أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - دواعي وأهداف وآفاق -انتفاضة المهجر- ضد الإرهاب الوهابي السعودي















المزيد.....

دواعي وأهداف وآفاق -انتفاضة المهجر- ضد الإرهاب الوهابي السعودي


علي آل شفاف

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 06:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل حدث حكاية, ولكل حكاية بداية. وبداية حكايتنا جراح تنزف, ورقاب تنحر, ورؤوس تفصل عن أجسادها, وأوصال مقطعة, وأطراف مقمعة . . وتستمر حكايتنا هذه وكأنها لم تزل في البداية . . لكن ـ وككل حكاية ـ لا بد أن تكون لها نهاية. وكانت انتفاضة العراقيين في المهجر, ضد إرهاب الوهابيين المدعوم من قبل آل سعود, محاولة لوضع حد لهذه الحكاية. لأن حكايتنا ـ على عكس ما يتصور البعض, أو يريد أن يتصور ـ بسيطة وواضحة جدا, بشخوصها, وأحداثها, ورواتها.

نطالع بين الحين والآخر الكثير من الدعوات للوقوف مع معاناة هذا الكاتب, أو ذاك الشاعر, أو ذلك المثقف, أو غيرهم. فأحدهم منع من طباعة ديوانه, وآخر منع من نشر قصته, وثالث سجن بسبب رأيه؛ وغيره لسبب آخر, وهذا كله يستحق الوقوف معه. لكن . . ما بال أصحاب هذه الدعوات يصمتون ويخرسون أمام فتاوى تدعو إلى إبادة مجاميع بشرية هائلة, تعد بعشرات ومئات الملايين, لا لشئ إلا لاختلاف الرأي والرؤية!
الغريب أن أحدا لم يحاول إظهار هذه الفتاوى ـ على حقيقتها ـ إلى الرأي العام العالمي, أو يفضح مرتكبيها أمام العالم الحر وغير الحر. لاسيما وأن العالم ـ بأجمعه ـ يعاني من ويلات الإرهاب, الذي يستند إلى نفس الفتاوى التي أباحت دماء الكثير من المسلمين والشيعة منهم على الخصوص, وغير المسلمين أيضا, في العراق وفي غير العراق, ولنفس (المتعالمين) من شيوخ ومتطرفي الوهابية, ومن نفس الأراضي الخاضعة لسلطان آل سعود, وتحت درايتهم ورعايتهم وغطائهم المالي والسياسي. وبالرغم من هول الفجيعة, وفداحة الجريمة, لم يتحرك ضمير, ولم يهتز جفن!
من هنا كانت انتفاضة العراقيين في المهجر, تعبير عن وعي حقيقي ـ وإن كان متأخرا ـ بخطورة التهديد الحقيقي الذي تواجهه الإنسانية, المسجاة على مذبح الإرهاب الأسود, وعلى مذبح فقهاء الحقد والكراهية والإلغاء, ومصادرة حق الحياة؛ الذين يحضون بدعم ورعاية ومساندة, من مملكة آل سعود حصرا. إذ لم تخرج أية فتوى أخرى من أية بقعة أخرى من بقاع العالم, إلا ممن كان من تلامذتهم. وهذا ما لا يختلف فيه إنسان مع إنسان. لهذا فالتكفيرية الوهابية ـ بهذا المعنى ـ تشكل خطرا حقيقيا على الإنسانية, والوقوف ضد تهديدها يمثل انتصارا للإنسانية بكل معنى الكلمة.

لعل قدر المنفيين من شرفاء العراق, أن يصونوا كرامة الإنسان عن معرة الامتهان, ويتجافوا بها عن شريعة الحيوان, فيضعوا حدا لعار الإنسانية هذا. ثم ليشد أخوتهم الشرفاء في أرض الوطن أزرهم. ثم ليتعاطف معهم الشرفاء في كل العالم. لأن مأساة الإنسان واحدة, في كل مكان. ثم لتتصاعد الانتفاضة, ولتتسارع, بما لم يتوقعه أحد. فكانت بحق غضبة الإنسان لأخيه الإنسان. فما إن بادر من بادر, حتى هب الشرفاء . . فمن ألمانيا إلى أمريكا, ومن إنكلترا إلى استراليا إلى كندا, ومن السويد إلى النرويج إلى الدنمارك إلى هولندا, إلى غيرها . . . لتخرج كل الآهات المحبوسة, والصرخات المكبوتة, والحشرجات التي تختلج في الصدور؛ وتتسع دائرة الصرخات, وتسري الرغبة الجامحة في العمل من أجل خلاص الإنسانية, سريان النار في الهشيم.

تميزت هذه الانتفاضة بأنها شعبية عفوية بحق, رغم أنوف خزمها العار, وجباه جللها الصَّغار؛ إنسانية الأبعاد, غير مسيسة؛ لا تحركها أية جهة سياسية, أو غير سياسية. وهنا تكمن قوتها, ومن هنا ـ أيضا ـ يظهر ضعف أعدائها, من المجرمين والمتعالمين ودعاتهم ورعاتهم. فهم يبحثون عن أحد ليضغطوا عليه, أو يرشوه, أو يهددوه . . لكن, دون جدوى! فكل عراقي شريف ـ بل كل إنسان شريف ـ هو قائد للانتفاضة . . هو سداتها ولحمتها, وفرس رهانها. عليه اعتمدت, وبه تصاعدت, ومن غيرته استعرت والتهبت. ولأن العراقي الشريف هو رائدها وسائقها وداعمها, خابت وخفتت كل الجهود التي تأمل أن تعرقلها, أو تضع العصي في عجلاتها.

بعد أن نجح المنتفضون في فضح جرائم الإرهاب الوهابي المدعوم والموجه من آل سعود, من خلال موجات الاعتصامات والتظاهرات التي شملت أرجاء العالم. وبعد أن حارت مخابرات آل سعود, في مواجهة افتضاح بشاعة صورتهم ـ الحقيقية ـ أمام العالم, والتي صنعوها بأنفسهم لأنفسهم, وبعد أن فشلت محاولات أبواقهم التي تنتشر على أمتداد أذرع أخطبوطهم الإعلامي في تشويه صورة الانتفاضة, عن طريق سيل التهم البعثية والوهابية الجاهزة, التي تحاول المس بنقاء ونظافة الشعب العراقي. حق لكل ـ وحق على كل ـ إنسان شريف يحترم إنسانيته, أن يساهم بدوره, ومن موقعه في إدامتها وتعضيدها وتقويتها, حتى الوصول إلى غايتنا المنشودة, وهي حماية أبنائنا وأجيالنا القادمة والإنسانية أجمع من سيل الفتاوى الإجرامية التي تبث سموم الحقد والبغض والكراهية بين البشر, انطلاقا من أوكار آل سعود.

يخطئ من يضع هذه الإنتفاضة في أية (خانة) أو قيد مصطنع, لأنها إنسانية الدافع والطابع والآفاق. ودافعها ما ذكرته في بداية هذه الحكاية, من مآس هي عار على الإنسانية أجمع, ولا أظن أن هناك إنسان لا يهزه ما يحدث في العراق, بغض النظر عن كافة التوصيفات. لأنه يجري على الإنسان, بما هو إنسان أولا. أما من يكبله القيد الديني المصطنع أو المذهبي المصطنع, حتى ينسيه إنسانيته أو بشريته, وبالتالي ينسيه حتى أصل دينه الذي يكرم بني آدم "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً", فهذا ليس معنيا بكلماتنا هذه. لأنها موجهة للإنسان, بما هو إنسان كرمه الله وحمله ورزقه وفضله تفضيلا. أما الآخر فله شأن آخر, وكلام آخر, ليس هذا محله.

من هنا تتبين سعة أفق هذا التحرك أو هذه الانتفاضة الحقيقية, بوجه القتلة والسفاحين والذباحين والجلادين؛ لتحتضن كل إنسان مفعم بإنسانيته, وكل ضمير حي, وكل داعية لاحترام حقوق الإنسان, ولاحترام حرية الرأي والمعتقد, ولاحترام حرمة الدم الإنساني, ولاحترام كرامة الإنسان. وننتظر من كل هؤلاء الدعم والمساندة القلمية أو الإعلامية أو العملية من خلال الدعوة الجامعة للوقوف بوجه أعداء الإنسان والإنسانية. فهذه هي ـ إذا ـ معركتنا مع التكفير والتطرف والهمجية.



#علي_آل_شفاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ستقرع له الأجراس ومن سيخرج بلا خفين: الحكومة المنتخبة أم ...
- ملامح التجديد التأريخي في الفكر السياسي الشيعي
- عصمة بعثيي هذا الزمان, بين الحكومة والبرلمان
- الزاحف على عرش آل سعود ببلدوزر المخابرات الأمريكية 2
- الزاحف على عرش آل سعود ببلدوزالمخابرات الأمريكية, بندر ولعبة ...
- دعوة لوضع عائدات نفط (السعودية) في صندوق خاضع لمراقبة للأمم ...
- فضيحة مدوية: مقترح الوسطاء في -نهر البارد- كان ترحيل (الكفري ...
- هل تكون عودة البعثيين . . يوما -للقصاص العظيم-؟!
- بتغرير من بطانته: بغاث آل سعود يستنسر أمام شعب العراق!
- هل بإمكان -المالكي- أن يقلب الطاولة على الجميع
- حق -الحياة وبكرامة- هو ما يرسم حدود الدول ويحدد نظمها
- يا خراف الله استذئبي
- انهيار الركن الأخلاقي في السلوك السياسي المعاصر
- أسباب (الردة) الأمريكية عن تطبيق الديمقراطية في العراق
- المفهوم الفلسفي للزمن تحت مبضع التقنيات الحديثة
- لكي لا يقع سيادة الرئيس في فخ (سعادة) السفير مرة أخرى
- صدمة للشعب العراقي . . مقترحات غير مسؤولة
- لغز اختطاف سوزانا أوستهوف
- آلام العراق بين تخدير -الوحدة الزائفة- وجراحية -الأقاليم- ال ...
- دعوة لتشييع الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - دواعي وأهداف وآفاق -انتفاضة المهجر- ضد الإرهاب الوهابي السعودي