أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - عندما تملؤهم البصرة رعبا















المزيد.....

عندما تملؤهم البصرة رعبا


علي آل شفاف

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليل مكفهر داج, ولؤم ينفخ الأوداج, وابتذال مهين, واستذلال مكين, لا يبقي لصاحبه قيمة ولا شيمة, ولا حياء ولا وقار. ذلك هو ما أسفرت عنه تلك الوجوه المَخزيّة المفضوحة, التي تلبسها العار, وعانقها الخوار. من الذين ارتضوا أن يبيعوا المدينة التي ينتسبون إليها, وتربوا بين أحضانها, من أجل حفنة من الدنانير أو الريالات أو الدراهم.

هكذا ـ وبين عشية وضحاها ـ أصبحت البصرة مستعمرة إيرانية, وأهلها لا يتكلمون إلا بالفارسية, و(جيش القدس) يملؤها, و(حرس الثورة) يحكمها, و"كسرى" عاد ملكا في "الجمهورية" و "يزدجرد" في "الحيانية", أما "رستم" ففي "كرمة علي" بنى قلعة عصماء, وعلى الجانب الآخر من "شط العرب", في "النجيبية" تمترس "كورش" بـ "توربينات" محطة الكهرباء, أما "المعقل" فقد ملأ ميناءه "البسيج", واحتل ملعبه "بيروزي" و "سبهان" و "اصفهان". أما في قلب البصرة النابض (العشار), وفي ساحة "أم البروم" لا تجد إلا (الرطن) بالفارسية, ومن يتكلم في "التنومة" بلغة عربية, يشي به تقرير لأحد (الفرس البعثيين). ثم يخطفه أحد (المقاومين), ليرسله بالبريد السريع المضمون (DHL) إلى قلعة (المجاهدين) . . لا بد أنكم تعرفونها!! ليقطع رأسه, ورأس أبيه, ورأس جده, إن كان حيا! وربما ينبش قبره, إن أبقى له "كبيرهم الذي علمهم السحر" قبرا! . . مرحى مرحى لأكاذيبهم الجوفاء! وبخ بخ لعقول تنخدع بها!!


البصرة تعني الثروة, والثروة تعني القوة؛ وهذا ما يخشاه أعداء العراق. يعلم أعداء البصرة, وأعداء العراق, أن البصرة رأسمال العراق: بها يستقر إن استقر, ومنها يتزعزع إن تزعزع. بل, منها يزدهر وينتعش, ومنها يشيخ ويهرم. لذلك, وكلما دار حديث عن تسليم ملف البصرة الأمني إلى أهلها, ترتعد فرائص الذين يأملون بيوم ليس آت, فتمتلئ قلوبهم حقدا وغيضا. لأن استقرار البصرة, وتحول ملفها الأمني إلى الحكومة العراقية الشرعية المنتخبة, التي تسير بخطى واثقة وقوية نحو فرض القانون والسيادة الكاملة؛ هو إعلان حقيقي عن الإستقلال الفعلي لموارد الشعب العراقي, وبالتالي هو إعلان عن بداية دخول العراق المعترك الإقليمي والدولي بثقله الكامل, وهذا ما يرعب حكومات الخليج, التي تخشى على كراسيها المتهرئة. بالرغم من أن المالكي مد يد التعاون والأخوة والسلام لكل جيران العراق, لكن يد المالكي (يد شيعية)!! وهنا بيت الداء. لذلك بدأت مخابرات "صليبيخات" وأجهزة (جرابيع الفريج) باستنفار عملائها وأجرائها وأذلائها, المتسكعين على أعتاب "الشاليهات". مساندة وداعمة لمخابرات (مستخدم الحرمين) الذي "لا يَكَادُ يُبِينُ". وتلحق بها مخابرات (راعي الاوله) و( راعي الاوله) كما هو معروف (ما ينلحك) ولكن ـ هذه المرة ـ في سباقات الخيل والهجن والصقور, وليس في سباقات أخرى.

كل هذه المخابرات هي في حالة صراع ـ ليس لنا فيه من قطمير ولا بعير ـ مع المخابرات الإيرانية. نشأ هذا الصراع نتيجة الخوف المطبق لدى الحكومات الخليجية من إيران! وهذا شأنهم, وليذهبوا هم وإيران إلى حيث يذهبون. فالعراقيين ـ كما هو معروف ـ ليس لديهم عقدة خوف من أحد, بل أن الآخرين هم الذين تتملكهم عقدة الخوف من العراق. لذلك تحاول حكومات الخليج (المرعوبة), أن تحشرنا في هذا الصراع حشرا, لتكون دماء أبنائنا ثمنا للحفاظ على كروشهم وعروشهم, كما في السابق.
إن العقدة الطائفية, هي أصعب حلا من عقدة الخوف. وهي التي تقض مضاجعهم, وتثير مواجعهم. لذلك سعوا جاهدين لإضعاف البصرة, وتشتيت أهلها, وزرع الفتن بينهم, وإرباك الوضع فيها؛ وبالتالي إرباك الوضع في العراق ككل. أملا في إضعاف الشيعة العراقيين العرب, وإفشال تجربة حكمهم لبلدهم, التي حرموا منها, منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة.

أن مخابرات حكومات الخليج الغبية, وبسبب عقدتي الخوف من إيران, والعقدة الطائفية؛ اندفعت اندفاعا أهوجا في تشويه صورة البصرة والواقع البصري. مما شكل فرصة العمر لـ (اصْبَيَّان) (سوك المكاصيص), لينهالوا على البصرة وأهلها بسيل جارف (وارف) زائف, من المقالات السخيفة, أملا منهم أن يدخلوا (سوك المناخ), بفضلات ومكرمات وفتات موائد أصحاب "الشاليهات", العائدين من (الحداك), وقد أثملتهم "الحشيشة" المهربة من إيران؛ ثمنا ـ بخسا ـ لبيعهم ضمائرهم وشرفهم ووطنهم ومدينتهم التي تربوا فيها, وترعرعوا بين شطآنها.

بدأت هذه الوقاحة المفجعة, في تزييف وتشويه الواقع البصري, منذ عدة سنوات بعد سقوط (هبلهم), وكان ذلك بعد أن أيقن مصاصوا دماء العراقيين وأموالهم, أن البصرة خرجت من أيديهم, وعادت بين يدي أهلها الشرفاء. فلم يجدوا ما يبرد غلهم, ويطفئ جمرة حقدهم؛ إلا بعبع إيران والفرس والصفويين (علما أن الصفويين أتراك آذريين, وليسوا فرس). وهكذا, أصبح كل من يطلق لحيته فارسيا! ومن يتكلم عن الحرام والحلال عميلا لإيران! ومن يلبس البدلة الرسمية بدون رباط مؤمن بولاية الفقيه! وكأن كل العراقيين في السابق كانوا يرتدون الرباط, علما أن غالبية أهل البصرة حاليا يرتدون (الدشداشة العراقية) . . وحذار حذار أن تتكلم عن هويتك, لكي لا تكون صفويا! وحذار حذار أن تشرب الماء, أو تتنفس الهواء, فستكون قد فعلت فعلتك (الشنيعة) هذه, بأمر المخابرات الإيرانية!

ولعمري, إن هذه الحملة الإعلامية الغاشمة على البصرة, من الذين يزعمون كذبا وزيفا التباكي على عروبة البصرة ـ التي لا تنفك عنها ـ هم أكثر من يطمع الإيرانيين بالبصرة. بل هم من يفتح لهم أبوابا واسعة للتدخل.
فكيف تكون عروبة البصرة مهددة؟ وهل في البصرة إلا عربي قح؟! نعم, هناك عدد قليل من المسيحيين البصريين المعروفين بهويتهم الواضحة, وأقل منهم من الصابئة البصريين, الذين هم أكثر اندماجا معنا, مع حفاظهم على خصوصيتهم الدينية. ومن النوادر المضحكة هنا: أن واحدا آخر من خدم (آل سعود), كتب في أحد أذرع أخطبوطهم الإعلامي, وهو صحيفة "الحياة" ـ في ضمن أراجيف وأكاذيب كثيرة حول البصرة ـ أن الصابئة في البصرة " ينحدرون من أصول كلدانية سكنت العراق قبل أن يسكنه السومريون". وهكذا فإن "الكلدانيين" ـ عند هذا الجاهل ـ سكنوا العراق قبل "السومريين"!!
فأي جهل هذا الذي نواجهه؟!
إن كل قارئ بسيط, بل طالب في المتوسطة, يعرف أن "السومريين" هم أقدم الأقوام التي سكنت بلاد ما بين النهرين, وأنهم سكنوا العراق قبل "الكلدانيين" بحوالي ثلاثة آلاف عام. وأن "الكلدانيين" هم آخر الحضارات العراقية القديمة, التي انتهت بسقوط "بابل" سنة 538 ق.م.!

أخيرا, من يشاء البحث والتنقيب سيجد أن البصريين معروفون بعشائرهم العربية الأصيلة التي ترجع أصولها إلى ما قبل الإسلام. لكن عند الطائفيين ـ من خدمة (أصحاب الشاليهات) ـ تصبح العروبة طائفة, وليست قومية! فمن كان من غير طائفة (طويل العمر) ليس بعربي!
لكن العجب, كل العجب, أن يتناسى هؤلاء (الكتاتيب) المتباكون على عروبة البصرة, أنهم ـ هم من ـ يفتقرون إلى الاصل العربي, ويفتقرون إلى الانتساب إلى أحد العشائر العربية المعروفة في البصرة. فينسبون أنفسهم إلى مدينة البصرة! علما أن الانتساب إلى المدينة, ليس عرفا, ولا أسلوبا عربيا, بل هو فارسي وتركي, أو أعجمي ـ بصورة عامة.
فعلى من يتباكى على عروبة البصرة أن يثبت عروبته هو, أولا.



#علي_آل_شفاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دواعي وأهداف وآفاق -انتفاضة المهجر- ضد الإرهاب الوهابي السعو ...
- من ستقرع له الأجراس ومن سيخرج بلا خفين: الحكومة المنتخبة أم ...
- ملامح التجديد التأريخي في الفكر السياسي الشيعي
- عصمة بعثيي هذا الزمان, بين الحكومة والبرلمان
- الزاحف على عرش آل سعود ببلدوزر المخابرات الأمريكية 2
- الزاحف على عرش آل سعود ببلدوزالمخابرات الأمريكية, بندر ولعبة ...
- دعوة لوضع عائدات نفط (السعودية) في صندوق خاضع لمراقبة للأمم ...
- فضيحة مدوية: مقترح الوسطاء في -نهر البارد- كان ترحيل (الكفري ...
- هل تكون عودة البعثيين . . يوما -للقصاص العظيم-؟!
- بتغرير من بطانته: بغاث آل سعود يستنسر أمام شعب العراق!
- هل بإمكان -المالكي- أن يقلب الطاولة على الجميع
- حق -الحياة وبكرامة- هو ما يرسم حدود الدول ويحدد نظمها
- يا خراف الله استذئبي
- انهيار الركن الأخلاقي في السلوك السياسي المعاصر
- أسباب (الردة) الأمريكية عن تطبيق الديمقراطية في العراق
- المفهوم الفلسفي للزمن تحت مبضع التقنيات الحديثة
- لكي لا يقع سيادة الرئيس في فخ (سعادة) السفير مرة أخرى
- صدمة للشعب العراقي . . مقترحات غير مسؤولة
- لغز اختطاف سوزانا أوستهوف
- آلام العراق بين تخدير -الوحدة الزائفة- وجراحية -الأقاليم- ال ...


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - عندما تملؤهم البصرة رعبا