الخطة الأمنية والتقويم الضوئي

كريم عبد مطلك

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 03:09
المحور: كتابات ساخرة
    

خرج من أحدى دوائر الدولة يحمل حزمة أوراق وهو يهز يديه دلالة عدم الرضا ويتمتم بكلمات لم اسمعها فقد كنت بعيد عنه بعض الشيء، فتوجهت إليه يدفعني فضولي الصحفي علني أجد فيما يقول مادة صحفية عن الروتين الذي يعم دوائرنا الحكومية أو عن الفساد الإداري الذي لم تتمكن هيئة النزاهة وإجراءات الحكومة بزيادة رواتب الموظفين من الحد منها فالرشوة والسرقة والاختلاس صارت أمورا طبيعية لا يستحي منها من يمارسها فقد امن العقاب فلماذا لا يسيء الأدب ، ولما اقتربت منه سألته : يا عم أراك ضجرا ، مالذي يشغل بالك ؟ فأجابني سائلا : يابني ألا توافقني الرأي بأننا في العراق صرنا نحتاج إلى التقويم الضوئي بدلا من التقويمين الهجري والميلادي ؟ فاستغربت جوابه وسالته : ولماذا هذا الاقتراح ؟ قال : ألا ترى أن السنة الهجرية والميلادية أصبحتا لا تستوعبان كثرة مناسباتنا وأعيادنا وعطلنا الرسمية؟ عسى أن تستوعبها السنة الضوئية ، قلت كيف ؟ قال : خرجت من هذه الدائرة الحكومية تاركا الموظفين والموظفات يرفعون أيديهم بالدعاء للقائمين على الخطة الأمنية لا لكونهم قد تمكنوا من تحقيق الآمن والأمان بل لأنهم قد رفعوا عدد العطل الرسمية فقد أعلن قبل قليل قرارا بحظر التجوال اعتبارا من يوم غد والى أشعار آخر ، فعدت لأساله : ياعم وماذا كنت تقول وأنت تخرج من هذه الدائرة ؟ أجابني كنت اردد متى يتم أعمار العراق إذا كانت أيامنا كلها عطلا .

#كريم_عبد_مطلك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل