راهي مشلوع واجتثاث البعث

كريم عبد مطلك

الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 08:25
المحور: كتابات ساخرة
    

جلسنا انا وصديق لي في احد الكازينوهات نطالع صحف الصباح حيث تصدر خبر مناقشة مجلس الرئاسة قانون اجتثاث البعث التي اقرته الحكومة مؤخرا لغرض طرحه امام البرلمان للتصويت عليه ، فما كان من هذا الصديق الا ان يبادرني بالسؤال " هل يشمل هذا القانون اجتثاث راهي مشلوع " فابتسمت وقلت له ومن هو هذا (( المشلوع)) ؟ فاجابني : انه احد معارفي فسألته ما حكايته ؟ فراح يحدثني عنه قائلا : لقد تقدم راهي هذا باوراق تعيينه كحارس في احدى دوائر الدولة في العقد الثمانيني من القرن الماضي فطلبوا منه قسيمة انتماء للحزب فاضطر مكرها للانتماء تحت ضغط ظروفه المادية وفي اول اجتماع له في المنظمة الحزبية سأله المسؤول قائلا : رفيق راهي ما هو التكتيك السياسي ؟ فما كان منه الا ان عدل من جلسته معتدا بنفسه وقال بلغة الواثق من اجابته : التكتيك السياسي يعني ( التلكلك ) يقصد التملق فاخفى المسؤول ضحكته وشكره على الاجابة الا انه قرر في داخله ان لا يسأله بعدها لكونه عرف مستواه الثقافي (الراقي ) ومدى اطلاعه على الشؤون السياسية ، ومرت الايام وراهي يواضب على حضور الاجتماعات خصوصا وقد تم تعيينه بوظيفته التي قدم لها وذات يوم وفي احد الاجتماعات اخذت راهي الغفوة فنام لكونه قد سهر الليل كله في واجبه كحارس وكان الموضوع الثقافي في ذلك الاجتماع عن الديمقراطية ولما رآه مسؤوله نائما حاول ايقاضه سأئلا اياه : " رفيق راهي عن ماذا كنا نتحدث " ففرك راهي عينيه محاولا اقناع المسؤول بانه لم يكن نائما وقال بثقة عالية " رفيق حديثكم كان حساس (( كلش)) لان سمعتكم ( تحجون ) عالقوطية " ، فما كان من المسؤول الا ان ردد الشعار منهيا الاجتماع محتفظا بقهقهاته الى البيت ولما اكمل صاحبي حديثه عاد ليسألني : والان اجبني هل يشمل قانون الاجتثاث راهي مشلوع ؟ ، ولم اكد اتكلم حتى اجاب شيخ وقور كان يجلس خلفنا متنصتا على حديثنا قائلا : ( بويه راهيكم هذا مجتث من العروك ومشلوع من كاعه ما يحتاجله قانون وجابوه علمود الاشتراك ) فضحكنا ثلاثتنا وقلنا : ولله في خلقه شؤون .

#كريم_عبد_مطلك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل