يبتعد عن شاشة الكومبيوتر، تاركاً نظارته جانباً .. وهتف في هوسة ،أقرب في إيقاعها الى ردة شعبية :
وبأيـــــّامنه ما ننســــــاك .. تبقى الشاهد يا ديسمبــــــــــر
وحســــابنه يبقى حســـاب .. تبقى الشاهد يا ديسمبــــــــــر
وعلـه الموعد أحنه ويــاك .. تبقى الشاهد يا ديسمبــــــــــر
وأنت الشاهد يا ديسمبــــــــــر !
* * *
بصــــرة – أهــــوار
الأول من ديسمبر 2007




#عبد_الجبار_السعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغيف الخبز .. يا حكومتنا الموقّرة !
- فضيحة عرعوري ..و بلبول القوري
- تسيورة !
- مو وردْ .. طلع دغل...إ.
- طبّت البواخر !
- يوم التاسع من تموز .. بأنتظار صوت المثقفين العراقيين
- عمال النفط .. ( أبو ضامن ) يناديكم !
- قراءة في كتاب .. عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية
- مُديراً ، أم وزيراً مندائياً ؟
- محطة إستراحة .. في يوم العمال العالمي !
- محطة إستراحة .. في يوم العمال العالمي !
- قدّح المشمش .. يا - حكومة !
- خسارة الميناء .. والعيون المتعبة !
- أحزان مندائية
- حمامة - هنوة - المذبوحة
- أيها النمل الذي .. ستأكلنا !
- الى صديقي خروتشوف ... مع أطيب التحيات !
- العراقيون المندائيون .. والخط الأحمر !
- فرشاة حامد .. أنامل حامد !
- ويستمر القتل ُوالخطفُ المتعمد للصابئة المندائيين !


المزيد.....




- بريطانيا: تنظيما داعش والقاعدة يشكلان تهديدًا للمملكة المتحد ...
- احتفظت بجثة ابنها الراحل لشهرين.. هذا ما كشفته مذكرات ليزا م ...
- بعينين دامعتين.. سيلين ديون تعبر عن تأثرها بأداء كيلي كلاركس ...
- بعد 67 عامًا على تشييده.. هدم فندق شهير في لاس فيغاس بطريقة ...
- مايا هاريس... أخت كامالا وصانعة استراتيجيات حملتها من وراء ا ...
- -كانوا محترقين-.. غزة: 16 قتيلا و17 مصابًا في هجوم على مستشف ...
- لماذا يعود الحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية بقوة في لبنان؟
- من بينهم المرجع الشيعي علي السيستاني.. من هم الزعماء الذين و ...
- لمناقشة العلاقات بين البلدين.. الرئيس الفنلندي يتوجه إلى الص ...
- تجارة المعابر.. كيف يستغل الجيش السوري مأساة العائدين من لبن ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الجبار السعودي - أنتَ الشاهد .. يا ديسمبر !