أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - رقيّ العصر الحاضر














المزيد.....

رقيّ العصر الحاضر


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 11:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هو الله
إنّ عالم الإمكان شبيه بالإنسان فللإنسان عهد نطفة وعهد رضاعة وزمان نموّ وزمان رشد وإدراك ووقت للبلوغ. وكذلك لعالم الإمكان درجات فالإنسان في سنّ الرّضاعة يكون حسّاسًا ويكون في سنّ المراهقة في بداية الإدراك والتّمييز ولكنّ إدراكاته ضعيفة فلمّا يبلغ سنّ الرّشد تظهر جميع قواه المعنويّة والصّورية بأقصى درجة من القوّة وتصل قوّة إدراكه إلى حدّ يكشف فيه حقائق الأشياء، ولكنّ هذا الأمر غير ممكن في سنّ الطّفولة والرّضاعة فهذه الكمالات تتجلّى في سنّ البلوغ لا في سنّ الطّفولة وكذلك كان عالم الإمكان في وقت من الأوقات رضيعًا ثمّ أصبح طفلاً ثمّ مراهقًا ثمّ نما ونشأ يومًا فيومًا والآن بلغ سنّ الرّشد.
إنّ هذا القرن سيّد القرون وإنّ هذا العصر مرآة جميع العصور، وصور جميع ما كان في القرون الأولى تتجلّى اليوم في هذه المرآة. وعلاوة على هذا فإنّ هذا القرن نفسه له كمالات خاصّة به فله اكتشافات عظيمة واختراعات بديعة ومؤسّسات عجيبة وعلوم غريبة ما زالت تتجلّى في نهاية الكمال، أي أنّ لهذا القرن فضائل القرون السّابقة وله صناعات القرون السّابقة والخصال الحميدة في القرون السّابقة واكتشافات القرون السّابقة. ومع وجود هذه الفضيلة فيه فإنّ له اختراعاته الخاصّة به واكتشافاته الخاصّة به والّتي لم تكن موجودة أبدًا في القرون السّابقة، فمثلاً الفنّ المعماريّ كان موجودًا في القرون السّابقة ووصل في هذا القرن إلى درجة البلوغ ولكنّ هذه القوّة الكهربائيّة المولّدة لم تكن وهذا البرق (التّلغراف) الّذي به تتمّ المخابرة مع الشّرق والغرب خلال دقيقة واحدة لم يكن وهذا الحاكي لم يكن وهذا التّلفون لم يكن إنّ هذه كلّها من خصائص هذا القرن. ففي هذا القرن فضائل القرون القديمة وفضائل القرون الجديدة ولهذا فإنّ هذا القرن جامع للقرون وممتاز على جميعها وسيّد القرون وشمس جميع العصور. وبما أنّنا موجودون في هذا القرن فعلينا في سبيل الشّكر لهذه المواهب أن نقوم بأعمال تليق بهذا القرن فمثلاً حينما يبلغ الإنسان سنّ البلوغ يجب أن يكون على أحوال وأطوار تليق بسنّ البلوغ وكذلك الأمر في عالم الإمكان، فبما أنّه قد ترقّى إلى هذه الدّرجة الّتي أصبح فيها قرن الأنوار وقرن ظهور الأسرار وقرن فضائل العالم الإنسانيّ وقرن يوم الله وقرن الملكوت الأبهى يجب علينا أن نسلك السّلوك الّذي يليق بهذا القرن لأنّ العالم وصل إلى درجة البلوغ إن لم يصل إلى درجة البلوغ فسوف يصلها عن قريب.
لاحظوا كم اتّسعت دائرة العقول والأفكار وكم زادت الاكتشافات الجديدة وكم من مؤسّسات عظيمة ظهرت وكم من مخترعات بديعة تجلّت وإلى أيّ مدى انتشرت العلوم النّافعة. فمع وجود هذه المواهب الإلهيّة هل يليق بالبشر أن يكونوا غرقى في بحر المادّيّات وأسرى عالم الطّبيعة؟ إنّ هذا القرن قرن تجلّت فيه قوى الإنسان المعنويّة وظهرت كمالات الإنسان الرّوحانيّة وبهرت نورانيّة العالم الإنسانيّ وتجلّت الفيوضات الإلهيّة غير المتناهية. وبما أنّ الكمالات الجسمانيّة قد بلغت أعلى درجة فكذلك الكمالات الرّوحانيّة ينبغي أن تصل إلى أعلى درجة لكي يتنوّر ظاهر الإنسان وباطنه وتتحقّق السّعادة الدّنيويّة والملكوتيّة كلتاهما وتظهر الفضائل الطّبيعية الإلهيّة كلّها.
وكما أنّ العقل البشريّ مرآة لحقائق الأشياء أعني أنّ في الإنسان قوّة تكشف الحقائق كذلك حقيقة الإنسان مرآة لأنوار الملكوت ولها استعداد لتتجلّى فيها الحقائق الملكوتيّة وتظهر فيها الأسرار الإلهيّة وتنطبع فيها صور الملأ الأعلى ولهذا فإذا ارتقى الجانبان- الجانب الجسمانيّ والجانب الرّوحانيّ- فعند ذلك تظهر الحقيقة الإنسانيّة في منتهى الجمال والكمال.
إنّ الله له الحمد قد فتح لنا في هذا القرن كلّ باب وأنار لنا كلّ شمع وأحاط غيث رحمته الجميع وهبّ نسيم عنايته وهيّأ لنا من كلّ جهة وسائل الكمال فلا يجوز لنا أن نهدر كلّ هذه المواهب الإلهيّة ونهدر هذه الفيوضات الرّوحانيّة ونهدر هذه الأنوار اللاّهوتية بل ينبغي لنا أن نسعى روحًا وقلبًا حتّى تظهر هذه المواهب الإلهيّة في الحقيقة الإنسانيّة بمنتهى درجة الكمال حتّى تكون البشريّة مرآة ملكوت الرّبّ الجليل ويصبح عالم النّاسوت مرآة الملكوت، وعند ذلك ينال البشر السّعادة الدّنيويّة والسّعادة الأخرويّة والمواهب الإلهيّة والرّوحانيّة العظيمة والنّورانيّة الملكوتيّة.
إذن فاجتهدوا لكي تفوا حق الشّكر لهذه الألطاف وتتلقّوا نفثات الرّوح القدس وتنالوا هذه النّورانيّة وتشكروا هذا الفضل والموهبة وإذا بذلتم مثل هذه الهمّة فسيتعانق الشّرق والغرب وينهدم بناء العداوة والبغضاء انهدامًا كلّيًّا وتنتشر المحبّة الملكوتيّة وتحصل الألفة الرّوحانيّة وتتجلّى وحدة العالم الإنسانيّ ويتحقّق الصّلح الأكبر ويتعاشر البشر في ما بينهم بنهاية الألفة وتحصل السّعادة الأرضيّة والسّعادة الملكوتيّة كلتاهما وأرجو أن يفوز الكلّ بهذا المقام وهذه وصيّة منّي.(حضرة عبد البهاء- الخطبة المباركة في المنزل المبارك في نيويورك في 12 تموز 1912)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم جديد وحضارة جديدة ونهار لا يعقبه ليل
- يوم جديد ونور شديد وحضارة جديدة ونهار لا يعقبه ليل
- عالم واحد والبشر سكانه
- الوحدة
- البهائية والبحث عن الحقيقة
- وحدة العالم الإنسانيّ
- نداء وحدة العالم الإنسانيّ
- الدين سبب اتحاد العالم
- عالم الوجود محتاج إلى الرّوح وروحه هو الدّين الإلهيّ
- لا نهاية للفضل الإلهيّ
- العلم ووحدة العالم الإنسانى
- صوت السّلام العامّ
- صبح الصّلح الأكبر
- المبادئ الرئيسية فى الدين والعقيدة البهائية
- العصر البديع قادم
- عصر بديع قادم
- دين العالم
- صرخة ألم جوه قلب حزين من مصر انظلم
- وحدة العالم - الهدف الأول فى العقيدة البهائية
- مستقبل العالم والنظام العالمى الجديد والعقيدة البهائية


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - رقيّ العصر الحاضر