أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الجبار السعودي - خسارة الميناء .. والعيون المتعبة !














المزيد.....

خسارة الميناء .. والعيون المتعبة !


عبد الجبار السعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أعرف جيــــداً وانــــا أكتب كلماتي هذه أنكم لا زلتــــــم في عرض البحر ومياه الخليــــــج تتلاطم مع السفينة التي تغادرون فيها عائدين الى موطنكم الأصلي ومدينتكم الصابرة وحيث آلامكم ومعاناتكم حيث هناك تعيشون .
وكما كانت رحلتكم المنهكة لثلاثة أيـــــام في عرض البحر وأنتم ذاهبون الى لقاء رياضي كروي كان يجمعكم مع نادي العين الأماراتي ، فها أنتم تعودون مع همهمات وشجون هنا وهناك .. وتساؤلات .. هي أولاً على ألسنتكم ، لأنكم المعنيون في صراعكم مع الكرة المدورة وحلو إنتصاراتها .. ومرارة خسارتها .. وثانيــــاً تتراود الأسئلة على ألسنتنــــا جميعاً عن مغزى ومعنى كل هذه الرحلات الماجلانيــــة الطويلة !
لستم أنتم أول الخاسرين ، ولن تكونوا كذلك دومــــاً ، فتاريخ ناديـــــكم العريق .. وإنتصاراته .. وتاريخ أبطاله الكرويون وغيرهم في باقي صنوف الألعاب منذ إنتصارات البطل الأولمبي عبد الواحد عزيز صاحب الميدالية البرونزية الوحيدة للعراق حتى يومنا هذا ، وحتى الأسماء اللامعة للكرة العراقية وأنتم وشعب العراق أعرف بها ويفخر بأشخاصها ، أبطالاً نجبــــاء .. وهبوا الرياضة والوطن جـــلّ العطاء والمقدرة والفنون .. وأمتعونــــا في لحظات نشوة الفوز والخسارة معــــاً بأحلى ما وهبتهم الحياة من موهبة رائعة .. ستحفظها الأجيال المتعاقبة !

أقول كل ذلك وعيوننا وعيونكم وأنتم عائدون على ما أنتم فيه حقـــاً في مدينتكم الجريحة .. من مشقة عيش وسكن في أحياء شعبية لا تتوفر فيها أية مستلزمات الراحة من نعمة الكهرباء .. وصفاء المـــاء ونقاوته تبللون به أجسادكم وحلوقكم ، كما يعيش ويرتوي بقية اللاعبين في دول العالم ومنهم لاعبي نادي العين الأماراتي الذي معه خسرتم ! وفي شحة مورد يتم تقطيره عليكم ، تنتصرون عليه بأحلامكم وموهبتكم التي من أجل معشوقتكم الجميلة والوطن الذي لأجله أفديتم أنفسكم ! وفي عناء في التدريب هنا وهناك .. تتحايلون فيه أنتم ومدربيكم .. من أجل نجاتكم من حاقد أرهابي وقاتل مجرم يتربص بمدينتكم وأزقتها وساحاتها الرملية المنهكة ! وفي سوء في التجهيز تتمنون أن يرتقي ولو مرة في تاريخ الوطن الى ما يتوفر للاعبي الكرة في العالم نساءً و رجالاً ! وأخيراً وليس آخراً ، مما يدور في أذهانكـــــم يا أحبتي وأنتم تعودون في لياليكم الثلاث وسط البحر الهائج ، هو أن يكون عنــــاء سفركم هنا وهناك في مثل هذه البطولات الدولية كبطولة أندية آسيا ، أقــــلّ مشقة وإرهـــاقاً .. في وطن ٍ ، يسبح على بحور من النفط الساكن في بواطنه !
تطلعت الى أجسادكم المتعبة .. وعيونكــــم بعد اللقاء عبر التلفاز .. وهي تتساءل حقا ، عن وطن يرسل لاعبيه و ثروته الكروية التي سيفخر بها مستقبلاً الى لقاء ناد كروي ، في رحلة مرهقة كهذه في عرض البحر، ليكونوا بعدهــــا في مستطيـــل أخضر يخوضون صراعاً لا مع الكرة ومن يقف في ندّهــــم ، بل ومع أجسادهم التي هدّهــــا الرحيــــل و دوار البحر والضجر !
تطلعت اليـــــكم واحداً واحداً .. وأدرت ناظري الى البحـــــر هذه المرة .. وتساءلت عن مصير النفط الذي يهرّب من مدينتكم و وطنكم وعن الملايين المهدورة وتلك العاجزة عن نقلكـــــم من مطار مدينتكم المسكون بالأشباح والأسرار وعن السر الذي أرسلكم الى البحر الغادر والظالــــم ! وتمنيت أن أكون معكــــــم في رحلتكم يا أحبتي ، لا لكي أكتب عن تفاصيـــــل لقاءكم الكروي هذا ونعومة وخضرة ساحة الملعب الذي عليه دار لقاءكم ولا عن لاعبي نادي العين المحترفين من مختلف الجنسيات ولا عن الإمتيازات التي يحصلون عليها ، ولا عن جمال إمارة العين وخضرتها التي تسر الزائرين ، بل لكي أكون شاهداً معكم وعلى الهواء وفي عرض البحر هذه المرة وأنتم تشيرون بأصابعكم الى تلك السفن المغادرة موانئ الوطن وهي محملة بالذهب الأسود ، الذي تحلمون أن يكون يومــــاً ما أبيضــــاً ونقيـــــاً على حياتكـــــم وحياة عائلاتكم .. وفي حلـّكم و ترحالكــــم بـــراً وبحــراً وجـــــــواً !

* * *
بصـرة – أهـوار في 14 نيسان 2006




#عبد_الجبار_السعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزان مندائية
- حمامة - هنوة - المذبوحة
- أيها النمل الذي .. ستأكلنا !
- الى صديقي خروتشوف ... مع أطيب التحيات !
- العراقيون المندائيون .. والخط الأحمر !
- فرشاة حامد .. أنامل حامد !
- ويستمر القتل ُوالخطفُ المتعمد للصابئة المندائيين !
- ممارسات مدمرة .. يدفع ثمنها الشعب والوطن
- ضحك على الذقون
- وعند كوبا .. بلسم ٌ للجراح


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الجبار السعودي - خسارة الميناء .. والعيون المتعبة !