أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم عليان - لماذا الطحين الفاسد .. يا سيد جون ؟!














المزيد.....

لماذا الطحين الفاسد .. يا سيد جون ؟!


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل مدة ، وبالتحديد في شهر آذار الفارط قمنا بمدح السيد جون كنج مدير عمليان وكالة الغوث الدولية في غزة على ما قام به من خطوات لا بأس بها على صعيد التعليم في مدارس الوكالة بغزة .. وشجعناه على المزيد من الخطوات ، وقدمنا له النصائح ؛ لأن جرأته في اتخاذ القرارات كانت قوية إلى درجة كبيرة كادت أن تودي بحياته فيما بعد .. وانتظرنا منه خطوات أخرى على صعيد الصحة والتموين .. منذ اللحظة الأولى يا سيد جون وقبل أن تعرف الناس نتائج ما قمت به ، أيدنا الخطوات والإجراءات التي قمت بها ، وكنا نعرف أن كثيرين يعارضونها خاصة ممن يعملون معك في مجالها .. الآن وبعد أن فشلت محاولاتهم وأحبطت .. ونجحت أنت ونجح من استفاد منها أصبحوا يصفقون لك ويؤيدونك كي يكسبوا ودك ..! نعم هذه هي التجربة ، وهذا هو طريق العلم والمنهج العلمي .. وليس المنهج الظلامي الساكن صاحب النظريات البائدة المتخوف من التقدم ..؟ نعم يا سيد جون ! سر إلى الأمام ولا تنظر خلفك إلا من خلال ما يظهر لك من التقييم العلمي العملي ، وليس مما يقولونه لك مما يعشش في مخيلتهم من أوهام وتخوف ..؟ إن شعبنا دائما كان معطاء ومع التقدم .. دائما كان يقبل الثقافة الإنسانية السمحة .. دائما ينشد السلام والمحبة لكل شعوب الأرض ، ولا يرضى الظلم لأي إنسان .!
يا سيد جون ! الآن بعد مكوثك بيننا فترة ليست بالكبيرة ، لكنها كافية بتعريفك عن اللاجئين وبما يعانون منه في مخيمات غزة والضفة لمعاينتك ذلك عن قرب .. ولا شك أنك استنتجت خلال هذه الفترة بأننا كشعب فيه من الأنفس المريضة والتي أغرتها حب السلطة والمال في فترة انعدم فيها تنفيذ القانون والمحاسبة والمراقبة وانعدام الضمير وظهور الفاسدين إلى حد دفعوا فيه ثمن فسادهم ، وكان ما كان .. ودفع شعبنا الثمن الأكبر ..؟ ولأن العاملين في وكالة الغوث ليسوا ببعيدين عن هذه الظروف فلا حرج أن يكون من بين المسئولين فيها فاسدين يجنون أموالا طائلة إضافة إلى الذين يحبون ممارسة السلطة على زملائهم في العمل مما يعيقون مسيرة التقدم وروح المبادرة والإبداع في كافة المجالات التي ترعاها وكالة الغوث الدولية ..
من المعلوم أن وكالة الغوث ومنذ سنوات تقدم للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة معونات طارئة كل شهرين تتضمن موادا غذائية من بينها الدقيق الذي يعتبر مادة الحياة الأساسية للاجئين الذين يعانون من الفقر المدقع وسوء التغذية .. منذ أن بدأت الوكالة بشراء الدقيق من المطاحن المحلية بحجة دعم الاقتصاد المحلي .. بدأنا نتسلم بين دورة وأخرى من التوزيع طحينا فاسدا لا يصلح حتى للاستخدام الحيواني ..؟ حتى أن نساء المخيمات البارعات أصبحن لا يستطعن عجن هذا الطحين وخبزه .. وبدأن يبحثن عن طرق للتغلب على هذه المشاكل .. فمنهن من استبدلت الطحين بطحين أجود ؛ لكن على حساب الكمية ، ومنهن من استطاعت شراء كمية أخرى من النوع الجيد لخلطها بالطحين الفاسد ، ومنهن من ابتكرت طرقا بإضافة مركبات أخرى مثل الزيت والخمائر المحسنة وأشياء لتحسين مذاق الخبز الذي تفوح منه رائحة العفن ..إلخ ، من خلال الشكوى الكبيرة من السكان ومن خلال كثرة الحديث الذي يدور بين الناس بدأت شخصيا البحث والتقصي عن الحقيقة ، زرت مركز التموين مرات عدة ، وتعرفت إلى التجار والمسترزقين من التوزيع .. شاهدت الطحين الذي تفرغه شاحنات الوكالة وشاحنات أخرى قد تكون مستأجرة للمطاحن التي تورد الدقيق .. سألت : لماذا يشتري التاجر الطحين إذا كان فاسدا ؟ أجابوا : إنهم يعيدون بيعه للمطحنة ، والمطحنة بدورها تعيده للتوزيع إلى مراكز الوكالة مرة أخرى ، وقد تتكرر هذه مرات عدة ..؟ ومنهم من قال : هناك أناس يشترون أي شيء رخيص يمكن أن يحييهم بعض من الوقت ولو على حساب صحتهم .. منهم من قال : هل من بديل ( احنا لاقيين غيروا ..؟ ) لم أشاهد أي مسئول متخصص في الأغذية غير عمال التوزيع والمخزنجية .. سألت نفسي : لماذا لا توزع الوكالة ثمن ما تقدمه نقدا ، بدلا من هذه المتاعب مادام الوكالة تشتري البضائع من السوق المحلي المجرم ..؟ لماذا لا تقوم الوكالة أو أي جهة أخرى بمتابعة ومراقبة ما يدور ويجري .. ويحاول عمل تقييم للواقع ليخرج بتوصيات إلى المسئولين ؟ أحد سائقي الشاحنات التي تنقل القمح المستورد من المعبر ، قال لي : إن سلطات المعبر الإسرائيلية تقوم بتفريغ القمح على مساحة من الأرض مثل مكب للنفايات ، ويمكن أن يبقى يومين أو أكثر بدون أي نوع من الوقاية ، بعدها يقوم أصحاب المطاحن بتعبئته بواسطة الجرافات في شاحنات غير صحية وغير مهيأة لنقل مثل هذه البضائع لصوامعهم تمهيدا للطحن ..؟
نعم يا سيد جون ! هذا هو الحال وهذه هي الحقيقة .. أن شعبنا المسكين الذي ضحى طويلا وانتظر الفرج دهرا طويلا، تحمل ظلم الاحتلال ومازال .. تحمل وصبر طويلا على حكم مصنوع وحلول مغشوشة .. تحمل الفقر والجوع .. دفع أغلى ما يملك وأعز ما يملك ثمنا لتحرره وعودته إلى أرضه التي اغتصبت وشرد منها بقوة السلاح .. هذه هي قضيتنا التي شكلت وكالة الغوث الدولية لتساعدنا وتغيثنا حتى نعود إلى أراضينا .. وكالة الغوث التي يجب ألا تنتهي قبل عودتنا .. وكالة الغوث يجب أن تطور خدماتها وعملها إلى الأفضل .. نعم يا سيد جون ! إننا أحببناك لأننا لمسنا منك الحب .. أحببناك لأنك شعرت بما نعانيه وتألمت له .. أحببناك لأنك تتفانى في تقديم الأفضل ..
نعم يا سيد جون ! قد يوجد فساد في نظام الحكم وفي أي مكان ..؟ وقد يكون الفساد في مؤسسات اقتصادية واجتماعية ، وقد يكون الفساد في مؤسسات عديدة ومختلفة ... لكن الذي لا يجوز ولا يمكن قبوله عندما يكون الفساد في المؤسسة الدولية الأولى ألا وهي الأمم المتحدة والتي من برامجها محاربة الفساد ، والذي لا يجوز عندما يطال الفساد مؤسسة تقدم الغذاء للمحتاجين وتمنحهم طعاما فاسدا..



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنوك في فلسطين رأس الحربة على الوطن والمواطن ..؟
- سيكولوجية الغزاويين .. ولعبة الطفل ( صلاح ) ؟!
- فساد المؤسسة العسكرية الفلسطينية لا يختلف كثيرا عن فساد المؤ ...
- عناة
- نحو جبهة وطنية واحدة في غزة ..!
- الأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي للفلسطينيين
- استنساخ
- نورسة
- الفلسطينيون بحاجة إلى ميثاق وطني جديد !
- مراجعة في النظام السياسي الفلسطيني ..؟
- الصويرة


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم عليان - لماذا الطحين الفاسد .. يا سيد جون ؟!