أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟!















المزيد.....

بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟!


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 10:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


المقاومة تعني أن يدافع الشخص عن أي اعتداء يتعرض له ، وعلى المقاوم أن يستخدم كل الوسائل في الدفاع عن وجوده كي يستمر في البقاء .. والمقاومة شيء فطري في الإنسان كما في الحيوان ؛ فهو سيقاوم أي خطر يتعرض له سواء داخلي أو خارجي ، ومنذ وجود الإنسان على هذه الأرض بدأ المقاومة ضد الحيوانات المفترسة ، وكذلك قاوم قسوة الطبيعة فبنى له بيتا يحميه من تقلبات المناخ وغيره ، وبنى أسيجة وحصون وجدران كي يتقي شر الأعداء ودرب أبناؤه على الشجاعة والفروسية واخترع جيوشا لتدافع عن أرضه وعرضه ليحافظ على ثرواته كي تستمر الحياة ... وكما المقاومة فطرية في الإنسان كذلك الطمع ، فهو تواق ليكون صاحب ثروة لا تنضب ..! ومن هنا نشأت الحروب والغزوات ، فالقوم القوي إذا ما اكتشف بلادا أو أراض بها خيرات وثروات فسوف يعتدي عليها حتى ينهبها ويسيطر عليها ، وأصبح من يمتلك المال والثروة يمتلك القوة أيضا حتى على المستوى الداخلي وكذلك على مستوى القبيلة أو الأسرة ، وعرف التاريخ القديم والحديث اعتداءات وحروبا كثيرة لا تعد ولا تحصى ، بحيث لا توجد حقبة صغيرة خلت من الحروب ..
في العصر الحديث استعمرت شعوبا ودولا كثيرة .. قاومت هذه الشعوب الاستعمار وتحررت إما بطرد المحتل أو استقلت بالاتفاق مع المحتل ، أو بفرض شروط من الدول القوية حسب تقاسم مصالحها .. في الوطن العربي ظلت الصورة مختلفة عن هذا الإطار النظري حيث خرج الاستعمار وزرع أنظمة تحكم شعوبها بدلا من الاستعمار الذي منح هذه الأنظمة الدعم والقوة اللامحدودة أحيانا حسب قوة النظام وعلاقته بالمحتل البعيد ..! فإذا ما أردت أن تحكم على أي نظام من هذه الأنظمة فاحكم على هذا النظام من خلال علاقته بأمريكا أو بريطانيا مثلا ..؟ بالإضافة إلى ربط هذه الدول متفرقة بدولة قوية مثل أمريكا وبريطانيا، وهاتان الدولتان الرئيسيتان اللتان غرستا نظاما غريبا في وسط الوطن العربي ويقدمان له دعما غير محدود من المال والسلاح بحيث يتفوق ويسيطر دائما على هذه الدول التي قسمها جغرافيا إلى شرق وغرب ، هذا النظام هو ( إسرائيل ) إسرائيل التي بقيت تحتل أرض فلسطين كاملة بعد أن طردت غالبية سكانها بمساعدة ودعم من بريطانيا وأمريكا وتواطؤ من دول في المنطقة والتزام الصمت أو عدم الانتباه من دول عديدة في العالم ، أو بحجة الخلاص من مشكلة اليهودي في العالم الأوروبي ..!
إسرائيل قويت وترعرعت على هذه التناقضات ، وأصبحت القوة الرئيسية التي تتحكم بمصالح أمريكا والغرب وربما العالم أجمع .. وباتت تتحكم في النزاعات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط برمته .. من إيران والعراق إلى السودان والصومال وموريتانيا والمغرب العربي إلى الهند والباكستان وأفغانستان .! إذن إسرائيل تستمر في قوتها إن أوجدت صراعات مستمرة في هذه الدول والعكس صحيح ! إن استقرت هذه الدول وعملت على تنمية أوطانها وشعوبها ستصبح إسرائيل ضعيفة وهزيلة أمام هذه الدول ، أو بمعنى آخر : السلام والاستقرار يفقدان إسرائيل وظيفتها الرئيسية ، ولا يمكنها أن تعيش طويلا ..! لذلك سعت إسرائيل دائما إلى تقويض أي عملية سلام يمكن أن تتم .. ومنذ البداية تآمرت على قرارات الأمم المتحدة كي لا تطبق ، حتى تبقى المنطقة في حالة من عدم الاستقرار واستنزاف لمقدرات الشعوب وتنميتها .. وتتالت بعدها رفض كل مبادرات السلام المطروحة سواء من العرب أو من الغرب ! وكان آخرها رفض لمبادرة السلام العربية المقررة في قمة بيروت ، وكذلك الالتفاف على خارطة الطريق المطروحة من الرباعية الدولية بالانسحاب الكاذب من غزة دون اتفاق مع الفلسطينيين لتقويض خارطة الطريق ..!
المقاومة الفلسطينية التي بدأت قبل قيام إسرائيل لم تتوقف وأخذت أشكالا عديدة بحيث حافظت على روح وجوهر القضية الفلسطينية ، وعززت الثقة والأمل بالفلسطيني أينما كان ؟ وجعلت من هدف استرداد حقه أن يكون دائما نصب عينيه وتحميله للأجيال القادمة حتى يتحقق .. ولا بد أن يتحقق عاجلا أم آجلا .! لكن المقاومة المسلحة في الفترة الأخيرة أصبحت هدفا لصراعات حزبية دفع شعبنا الفلسطيني ثمنا باهظا بسببها .. وبدلا من أن تكون دافعا قويا لتحقيق مكاسب سياسية كانت أحيانا لتخريب ونسف ما يمكن تحقيقه ، وأحيانا أخرى كانت تخدم الكيان الصهيوني ( بدون قصد ) لتنفيذ كثيرا من مخططاته الشيطانية في تخريب أية عملية سلام يمكن أن تتم ..؟ وفي حالات أخرى كانت تحدث عمليات مسلحة من قبيل الانتقام والثأر بدون أهداف وطنية راح ضحيتها الكثير من الأبرياء ، مما دفع بالكثير من المؤيدين والمفكرين بتغيير مفهومهم عن المقاومة المشروعة إلى حد وصفها بالإرهاب ؟؟ وكلنا يعرف كيف وظفها الإعلام الصهيوني لتغيير الرأي العام العالمي في هذا الاتجاه ؟ وشهدت الساحة الفلسطينية تباينا واضحا واختلافا شاسعا في إستراتيجية المقاومة المسلحة ، وكثيرا ما تساءل المواطن عن هدف العمليات العسكرية خاصة إذا ما أدت إلى نتائج عكسية ؟؟ ففي الوقت الذي يطالب فيه العالم إسرائيل بعدم قطع الكهرباء عن غزة تقوم المقاومة بقصف محولات الضغط العالي فتقطع الكهرباء عن جزء كبير من غزة ؟؟ وعندما كانت إسرائيل تفتح معبر بيت حانون لدخول آلاف العمال لإسرائيل تقوم المقاومة بقصف المعبر أو بتنفيذ عمليات مسلحة بالقرب منه ليغلق المعبر من جديد ، وكذلك على معابر دخول البضائع إلى غزة نفذت أكثر من عملية مسلحة وتم على أثرها إغلاق هذه المعابر فترات طويلة مما أثر بشكل كبير على حياة المواطنين في غزة ..! حتى العملية العسكرية النوعية التي تم فيها خطف الجندي جلعاد شليط وانتصر فيها المقاوم الفلسطيني بنجاح باهر على الصعيد العسكري ، حيث بدأ المجتمع الإسرائيلي يتساءل عن قدرة الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على حدوده ..؟ قام الجيش الإسرائيلي بعدها على الفور بتحويل كامل غزة إلى جحيم لا يطاق .. ودفع سكان غزة ثمنا لا يقدر ولا يحصى من الأرواح والممتلكات ومازال ..؟ ليس ذلك مقابل الجندي المختطف بقدر ما تريد إسرائيل تنفيذ مخططاتها الشيطانية ، وبقدر أن لا يسجل هذا انتصارا حقيقيا للمقاومة ؟! لو سألنا منفذي العملية أو قادتها قبل تنفيذ العملية بأن غزة ستخسر الكثير .. هل ستقومون بتنفيذ العملية ؟! لا أعتقد أن الإجابة ستكون مثل إجابة قائد حزب الله الشيخ حسن نصر الله في لبنان ؟! لأن المقاومة هنا تريد تسجيل نصرا لحسابات فئوية .. ولا يهمها إذا كان الشعب الغزاوي الذي دفع الثمن مقابل ذلك موافقا على هذه المقاومة ، أم لا ..؟ ولم تقم المقاومة بإجراء استفتاء على ذلك ..؟
لو راجعنا حركة المقاومة المسلحة في عهد السلطة الفلسطينية لوجدنا معظمها كان يؤدي إلى نتائج عكسية ، لأن أية عملية مسلحة يجب أن تحقق على الأقل ثلاثة أهداف هي : عسكرية وسياسية واقتصادية ، والحقيقة الدامغة هي أننا خسرنا كثيرا ؛ فالنتائج كانت مدمرة على الثلاثة أصعدة السابقة ؟! وكان واضحا عندما كانت فتح تقود حركة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية تمهيدا لقيام دولة فلسطينية بغض النظر عن النجاح أو الفشل أو الفساد الذي صاحب هذه العملية كانت حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس وتبعهما فيما بعد الجبهة الشعبية والديمقراطية بالقيام بعمليات مسلحة بدون إستراتيجية أو تخطيط مشترك ، أو حسابات دقيقة لما قد تؤول إليه الأمور وكان التنافس واضحا في من يستطيع أن يفشل أية جهود تبذل لإنقاذ العملية السياسية ! وعندما فقد الأمل لحقت حركة فتح الركب في العمل العسكري بدلا من الخيار الذي بدأته خوفا من أن يسجل عليها إسقاط المقاومة المشروعة إضافة لما لصق بها من فساد إداري ومالي ..؟ وبات الجميع كل يغني على ليلاه ! والكل يعرف ما آلت إليه الأمور فيما وصلت إليه من انقسام واستقطاب حاد أدى في النهاية إلى الانقلاب العسكري الذي قادته حركة حماس ضد السلطة الفلسطينية ومؤسساتها والسيطرة على غزة بشكل كامل وانفصالها عن الضفة وكذلك عزلها بشكل تام عن العالم الخارجي ، سوى السماح بدخول بعض المواد الغذائية والقليل من المحروقات والأدوية ..؟!
بعد هذه الخسارة الكبيرة والانقسام الحاد إلى درجة العداء بين أكبر تنظيمين على الساحة الفلسطينية واستقطاب الجماهير الفلسطينية إليهما .. أليس حريّ بنا إعادة النظر في فلسفة المقاومة المسلحة والجدوى منها ..؟ أو إعادة ترشيدها بما يخدم المشروع الوطني الفلسطيني والحفاظ على الانجازات والمقدرات التي حققها شعبنا ؟ أليس من الأجدر بالتنظيمات المسلحة أن تلتزم بما يرفضه أو يقبله المجتمع الفلسطيني ؟ المقاومة وسيلة وليست غاية والمقاومة لها أشكالا عديدة أهمها الحفاظ على الأرواح وتعزيز الثقة والانتماء والتسلح بالعلم والمعرفة وتوفير مقومات الصمود بدلا من الهجرة... وأخيرا نعرف أن المقاومة المسلحة اكتسبت عند شعبنا هالة كبيرة ومن الصعب مناقشتها .. لكني أأمل أن أكون قد رميت حجرا في مياه راكدة ترسب بها الكثير من الخطايا عل وعسى نستطيع تنقيتها لما فيه مصلحة الوطن والمواطن ..



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب السيد هنية سرد صحفي وديماغوجي وتغييب لوعي الجماهير
- عندما يفلت المجرمون من العقاب يصبح كل الوطن مستباحا ؟؟
- للنساء فقط ..!
- إسرائيل ونظرية الزمن ؟؟
- العيد وغزة المسلوبة من فلسطينيتها وعروبتها !؟
- يا فتح أكشفي عن وجهك ..! إما تكوني علمانية أو تكوني أصولية . ...
- احذروا .. غزة في مهب الريح !
- مرثية إلى أبي خالد عبد الشافي
- الصحافة ومفهوم السلطة الرابعة ..؟
- الطحين الفاسد وتورط جامعة مرموقة في غزة ..؟
- المنبوذون ..؟
- صورة العربي في أدب الطفل اليهودي .. رسالة إلى اللاهثين وراء ...
- أسئلة خطيرة على بوابة السنة الدراسية الجديدة ..؟؟
- كسوف
- لماذا الطحين الفاسد .. يا سيد جون ؟!
- البنوك في فلسطين رأس الحربة على الوطن والمواطن ..؟
- سيكولوجية الغزاويين .. ولعبة الطفل ( صلاح ) ؟!
- فساد المؤسسة العسكرية الفلسطينية لا يختلف كثيرا عن فساد المؤ ...
- عناة
- نحو جبهة وطنية واحدة في غزة ..!


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟!