أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الجبار السعودي - فضيحة عرعوري ..و بلبول القوري















المزيد.....

فضيحة عرعوري ..و بلبول القوري


عبد الجبار السعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 03:34
المحور: كتابات ساخرة
    


بذلتُ محاولات عدة، شابها وصاحبها أحياناً الجدّ فيما أعلم ، والهزل والضحكات المتعالية أحياناً أخرى، لكي أقنع ( أبو ضامن ) من أن أسم ( عاروري ) يختلف بعض الشيء عن أسم ( عرعوري ) وإن كان الأخير أكثر إيقاعاً في نطقه في لسان صاحبي كما أكتشفت حينها! لكني وجدت من المستحسن و وسط هذا الأصرار العجيب والغير مسبق، أن أصغي الى حكايته التي أستدعاني من أجلها وهو يجلس وحيداً أمام المنقلة التي أعدّها لنفسه في وسط الهول تاركاً التدفئة المركزية في المنزل تلوذ بصمتها و سكونها و برودة ماءها ! فما ألذ أن تجلس متربعاً على الأرض وأنت تقلب جمرات الفحم و تداري النار المشتعلة بهدوء وهي تتمايل وتغازلك النظر بألوانها البهيجة و تعيدك الى أجواء الأرض التي عشت عليها وسنوات العمر التي قضيتها في صحبة من حولك، غير متناسياً من أن الصقيع و وحشة الأيام والتغرب على بعد أمتار عنك رضيت أم أبيت !
وما لفت نظري أيضاً من أن ( أبو ضامن ) قد أعاد حكايته تلك عن ( عرعوري ) بعد أن مرّت على أحداثها أكثر من شهرين، حينما قرأها وهو يزورني في مساء يوم دافئ بعض الشيء وعلى صفحات إحدى المواقع الأكترونية .. ومفادها أن شخصاً يدعى ( فراس عاروري ) وهو أردني الجنسية، قد أسس شركة وهمية للأعلانات أسماها ( آرامن ) بصدد القيام بحملة أعلامية للأنتخابات السابقة التي جرت داخل الوطن، تعاقد من خلالها مع مجلس المفوضين السابق في المفوضية العليا للأنتخابات، وأستطاع هو ومن تواطأ معه من ( لغف ) مليون دولار أمريكي ! ولكونها شركة وهمية ولم تنفذ أياً من بنود العقد، فقد أستطاعت اللجان المالية في المفوضية من أثبات وكشف خروقات مالية وإدارية و تواطئ بين أعضاء في مجلس المفوضين السابق والمدعو ( فراس عاروري )! وحيث تم بعدها أسترداد المبلغ المذكور و ملاحقة ( عاروري ) قضائياً وأقالة وأعتقال الرأس المدبر لهذه العملية وغيرهم من المتواطين معه في المفوضية المذكورة ! وأزداد أستغرابي كثيراً عندما سمعت من (أبو ضامن) من أنه يتابع بحماس قضايا الفساد والأختلاس والنهب أولاً بأوّل أكثر من متابعته للبيانات واللقاءات والتصريحات والوعود والأنجازات التي تتعالى ليل نهار وما يتبعها مباشرة وعلى الهواء من دماء طاهرة تسيل هنا وهناك .. أو ( بوس ٌ ) للــّحى وما أكثرها هذه الأيام!
ولأنّ جمرات الفحم في المنقلة قد بان أحمرارها وألتهبت، لتنعشَ الجبهات والخدود والأبصار، فقد أحضر لنا ( أبو ضامن ) على الفور قوري الشاي المذهّب و المطرّز بألوان الجمر والنار، لكي يركنه في زاوية من زوايا المنقلة، تاركاً له الوقت لكي يختمر بما فيه من حبات الشاي والهيل الذي جلبه من أرض الوطن عند آخر زياره له الى هناك منذ أشهر مضت. وكعادته في أن يكمل أعماله بهدوء وصبر غير معتادين، عاد ثانية ليكمل حديثه معي ..
الحرامية مثل الأفندي ( عرعوري ) خاف ما تدري، معروفين واحد واحد ! واللي يعرفهم، هُم الحرامية نفسهم ! وأحضر لي قصصاً كثيرة عن أختلاس فلان و فلان كانوا يوماً ما سلاطين زمانهم ترتعد أمامهم الأبدان و كنوز الأرض والبنوك وما تحويها.. وتاليهه عافوا الناس والوطن وكراسيهم ، بس ما عافوا ملايينهم ..! و وينك يا خفيف الذراع ! وهاي بلدان العالم تشهد وين هم ساكنين وأشلون الملايين تجيب الملايين !
لكن ألم صاحبي أشتد كثيراً وأنا أستمع الى نبراته تتعالى غضباً بالطريقة التي يدافع فيها المظلوم عن حقه في أسترداد ما يمكن أسترداده ، وأخذت أصابع يده التي شاخت، تتقوس و تتباعد وهو يفصح لي عن غضبه عن هذا المال الذي سُرق و يُسرق على مدار الساعة في داخل الوطن والجياع من الناس والمحرومين والعاطلين عن العمل والمهتوكين والمشردين والأرامل وهي تلهث بجموعها و تنام على وعود لا تتعدى الحصة التموينية التي يتلقوها شهرياً دون أن تكفيهم و دون تتطور، وهي المهددة كل يوم بأن تلغى حتى لايزعل صندوق النقد الدولي و ( عراعيره ) كما أسماهم أبو ضامن !
وشلون تشوف الحل يا أبو ضامن ؟
أنتظرت لحظات لكي أسمع جواباً لسؤالي هذا الذي لم يكن جديداً ومفاجئاً له، فوجدته قد رفع غطاء القوري قليلاً بعد أن داعبت أنفاسنا المنهكة من الحديث رائحة الهيل المنبعثة من الشاي المختمر في غليانه ، ثم أحضر أقداحاً كبيرة تشبه الى حد ما ( أستكان ) الشاي المعروف شعبياً عندنا في العراق، وما أن هدأت فورة القوري ومحتواه ، حتى أخذت أقداحنا تمتلئ وبصعوبة بالشاي الذي طال أنتظاره !
تشوف زين ؟ سألني ، وهو لا يزال ممسكاً بالقوري ساكباً منه ما يستطيع، دون أن تغادر عينيه الأقداح المتوسطة في الصينية الصغيرة . تشوف لو لا ؟ إذا أنت فطن وتعرف بسالفة القواري، راح أكَــــول .. ما ضاع تعب السنين ! وأخذ ينفخ قليلاً في مصب ( بلبول ) القوري، ثم يمد قصبة صغيرة ( عوداً )، لكي يبعد الشاي المتجمع في طريق البلبول هذا، و يملأ الأقداح ثانية، التي ما أن وجدها قد أخذت كفايتها بعد حين ، حتى أعاد القوري ثانية الى مكانه في زاويته الدثيرة بالفحم المتوهج، ثم قال ضاحكاً :
الشغلة مفهومة و واضحة يا مظلوم .. يا أبن المظلوم .. خير العراق وكَــــاعه .. ماكو مثله من خير و روح .. أسأل ( صندوق النقد الدولي ) ! و طعم هذا الخير مثل طعم هذا الشاي المهيـــّل، لكن هذا النهب والبوكَـــ اللي حارم النعمة والخير للناس المحرومين والمتعوبين كل هاي السنين الطويلة، مثل سالفة ( بثل الشاي ) اللي يوكَف إبلبول القوري، بس يحتاجله أشوية نفخة لو أشوية ( نبش ) حتى يوصل الخير لأهله ! وسالفة صاحبنه ( عرعوري ) والمليون اللي لغفهه وي ربعه من العراعير، هيه سالفة من آلاف الفضايح اللي واكَفــه بحلكَـــ القوري وما جاي تطلع للناس المحرومة حتى تعرف وين الصوج ! ومو بس هاي، ما أدري ليش بلبول القوري ينكَـــّــط مثل ناكَـــــوط الحِب ؟ صحيح هوّه صنعوه بالأصل حتى يتنفس القوري من يفور وحتى يصبون الشاي من عنده ، بس وحق ربك اللي خلقك وخلقني وصنع القوري وبلبوله ، تجي ساعة يطك القوري و يحركَــ أيدين الشايلته وبعدين .. ما تعرف حِماهه من رَجلهه !
و وسط ضحكاتي للمثل الشعبي الأخير الذي أورده ، سمعته يردد و هو يبعد القوري عن الجمرات التي بدأت تخفت :

العاذل الغيــــــّر أطباعك ولاشــــــــاك
وتخاصمنــا و صرت خصمي ولاشاك
الذهب غـــرّك على أحبابك ولاشــــاك
وخصـــام أنكَلـــــب ودّك عليـــــــــــّه
* * *




#عبد_الجبار_السعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسيورة !
- مو وردْ .. طلع دغل...إ.
- طبّت البواخر !
- يوم التاسع من تموز .. بأنتظار صوت المثقفين العراقيين
- عمال النفط .. ( أبو ضامن ) يناديكم !
- قراءة في كتاب .. عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية
- مُديراً ، أم وزيراً مندائياً ؟
- محطة إستراحة .. في يوم العمال العالمي !
- محطة إستراحة .. في يوم العمال العالمي !
- قدّح المشمش .. يا - حكومة !
- خسارة الميناء .. والعيون المتعبة !
- أحزان مندائية
- حمامة - هنوة - المذبوحة
- أيها النمل الذي .. ستأكلنا !
- الى صديقي خروتشوف ... مع أطيب التحيات !
- العراقيون المندائيون .. والخط الأحمر !
- فرشاة حامد .. أنامل حامد !
- ويستمر القتل ُوالخطفُ المتعمد للصابئة المندائيين !
- ممارسات مدمرة .. يدفع ثمنها الشعب والوطن
- ضحك على الذقون


المزيد.....




- اندمج في تصوير مشهد حب ونسي المخرج.. لحظة محرجة لأندرو غارفي ...
- تردد قناة روتانا سينما 2024 الجديد على نايل سات وعرب سات.. ن ...
- الممثل الخاص لوزير الخارجية الايراني يبحث مع نبيه بري قضايا ...
- سيدني سويني وأماندا سيفريد تلعبان دور البطولة في فيلم مقتبس ...
- فشلت في العثور على والدتها وأختها تزوجت من طليقها.. الممثلة ...
- -دبلوماسية الأفلام-.. روسيا تطور صناعة الأفلام بالتعاون مع ب ...
- كريستوفر نولان يستعد للعودة بفيلم جديد ومات ديمون مرشح للبطو ...
- بيسكوف: الإهانات الموجهة لبوتين -جزء من الثقافة الأمريكية-
- تفجير برايتون: مؤامرة تصفية تاتشر
- وُصفت بأنها الأكبر في الشرق الأوسط..نظرة داخل دار أوبرا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الجبار السعودي - فضيحة عرعوري ..و بلبول القوري