أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - من سرق ورقة التوت ؟؟؟














المزيد.....

من سرق ورقة التوت ؟؟؟


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


خلف زجاج النافذة وقفت أطالع وجهه ،اليوم ازرق وبالأمس اخضر وربما غدا رمادى ، لا اعرف له لون معتاد، حتى صوته سيمفونية متعددة الطبقات، ربما يعزف لحظات لحنا سماويا وبعد برهة اسمعه يضج بالنشوة والفرح ، الى ان ألمسه فموسيقاه حينئذ مزيج من الرومانسية والاحلام والصخب ، سيل جارف من تتابع الاوتار يأتينى بأعذب الالحان كل مساء، انام على صوته وان كان هادرا، احبه وان كان صامتا، واعشقه وان كان حائرا، لكنه اليوم يحيرنى لا اعرف له وزن او مقام او... لا .لا..لا داعى بالتفكير فى اشياء آخرى.
الافضل الاسترخاء فى اشعة الشمس .
يا إلهى ما لى ارى كل شىء ضيقا !!
هذا الكون ماعاد يتسع لى الا بالكاد وحتى القلوب والسماء كلها تضيق من حولى ،الارض لم تعد لها من اتساع كل شىء فی صيرورة حالكة الظلام، إبتلاع.
ماذا حدث ؟ لا اعرف ..احاول الخروج من هذا المكان الضيق ولكن بلا فائدة.
اتلفت حولى ، كل من حولى يعانى ضيق المكان ، ربما اكثر منى، ربما اقل ولكن هى نفس المعاناة ، يارب النجاة اين المفر ؟، اين القمر؟ ، هل جننت؟ وما فائدة القمر فى هذا الوقت؟ اه القمر ..حتى القمر قد غشاه الظلام وقد كان بالامس بدرا !!
كم عددنا الان عشرة لا اكثر عشرون بل مائة لا لا ألف لا مليار أيعقل مليار، اعتقد اقل ، لا فائدة من الرصد فالكل يتنفس الرماد والدم .
نحاول اختراق الاتجاهات ،من حولنا بحور تعج بالحيتان والاسماك الجميع يطل على بعضه البعض ولا احد يستطيع البوح، الانهار تحول عذبها اچاچ« محفوفة بالدم ، والجماجم حراس القصر.
وما هذا ؟ كلاب تملأ رمال الشط..!!
لامفر ، لا مفر ، قد سُدت علينا كل المنافذ الهواء ازرق والضياء كالجمر ، لامفر سوى البحر .
يصيح صوت كالرعد ، لابد من خلع ملابسنا ، لايقرب اليم من كان اسير غلالته ، يشيرون لى من بعيد عليكِ بالتجرد والهرب الى البحر، فى لحظة من اللاوعى أتجرد من ملابسى قطعة قطعة كلما ابقيت على احداها ، ترتفع اليد ،عليكِ بالتجرد،عليكِ بالتجرد.
كيف ؟ حائرة فى خوف أتلفت فى خزى والمقل مثقلة بالدمع ،لم يعد لدى سوى ورقة التوت!!
يتكرر النداء ،اخلعى عنكِ ورقة التوت اخلعى عنكِ الحقيقة.
اغوص فى البحر، تحاصرنى القهقات العالية ، تستنفرنى ، تأتينى من كل صوب وحدب ، وجوه مبتسمة وآخرى عابثة وايادى بالدم ملوثة ، حائرة انا!! حولى صياح وضحك وصراخ ودمع ودم ، بصوت مخنوق اصيح اريد الخروج.
أعدو هاربة من اليم والموج يلاطمنى بقسوة يحاول طرحى أرضا ، يجذبنى إلى القاع، مهرولة أتشبث بالأمل ، احاول الخروج الى الشط ، اتوارى تحت الماء، آهٍ والماء ايضاً يكشفنى، الكل يبصرنى عارية.
يا إلهى!!! لا ابصر ملابسى!!اين ذهبت؟
على الشط، تعلقت ملابسى بأنياب ، أقنعة،لا أتلمس لها شبهاً، مربعة أم مثلثة الوجه أم سداسية الشكل ، لا وضوح ضباب من حولى يلفنى ويلف معه الحقيقة ،وأنياب تعدو بملابسى فى الظلام.
صارخة.. اعيدوا ملابسى، اعيدوا ورقة التوت، لقد خدعت،قد استبدلت الحقيقة بالوهم، العذب بالاچاچ .
راجفة اتلفت ،كل الرؤوس فى انحناء ،هامات ساجدة واجساد متلاصقة متزاحمة ، وهمهمات هى سيمفونية مرعبة،عيون ساخرة تنظر صوبى فى استهزاء، احاول النهوض بلا فائدة، ارفع رأسى اتنفس ابحث عن اشياء اعرفها فى مكان وبين اناس لا اعرفها ، صارخة ابكى،أعيدوا لى ورقة التوت.
ويد تمتد نحوى ،هى يد (لوجين) ،توقظنى صغيرتى، تتساءل فى براءة ما بكِ يا امى تبكين؟
اجيبها فى انهمار دمع حزين ضاعت ورقة التوت.
تبتسم الصغيرة وهى تمد يدها بزهر الياسمين، كنتِ تحلمين، .
اتجول بنظرى فيمن حولى اتسع الكون والشمس كما لم اعهدها من قبل، بحر ذهبى الضياء ، ها هى الورود وزهرالياسمين فى حديقتى وعلى الأغصان عصافير وأطيار ، وهاهو البحر معشوقى وكما احببته بصفحته الزرقاء يعكس لون صفاء السماء ، نظرت الى بنيتى واخذت يدها ، وفى مرح.
اتريدين السباحة فى البحر؟ هيا ..هيا لنسبح بملابسنا .
وتضحك بنيتى ،نسبح بملابسنا ؟ !! لا بل بالمايوه سأرتدى المايوه ،
لابل بملابسنا ،
وتضحك الصغيرة بل بالمايوه ،
نضحك وتتوالى ضحكاتنا.
نردد معا المهم نسبح فى البحرالمهم نسبح ونخرج نلعب على الشط.
كم انتِ بريئة وجميلة يا صغيرتى!

بقلم : نجوى عبد البر(شهد أحمد الرفاعى)



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجوبة لا تكشف الظلام وانما الأسئلة
- التنافس والمتنافسون
- السؤال الذهبي
- همسات ليلية ( 54) حوار النورس والهمس
- همسات ليلية (53 ) هكذا يريدنى!!!!
- أجراس الخطر ( الجرس الاول : عصر الاسفاف الفضائى )
- همسات ليلية (51) قد أسدلتُ الستار
- همسات ليلية (52) لا ...... تبعثر الذكرى
- همسات ليلية (49 ) عد من حيث أتيت
- همس ( 50) ات ليلية.....هل مات الأمل..؟؟؟؟؟
- همسات ليلية (47) ما الحب عندك؟
- همسات ليلية (48) قد هربت ُ من ايامك
- هى ..اشياء.لا..تشترى!!
- الاخلاق ترفع الراية البيضاء !!!
- همسات ليلية ( 46) صرخة ألم
- ببساطة ضاعت الانتفاضة
- همسات ليلية (45 ) فاتنتى فى الغيم سابحة
- همسات ليلية ( 44) إليكِ ..يا .. نبض قلبى
- همسات ليلية (43) ليلة غنى فيها القمر
- همسات ليلية( 42) مناااااااجاة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - من سرق ورقة التوت ؟؟؟