ليس هناك قضية كردية حين تظهر الحراب التركية* ..!!

غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

لقد وقعت الامبراطورية العثمانبة المنهزمة في الحرب العالمية الاولى معاهدة (سيفر) سنة 1920 مع دول التحالف المنتصرة ، وبهذه المعاهدة اقرت حقوق الشعوب التي كانت مغلوبا على امرها، والمنضوية تحت لواء امبراطورية ال عثمان ، ضمن مبدأ حق تقرير المصير لتلك الشعوب وتشكيل دولها المستقلة .
وبتلك المعاهدة نالت ارمينيا استقلالها ومنطقة الحجاز ايضا، وكان من المفترض ان تاخذ كردستان استقلالها ،لكن صعود نجم مصطفى كمال اتاتورك على رأس الحركة القومية التركية التي رفضت الاتفاقية واقنعت الزعامات الكردية بضرورة تأجيل القضية الكردية لحين تحرير جميع اراضي الوطن المحتل وبعدها ستكون تركيا وطنا لشعبين!، الشعب الكردي والتركي. كما وعد (اتاتورك) تلك الزعامات _-الكردية- بحقوق واراض تفوق ما قدمته معاهدة (سيفر) وهذه الوعود لم تكن حتى حبرا على ورق ! وقد تنصل اتاتورك بعدها من جميع وعوده وضيق الخناق على الشعب الكردي الذي يمثل 30-40% من عدد سكان تركيا واستطاعت الحركة القومية التركية بعدها اقناع دول التحالف بالغاء معاهدة (سيفر) وتوقيع معاهدة (لوزان) سنة 1923 التي لم يذكر فيها الاكراد اصلا . والسخرية ان ممثل تركيا في مؤتمر (لوزان) كردي الاصل يدعى عصمت باشا .
لقد اقنع (اتاتورك) الغرب بالتحالف معه بعد ان نزع عن راسه الطربوش العثماني ووضع بدلا عنه القبعة الغربية، وحصل على دعم لجمهوريته الجديدة التي اصبحت حليفا قويا للغرب من اجل الوقوف امام الاتحاد السوفيتي الناشئ بقوة، ونتيجة لهذا التحالف -تحالف المصالح - هضمت حقوق الاكراد بتاسيس دولتهم المنشودة، وظلت كردستان حلما يسعى كل كردي لتحقيقه. رغما عن الحراب التركية المغروسة في جسدها.
*مانشيت جريدة (وقت) التركية سنة 1925

#غسان_سالم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل