|
مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 2- الكفاح الاقتصادي
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 12:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 2- الكفاح الاقتصادي مضى اكثر من نصف قرن على عرض الرفيق فهد القييم لمستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث وترابطها، ولا تزال تحتفظ بحيوتها، رغم كل التطورات على الصعيد العالمي والوطني، ولاسيما في المجال الاقتصادي. فعلى الرغم من احتفاظ علاقات الانتاج الراسمالية بقوانينها الاساسية وما طورته من وسائل استغلالها للطبقة العاملة والشعوب، فان بلوغها مرحلة العولمة الراسمالية فرضت الهيمنة الامبريالية على العالم وادامتها عن طريق القوة بما فيها الحروب العدوانية واحتلال البلدان التي لا ترضخ لهيمنتها، واستخدام افضع الجرائم لادامة هيمنتها. واصبحت علاقات الانتاج الراسمالية في هذه المرحلة تهدد وجود البشرية وتستنزف حيويتها، من ناحية، وتسجل انتهاء مهمتها التاريخية في تطوير قوى الانتاج لما يخدم تطور البشرية، من ناحية اخرى. حيث تكرس القوى الامبريالية اليوم معظم طاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والايديولوجية لاحكام هيمنتها على العالم وادامتها، على حساب ما كانت تكرسه في مراحلها السابقة على مجالات تطوير قوى الانتاج في ركضها وراء الارباح . فالامبريالية الامريكية اليوم التي تحتل العراق لا تختلف في جوهرها عن الاستعمار البريطاني الذي كان يستعبد شعبنا وانما في الاساليب والوسائل التي تفرض فيه هيمنتها على شعبنا وثرواته وادامتها. فالامبريالية اليوم تحتفظ باساسها الاقتصادي كما وصفه فهد قائلا:"اذا ما عرفنا ان شهوة المستعمرين لغزو بلاد الغير واستعباد شعوبها هي شهوة شركاتهم ومصارفهم الاحتكارية للاستيلاء على مصادر مواد الخام والحصول على ايدي عاملة رخيصة بالدرجة الاولى واتخاذها راس جسر لانزال جديد، عرفنا ما للكفاح الاقتصادي من اثر فعال مساعد للنضال السياسي . فاضعاف الاساس الاقتصادي للاستعمار يضعف حتما قواه السياسية والعسكرية ويقوي في الوقت نفسه القوى الوطنية.." لقد احكم الاستعمار البريطاني هيمنته على اقتصادنا في ذلك العصر كما اشار الرفيق فهد في كراسه، بكماشة المنطقة الاسترلينية وحجز صندوق احتياطي عملتنا في لندن لاحكام سيطرته على اقتصادنا وسيطرة شركاته الاحتكارية على كل مرافق حياتنا والتحكم بمصير المنتجين والتجار والمزارعين العراقيين. واعتمد في سيطرته تلك على قواه العسكرية ونفوذه السياسي وعلى الاتفاقيات التي ابرمت بتأثير ضغطهم السياسي والعسكري خلال عهد الانتداب وبعده. ولذلك وضع الرفيق فهد في مقدمة كفاحنا الاقتصادي في ذلك الحين الخروج من كماشة المنطقة الاسترلينية التي كانت تسبب عجزنا عن بناء صناعة وطنية حديثة وتجميد رساميلنا وتفرض انفاقها لاستيراد بضائع استهلاكية وتحديد حرية تجارتنا بالمنطقة الاسترلينية. ولذلك وضع في مقدمة اهداف كفاحنا الاقتصادي الخروج من منطقة الاسترليني واستعادة صندوق احتياطي عملتنا . وكان هذا الانجاز الاول لثورة 14/تموز/1958 بعد اسقاط النظام الملكي العميل. اما اليوم وفي عصر العولمة الراسمالية فليس للامبريالية الامريكية حاجة لمنطقة سيطرة للدولار بعد ان هيمنت على العالم وان بدأت قوانين التطور غير المتناظر للاقطاب الامبريالية تثبت فعالياتها فسجل اليورو الاختراق الاول ومن ثم الين الياباني واخيرا اليوان الصيني. ولذلك تقف اليوم اولويات اخرى في كفاحنا الاقتصادي. فالامبريالية الامريكية وبقوات احتلالها اوقفت كل حلقات الاقتصاد الوطني التي شهدت تطورات كبيرة وضعت اسسها ثورة 14/تموز على ضوء مستلزمات كفاحنا الوطني التي صاغها الرفيق فهد وتبنتها وطورتها القوى الوطنية ولاسيما الحزب الشيوعي العراقي، عدى صناعة النفط وفرض كامل سيطرتها عليها. فقد اطلقت ثورة 14/تموز العنان العنان لتطور الراسمالية وزعزعت اسس علاقات الانتاج شبه الاقطاعية الركيزة الاجتماعية للهيمنة الامبريالية ومهدت لتأميم ثرواتنا النفطية واستثمارها لتطوير اقتصادنا الوطني بتأميم 5 ,99 % من اراضينا من هيمنة شركات النفط الاحتكارية ، وعلى اساس تحريرها للمرافق الاقتصادية الكبرى من هيمنة قوات الاحتلال البريطانية كالسكك والميناء اقامت قطاع الدولة وطورته ليشمل ميدان الصناعة والتجارة الداخلية والخارجية بناء على ضعف الراسمال الوطني الخاص. ومن خلال هيمنة قوات الاحتلال على كل هذه المرافق الاقتصادية تمكنت من استخدامها سلاحا لتركيع شعبنا واداة لدوام هيمنتها. فمن خلال هيمنتها على صناعة النفط والتحكم في مصادره ووسائل توزيعه تمكنت من سرقة ما لا يقل عن 50% من صادراته لتمويل حربها، من خلال عدم نصب عدادات للنفط المصدر. وخصصت 10/ من الباقي لنهب المليشيات التي اوكلت اليها مهمة نشر الرعب والتفرقة الطائفية واخرى التحكم بتوزيع النفط ومشتقاته والهاء الجماهير بالركض وراء الحصول على البانزين والنفط والغاز. ومن خلال سيطرتها على محطات توليد الطاقة الكهربائية وتنظيم تدمير الارهابين لبعضها، حرمت شعبنا من النور ومن الدفء شتاء والتبريد صيفا . ومن خلال السيطرة على مصانع قطاع الدولة التي كانت تشغل مئات الالاف من العمال وايقافها عن العمل وفسح المجال لسرقة معداتها ومخازنها فضلا عن اضطراب الامن توقفت جميع النشاطات الاقتصادية الامر الذي ادى الى رمي مئات الالاف من العمال في احضان البطالة . وهكذا فان اسلحتها الاقتصادية لا تقل فعالية عن اسلحتها السياسية والعسكرية والايديولوجية في خدمة اهدافها. واذ فشلت جميعها في تركيع شعبنا نجحت في اثارة الرأي العام الامريكي والعالمي والحط من مواقع وسمعة الامبريالية الامريكية. فلم تجد الادارة الامريكية بدامن شرعنة اهدافها الاستراتيجية من خلال تشريع القوانين الاقتصادية التي تمكنها من فرض هيمنتها الاقتصادية الكاملة فكان اولها تشريع قانون الاستثمار الذي يطلق العنان للسيطرة على كل مرافق الحياة الاقتصادية للبلاد ومن ثم جاء دور قانون النفط والغاز الذي يحقق هدف الاحتلال الاستراتيجي الرئيس وما يتبعه من قوانين واتفاقيات تضمن هيمنتها السياسية والعسكرية وادامتها. ولذلك اصبح في مقدمة اهدافنا الاقتصادية اليوم الغاء قانون النفط والغاز والالتزام بما اكده الرفيق فهد "علينا ان نكافح ضد اعطاء امتيازات اقتصادية لشركات اجنبية وان نعمل جهدنا لالغاء ما يمكن الغؤه من الاحتكارات وان نضع الموجود منها تحت رقابة فعالة تخضعها لشروط مناسبة وتفرض عليها ضرائب ثقيلة. " فالنفط يشكل الركيزة الاساسية لاقتصادنا الوطني بل ولسيادتنا الوطنية والمصدر الاساس لحياتنا الاقتصادية ورفاهية شعبنا واجيالنا المقبلة. هذا فضلا عن الاهتمام بجميع مطالب شعبنا الاقتصادية الحيوية. كضمانة لاطلاق طاقاته وتطوير وسائل واساليب كفاحه. واذ تم ايضاح اهمية الكفاح الاقتصادي ومجالاته في عصرناعلى ضوء ما اوضحه وحدده الرفيق فهد فلا بد من تحديد القوى الاساسية التي تستطيع النهوض بهذا الكفاح وعلى عاتقها تقع مهمة تحقيق اهدافه وفي مصلحتها، ووسائل واساليب كفاحها . وهو الموضوع التالي سعاد خيري في 16/11/2007
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث بين الامس واليوم
-
- مستلزمات كفاحنا الوطني - بين الامس واليوم
-
وحدة نضال الشعب العراقي بعربه وكرده ضد الاحتلال ضرورة قصوى ل
...
-
ستبقى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى تهدي البشرية وتعزز ثقتها
...
-
سيبقى العراق المحتل ساحة لتصفية خلافات الامبريالية الامريكية
...
-
رحلت الدكتورة نزيهة الدليمي وستبقى تحيا بتجاربها الرائدة لقر
...
-
من اجل صحوة وطنية لتصعيد مقاومةالاحتلال وادواته لتفتيت العرا
...
-
التصويت السري في البرلمان والاقرار العلني في كردستان مخططات
...
-
تزاحم قوانين احكام احتلال العراق ضرورة لاستعادة موقع القطب ا
...
-
قانون غير ملزم لتقسيم العراق يدين الادارة الامريكية بجريمة ت
...
-
ليكن22/9/2007يوم اعتصام العراقيين في جميع انحاء العالم تعبير
...
-
تصاعد المقاومة الشعبية لقانون النفط يفقد الاحتلال وادوته توا
...
-
الاحتلال والنظام العشائري في العراق
-
مهرجان الكونغريس الامريكي يعري تدهور اسس قطب العولمة الراسما
...
-
تصعيد الصراع بين مختلف فصائل مقاومة الاحتلال الامريكي يمد في
...
-
لا تدعوا قانون نهب النفط والغاز يمر لانه تشريع للهيمنة الامر
...
-
حوار مفتوح مع قادة المقاومة الوطنية العراقية
-
من اجل جبهة شعبية عالمية لدعم شعب يقتحم السماء ويذود عن البش
...
-
صفحات مشرقة في تاريخ شعبنا وطليعته السياسية تحتاج لاجيال جدي
...
-
التنافس الصاخب بين الكتل والاحزاب العراقية المتعاقدة مع قوات
...
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|