اوفسايد رباعي

كريم عبد مطلك

الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 06:17
المحور: عالم الرياضة
    

لي صديق قديم اعتاد ان يبادرني بالسؤال عما احمل من هموم واشجان كلما التقيته مواسيا ومخففا عما اشكوه له ، لكنه هذه المرة عاجلني بسؤال غريب قائلا : لو كنت موظفا في احد مكاتب الهجرة التابعة للامم المتحدة وجاءك مواطن باكستاني وقال لك : جئتكم راجيا منحي حق اللجوء الانساني في احدى الدول الاوربية وذلك بسبب تدهور الاوضاع في اقليم دارفور ، فماذا يكون جوابك ؟ فابتسمت وقلت : ما اظن حينها الا ان الرجل يمزح او مصاب بشيء في عقله والا (عرب وين طنبورة وين ) ، فعاد صاحبي والمرارة بادية عليه قائلا : اذن بماذا يعلل لاعبي منتخبنا الاولمبي (علي منصور وعلي عباس وعلي خضير ومساعد المدرب سعدي توما) اسباب لجوءهم الى استراليا ؟ وهل سيقولون بسبب تردي الاوضاع الامنية في بغداد ؟ ام سيقولون بسبب شظف العيش؟! وهم الذين لم يروا بغداد الا ما ندر حيث قضوا حياتهم ومنذ اكثر من سنة في معسكرات تدريبية خارجية وقبلها فهم محترفون في اندية غير عراقية فمتى صار الوضع الامني الذي بات اليوم تحسنه واضحا للقاصي والداني يشكل هاجسا يهدد حياتهم وهم يعيشون خارج العراق وفي بحبوحة من رغد العيش يحسدهم عليها الكثيرون ، نقول اليس من العقوق ما فعلوا ؟ ومن الجحود ما تصرفوا ؟ الم يتنكروا للجهود والاموال التي صرفتها عليهم الدولة ؟ الم تشملهم الحكومة واللجنة الاولمبية واتحاد الكرة بالرعاية والتكريم حتى صاروا من الاثرياء ؟ وهم لم يصلوا الى ما وصلوا اليه الا بالجهود المضنية المبذولة من قبل الجهات المسؤولة عن هذا القطاع التي وفرت لهم كل ما يحتاجونه من دعم لكي يصبحوا مشهورين ، ولم تطأ اقدامهم ارض استراليا الا باموال الشعب العراقي الذي منحهم حبه وثقته ، ثم لماذا لم يكملوا المشوار مع المنتخب الاولمبي الذي لم يكتمل بعد مشواره ، فهل هذا هو رد الدين والجميل ، انه مجرد عتاب على ما فعلوا ، وندعوا الله ان يوفق منتخبنا الاولمبي للتاهل الى بكين ونشد على ايدي لاعبيه الباقين على رغم الم الخسارة مع استراليا والتي تقبلناها بروح رياضية فهذا هو حال كرة القدم ، والبركة في ابناء العراق المخلصين وشتان بين هؤلاء الاربعة وبين الاخرين من رياضينا امثال المرحوم عبد كاظم ومنعم جابر وكاظم عبود الذين قالوا (لا ) في حضرة سلطان جائر زمن الطاغية وعادوا اليوم ليساهموا في بناء العراق الجديد وشتان شتان بينهم وبين أبطال فريق التايكواندوا الذين ضحوا بأرواحهم من اجل رفع اسم العراق ورايته فصاروا نجوم الثريا في سماء الوطن وتحية لكل وفي شريف غيور .

#كريم_عبد_مطلك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات